لا حائط: بعد اليوم، نركُم خلفه القُمامة.. وكنا منذ الحرف الأول «نسلخ» ، ولا نُفلت لهم «صفحة» إلا وآثار الجلد بادية عليها.. ولما كان تقرير المصير يطلب أن نكُف أذانا عنهم، كُنا بالفعل نستجيب.. ثم كان الهجوم على هجليج: وكُنا بطبيعة الحال نستدعي الحرف، والحرف لم نألفه ينهمر إلا ساعة يكون الحديث عنهم، وبعد إزاحتهم عنها هجليج وبهدوء كنا نُيمم الحرف قبل أحداث الساعة، نلتقط منها ما يستحق.. ونحن هكذا.. إذ بحبالهم وعصيهم تبدو كأنها تسعى، والغبار الكثيف الذي ترصده الصقور، كان يُترجم إلى العبرية، والعبارة مختصرة جداً: عدد «50» عربة لاندكروزر أمضت نهار يوم السبت 2/2/2013م وهي تسعى من ربكونا وعبر اللالوية إلى محطة الكهرباء، وفي الهامش كُتب: العربات جزء من الدعم الإسرائيلي للجيش الشعبي والجبهة الثورية، بغرض: ضرب هجليج!! أما ما لم تلتقطه الصقور أو الكاميرا الرقمية الحديثة التي وضعت حول أعناقها والذراع، كان إطلاق النار الكثيف في الاحتفال وذلك نهار الإثنين 4/2/2013م بمدينة بانتيو، وبعدها كان تعبان دينق يصدر أوامره بتحريك مخموري الجبهة الثورية وبخاصة قادة حركة العدل والمساواة باتجاه «الشقاقة دفرا ناما»، والقائد رمضان الفضيل حتى اللحظة يطارد ما تبقى من جند للدفع بهم نحو هذا المحور المهم، وفي الخاطر تجارب سابقة: ساعة أن دُفع بهم نحو هجليج ليجدوا أنهم وحدهم الذين تتصيدهم الطلقات. وصباح الخميس 7/2/2013م تحُط طائرة أظنها أُممية في مطار جوبا قادمة من حقل الوحدة وعلى متنها عدد من مهندسي النفط الأجانب، ووزير النفط بدولة الجنوب كان في استقبالهم بعد أن اطمأن إلى الموظفين الذين حطت طائرتهم بحقل ثارجاس، ثم تسكن حقل الوحدة الذئاب العاوية، ولا يفوتنا أن ننقل تبريرات وزير النفط الجنوبي لهذه الخطوة، إذ رد ذلك لفشل المفاوضات وعدم استئناف عمليات ضخ النفط في القريب العاجل، والحقيقة بالطبع نقرأها من بين الحروف تلك حروف الوزير وهي أن للأمر علاقة بتعزيزات دفعت بها دولة الجنوب لقوات الجبهة الثورية التي تقترب الآن من محطة الكهرباء. لكن.. إنما صنيعهم: كيدُ ساحر، وإلا: ماذا تنتظر تلك الحشود الهائلة في لفة ميوم؟ فالأمر مختلف هذه المرة، لذا: يُحدث مناوي بعض قادة الجيش الشعبي بجوبا الحديث الواضح: نحن لا نعرف ميداناً «للدواس» سوى الميدان الغربي، وكان ذلك قبل أيام وهو يحاور بغية خروج قواته من الجنوب إلى دارفور مباشرةً.. ويسحب القائد العام لحركة العدل والمساواة العمدة الطاهر قوات الحركة بقيادة مهدي جبل مون إلى منطقة جاو بعد أن كانت في طريقها للهجوم على مناطق «أُم شعرانة والحمرة والإحيمر» بالتنسيق مع قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة كل من العميد جقود مكوار والعقيد كوكو الجاز.. ويأمر جبريل إبراهيم العمدة الطاهر بتحريك كل القوة بدولة الجنوب إلى دارفور فوراً.. وإلا: ماذا تنتظر تلك الحشود الهائلة في لفة ميوم ؟ قال: تلقف ما صنعوا.