قال الله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ» «187» وقال تعالى «أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» سورة الملك «22» والبلاد تمر بمنعطف خطير والباطل قد أجلب علينا بخيله ورجله فى صراحة عجز عنها أهل الحق، فقد كشف المشروع المتربص بالسودان النقاب عن وجهه الكالح في وثيقة الفجر الجديد التي تحدث فيها بصورة واضحة عن الهدف الذي ظل يسعى إليه دعاة مشروع السودان الجديد من طمس لهوية البلاد. ان واجب المرحلة الشرعى الذى يحتم على أهل العلم والدعاة الصدق بالحق من غير مواربة والقيام بواجب البيان لعظم المخاطر المحدقة بالبلاد وبيان المخرج الشرعى منها، ولهذا أصدرت جبهة الدستور الإسلامى ميثاق الفجر الإسلامي وذكرت فيه تحليلاً وتشخيصاً دقيقا لأزمات بلادنا المتكاثرة المتعاظمة بما ينذر بانهيار عام فى ظل تهديد ماثل لهوية السودان الإسلامية يقوده العنصريون والعلمانيون الذين يعملون على إخراج السودان من انتمائه الإسلامى والعربى، وقد جاء فى وثيقة الفجر الجديد التى وقعتها فصائل المعارضة العلمانية فى كمبالا: 1/ الدعوة الى فصل الدين عن الدولة: «إقرار دستور وقوانين قائمة على فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة لضمان عدم استقلال الدين في السياسية». 2/ كما دعت وثيقة الفجر الجديد إلى «الإلغاء الفوري لكل القوانين المقيدة للحريات، وتلك التي تتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان». 3/ ودعت وثيقة الفجر الجديد إلى تقديم القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان على شريعة الإسلام أو أية تشريعات وطنية، فقد جاء فى وثيقة الفجر الجديد عن الدستور الذى تسعى لإقراره «يتضمن الدستور الدائم الحريات المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، كما وردت في المواثيق والمعاهدات الاقليمية والدولية، على أن تعلو أحكام ومبادئ تلك المواثيق على أحكام القوانين والتشريعات الوطنية التي تتعارض معها». أخى الكريم إن بيان هذا الخطر العظيم وتنبيه الأمة الى ما يدبر لها، أرادت جبهة الدستور أن يكون عبر برنامج إسلامى واضح، فكان ميثاق الفجر الإسلامى: ميثاق الفجر الإسلامى من أجل إقرار دستور إسلامى مبرأ من كل عيب. ميثاق الفجر الاسلامي لإنهاء عهود من الدغمسة. ميثاق الفجر الإسلامي وفاء لدم الشهداء. ميثاق الفجر الإسلامي من أجل تنزيه الإسلام عن تشوهات وانحرافات الممارسة. ميثاق الفجر الإسلامي من أجل حكم راشد وقيادة نزيهة. ميثاق الفجر الإسلامي لمواجهة مشروع السودان الجديد العنصري العلماني. ميثاق الفجر الاسلامي توحيداً لأهل القبلة من أجل الدفاع عن الهوية. ميثاق الفجر الإسلامي من أجل القضاء على المحاصصات القبلية والجهوية في قسمة السلطة. ميثاق الفجر الإسلامي من أجل القضاء على النعرات العنصرية والجهوية. ميثاق الفجر الإسلامي لإنهاء الاقتتال القبلي في دارفور ومحاكمة المتورطين. ميثاق الفجر الإسلامي من أجل القضاء على مظاهر الفساد ومحاكمة المفسدين. ميثاق الفجر الاسلامي من أجل إصلاحات اقتصادية شاملة والقضاء على الفقر. ميثاق الفجر الإسلامي من أجل القضاء على احتكار السلطة والتوزيع العادل لفرص التوظيف. ميثاق الفجر الإسلامي حقناً للدماء وإيقافاً لتدحرج البلاد نحو الهاوية. إن ميثاق الفجر الإسلامي براءة للذمة ونصحاً للأمة وصرخة نذير لمواجهة التحديات ومعالجة الأسباب التى أدت الى وصول البلاد الى هذه الحالة. إلى أئمة المساجد وخطباء الأمة ودعاتها.. أنتم صف الدفاع الأول عن الأمة، وأنتم محل ثقتها فلتزأر مساجدكم ولتعل أصوات منابركم دعوة للأمة إلى الالتفاف على هذا الميثاق ومناصرته والعمل بجميع الوسائل الشرعية والمتاحة لجعله واقعا يعالج أدواءنا. وجبهة الدستور الإسلامى تدعو جماهير الشعب السودانى والغيارى من أبناء هذه الأمة الى حضور اللقاء الجماهيري الحاشد للتوقيع على هذا الميثاق يوم السبت 23/2/2013م الساعة الحادية عشرة صباحاً بمقر الجبهة بالرياض شمال شارع المشتل. أخي الخطيب إن من أقل الواجبات أن تجعل من هذا الأمر موضوعاً لخطبة الجمعة. فلا بد أن نُري المتربصين بالإسلام وأهله منا قوة في المواقف وصلابة في الدفاع عن هوية الأمة. القارئ الكريم نرجو تنبيه أئمة المساجد وخطبائها إلى هذه المقالة.