اقتضت اتفاقية نيفاشا لعام 2005م قيام مجلس قومي لتطوير وترقية اللغات القومية السودانية الذي تم إنشاؤه في يوليو 2008م بعد إجازة قانونه في مجلس الولايات وموافقة رئيس الجمهورية، ويعمل المجلس على تخطيط ومتابعة السياسات اللغوية في إطار الدستور القومي الإنتقالي لعام 2005م واتفاقية السلام الشامل تعزيزاً لوحدة الوطن، بجانب حماية اللغات القومية وتدوينها. وقال الأستاذ ابراهيم يحيى عبد الرحمن، الأمين العام للمجلس القومي لتطوير وترقية اللغات القومية في تصريحات صحفية إن المجلس القومي لتطوير وترقية اللغات القومية يعمل على حماية اللغات القومية وتدوينها حتى لا تنقرض بفعل العوامل اللغوية الأخرى، ويهتم بتطوير اللغات القومية وتشجيع المبادرات من متحدثيها لتصبح أدوات للتفكير والإبداع والتعبير، وترقية وتدوين اللغات القومية المهددة بالإندثار وحماية تراثها الثقافي، إلى جانب تشجيع ترجمة وكتابة التراث السوداني الشفوي من اللغات القومية المختلفة مع التركيز على المضامين والتقاليد التى تعزز الوجدان المشترك والعمل على تطوير اللغة العربية دون المساس باللغات القومية الأخرى، وتشجيع ترجمة الإنتاج الفكري من اللغات القومية وإليها، مع إعطاء أهمية خاصة لدور اللغات القومية فى التعليم والإعلام والتواصل الثقافي، مع عدم الإخلال باستعمال اللغة العربية والإنجليزية كلغتين رسميتين وتقديم المشورة والرأي الفني لحكومات الولايات بشأن استخدام اللغات القومية السودانية. وقال الأستاذ إبراهيم، الأمين العام للمجلس إن هذا العمل سيادي لا يخرج من المضمون الدولي لربط وحدات المجتمع. وأكد أن الهدف من الاهتمام بهذه اللغات القومية يأتي في إطار إظهار التراث والثقافة السودانية سعياً لجمع الصف ووحدة الوطن والشعور بالوجود الكامل في إطار الشعب السوداني. وحول برامج المجلس، ذكر الأمين العام للمجلس القومي لترقية اللغات أنه عقد ورش عمل وكون لجاناً فنية من باحثين وعلماء ومفكرين قاموا بكتابة لغات السودان بطريقة أولية بسيطة يستطيع اي مواطن أن يفهمها ويعرفها. وأقام المجلس منتديات سودانية حول اللغات النوبية في السودان تتناول الحديث عن لغة معينة ومدى ارتباطها بالقبيلة وانتشارها وتأثيرها لإعطاء صورة متكاملة لحركة اللغة في السودان، وقد شملت هذه المنتديات خريطة للغات القومية واللغات النوبية في السودان _ الانتشار والتأثير المتبادل مع اللغات الأخرى _ ومنتدى تراث الفور، منتدى لغة الزغاوة، منتدى لغة البرتا بجنوب النيل الأزرق، منتدى البجا ومنتدى لغة المساليت وأخيراً منتدى لغة الدناقلة. وقد صدرت كتب بهذه اللغات كما لديه«3» كتب تحت الطبع، وأخرى معدة للطبع إلى جانب عقد ورش عمل تضم متحدثي اللغات من مختلف أنحاء السودان بهدف جمع هذه اللغات والتراث اللغوي. وأضاف الأمين العام للمجلس أن هذه المنتديات حركت القبائل ذات اللغات القومية من خلال إقبالهم الكبير على هذه المنتديات والمشاركة فيها بفاعلية إلى جانب مشاركة الجامعات السودانية والمراكز العلمية في هذه المنتديات. حيث شاركت كل من جامعة الخرطوم _ الدارسات الإفريقية والآسيوية _ جامعة السودان المفتوحة، الجامعة الأهلية، جامعة إفريقيا العالمية، وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. وقد ناشد سيادته العلماء والمفكرين والباحثين المشاركة في منتدى المجلس القومي لتطوير وترقية اللغات القومية للاستفادة من عصارة علمهم الغزير، داعياً للأخذ بالتراث السوداني من أمثال وحكم وأشعار، وما يعرف بالنفير والجودية وغيرهما، وهي تجارب إنسانية يمكن أن يستفاد منها .