اليوم تلعب غانا مع بوركينا فاسو في نصف نهائي كاس الأمم الإفريقية. وغانا هذه ستواجه السودان في مارس المقبل ضمن تصفيات كأس العالم. وهي تمتلك فريقاً جاهزاً يطمح في الوصول لنهائيات المونديال، وفريقنا القومي «لا وجيع» له، فقد خصمت نقاطه إمام زامبيا بعد خطأ إداري من الدرجة الأولي بإشراك اللاعب مساوي. ولكن هل خصم نقاط السودان بغض النظر عن انتظار كأس يجعل القائمين على أمر منتخبنا الوطني يكتفون أيديهم ويعتمدون على معسكرات الأندية لتجهيز المنتخب؟ لماذا لا يحدد الجهاز الفني مباريات تجريبية قبل مباراة غانا؟ كل منتخبات العالم تلعب هذه الأيام مباريات إعدادية لخوض غمار تصفيات كأس العالم عدا منتخب السودان. وكل منتخبات العالم يحاسب المقصرون فيها إلا منتخبنا الوطني. وجميع منتخبات الدول تجد الاهتمام المتعاظم من أمر القائمين على أمر كرة القدم فيها إلا السودان، فإن منتخبه يجد الإهمال المريع من قبل الاتحاد والوزارة. الانضباط الذي يحدث في الدول الاخرى جعلها تتفوق على مؤسس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأصبحنا «نتفرج» على منتخبات القارة السمراء وهي تبدع في أمم إفريقيا ونهائيات كأس العالم. تألمت كثيراً وابني الصغير يسأل عن منتخب السودان في أمم إفريقيا، فقلت له «السودان فاز بهذه البطولة قبل مولد والدك»، فضحك ببراءة الأطفال وأصبح كل يوم يشجع فريقاً دون انتماء بعد خروج المنتخبات العربية. فرق كثيرة كانت خلفنا إن كانت من دول إفريقيا أو الوطن العربي، ولكنها الآن تتفوق علينا كثيراً بسبب الاهتمام الذي توليه دولها لكرة القدم. حتى إثيوبيا التي لم يكن منتخبها يقف كثيراً في وجه صقور الجديان تفوقت علينا، وقدمت مستويات مميزة في بطولة إفريقيا، وهي التي أخرجت منتخبنا من هذه البطولة. فريقنا القومي يحتاج «لوجيع» يهتم به من أجل رفع اسم السودان وعودته للمقدمة كما بدأ. والوجيع يجب أن يبدأ من مباراتنا المرتقبة أمام غانا في مارس المقبل دون النظر لما يسفر عنه استئناف مباراة زامبيا. لاعبو البرج الفاشر اعتزلوا جميعهم لعب الطائرة. أحلام أبناء الفاشر بتحقيق نتائج طيبة في بطولة العرب تبخرت مع انقضاء المهرجان «الضجة». مفهوم الرياضة في السودان يتركز في كرة القدم رغم فشلها في تحقيق انجازات تذكر، والألعاب الاخرى تجد الإهمال المخيف رغم إبداع أبناء السودان فيها. لو قدر لمريخ السلاطين الصعود للبطولة الإفريقية هل سينسحب لعدم توفر المال؟ لا أعتقد ذلك. أبناء البرج يجتهدون للعودة للفاشر «محبطين» هل من مستجيب؟