لقد اتهمني المجادل «الجمهوري» المعاظل، بأني لم أكن أمينًا، عندما استشهدت بما اقتطفته من نصوص كتبهم. وقال: «ذكر وقيع الله: «وفيما يلي نتولى التعريف بالفرقة الجمهورية السودانية تعريفاً نقدياً، استندنا فيه إلى أكثر من سبع وعشرين كتاباً، وكتيباً، من الكتابات الأصلية لتلك الفرقة». وعقَّب على ذلك بقوله:«وهذه كذبة بلقاء، إذ لم يعتمد وقيع الله على كتب الفكرة الجمهورية، بل ذكر أقوال «يقصد أقوالاً!» لا أساس لها، أثارها في فترات مختلفة، بعض السذج من معارضي الجمهوريين، ويمكن لأي عاقل أن يرفضها بمجرد الحس العام.. وزاد على هذا الكذب الصراح، إنه يورد بعض النصوص من الكتب، ثم يدخل في قلب النص عبارة من عنده، يدخلها في أقواس النص، ثم يكتب ارجع إلى كتاب كذا». ولم يذكر مجادلي الجمهوري أي مثال يؤكد به زعمه بأني زيَّفت نصوصهم، أو بدَّلت فيها ولو حرفًا واحدًا، أو انتزعتها من سياقها، ووجهتها توجيهًا غير سليم. وما ذلك إلا لأنه قد أعجزه ذلك. فأنا أربأ بنفسي عن الكذب، وعن اجتزاء أقوال الناس، والتلاعب بها. إذ لا يحق لمن هو في مقامي أن يكذب على الناس وهو يدافع عن دين الله. وفي كل الأحوال فإني أتحدى مجادلي الجمهوري، المدّعي، المفتري، الكذاب، أن يأتيني ولو بنص واحد نسبتُه إليهم، وهو ليس لهم. وله من الوقت ما يشاء ليأتي بهذا الدليل. تزوير في موقع الحزب الجمهوري بالإنترنيت وقبل أن يفعل ذلك، وما هو بفاعل، آتيه بدليل على كذبه، وكذب قومه القائمين على نشر الفكر الجمهوري، وعلى ممارستهم فاضح التزوير والتزييف. فقد مكروا مكرًا كبَّارا منكرًا بقيامهم بالتصرف تصرفًا غير أمين في نص كان معروضًا على موقعهم الإلكتروني قبل وقت ليس بعيدًا. فعلوا هذا في نص لقاء صحفي كان قد أجراه الصحفي يومها، والأستاذ الدكتور الآن، عبد الله جلاب، مع شيخهم محمود محمد طه، ونُشر بصيحفة «الأيام»، بتاريخ الحادي عشر من ديسمبر 1972م. وفيه ساق الأستاذ جلاب محمودًا إلى الحديث عن علاقته بنظام الحكم المايوي، بقيادة جعفر محمد نميري، فقال محمود: «إن النظام الحاضر يجد تبريره الكافي، في أنه منذ البداية سار في اتجاه تصفية الطائفية، بصورة لم يسبق لها مثيل، في العهود السابقة. ولا يمكن لهذا الشعب أن يدخل عهد كرامته، ومن ثم ديمقراطيته، إلا إذا تخلص من النفوذ الطائفي. وليست الطائفية تنظيمًا فحسب، وإنما عقيدة.. ولا تحارب العقيدة بالسلاح، وإن حورب التنظيم بالسلاح. وإنما يجب أن يسير مع السلاح الذي أضعف التنظيم الطائفي، نشر الوعي بالدعوة إلى الإسلام الصحيح». وأضاف: «إن هذا العهد قد قوض نظام الأحزاب الفاسدة، وهو قد ضرب الطائفية ضربة كسرت شوكتها، ولكنها لم تقتلع جذورها». وواضح من هذين المقطعين أن محمودًا كان يقر تهشيم تنظيم حزب الأمة، وتحطيم الأحزاب الفاسدة «كما وصفها» بالسلاح. وكنتُ قد اطلعتُ على محتويات هذا اللقاء الصحفي، عندما صدر قديمًا، وكنت حينها طالبًا بالمدرسة الثانوية. ثم اطلعتُ عليه مجددًا قبل سنوات، حين نشره الجمهوريون كاملاً على موقعهم الإلكتروني، غير منتبهين إلى ما فيه من مادة خطرة، تدين زعيمهم بالتحريض على ممارسة العنف، والإرهاب، وإبادة جموع للأنصار. وقد نبهتهم إلى ذلك، في بعض مناوشاتي معهم، وقلت لهم إن هذا الكلام ما يزال معروضًا على موقعكم الإلكتروني فاقرأوه وتدبروه. فقرأوه وانتبهوا إلى خطره، وتداركوا أمرهم، وحذفوا منه هذين المقطعين، وغيرهما من المقاطع، التي تدين شيخهم أشد الإدانة، وتؤكد عليه صفة التحالف الانتهازي، الذرائعي، غير الأخلاقي، مع نظام نميري اليساري الباغي، الذي بطش بالأنصار في الجزيرة أبا وود نوباوي. فتصوروا أيها الناس، أي حد في الكذب، والتدليس، والخداع، بلغه هؤلاء الناس! دليل إضافي على الكذب وإن شئت دليلاً آخر على كذبك، أيها الكذاب المعاظل، فهو في قولك هذا: «لقد سبق لوقيع الله، أن تعرض للفكرة الجمهورية، في مقالات نُشرت في صحيفة «رأي الشعب» التابعة للمؤتمر الشعبي، قبل هجومه على الترابي، وإشادته بخصمه المؤتمر الوطني.. ولقد حاولت الحصول على كل الحلقات للرد عليه فلم أحصل عليها». فهذا تخرص منك ليس غير. لأني لم أنشر أي مقال في صحيفة «رأي الشعب» لا عن الفكر الجمهوري ولا غيره. وليست لي من صلة قريبة ولا بعيدة، وما كانت لي من صلة قريبة أو بعيدة، وما ينبغي أن تكون لي صلة قريبة أو بعيدة، بحزب المؤتمر الشعبي المارق، ولسان حاله الكذوب «رأي الشعب». وكرة ثانية أبذل لك التحدي، إثر التحدي، أن تدلني على أي مقال لي نُشر ب «رأي الشعب». ويقينًا أنك لن تستطيع أن تدلني على أي مقال. وإنك لتكاد تعترف بأنك لن تستطيع. فقد اعترفت بأنك لم تطلع على هذه المقالات المزعومات، ولم تعثر لها على آثار. فعلام إذن تتحدث عنها وتنسبها إليّ؟! أهذا خيال من لدنك أم خبال؟! أم مزيج من خيال وخبال؟! بل هو شر مزيج من خيال وخبال!