لا يتذكر الناس تلاوة القرآن الكريم بالإذاعة السودانية إلا ويكون الاثنان حضوراً بهياً في سماوات الجلال الإلهي والسمو الروحاني. ارتبط الاثنان في ذاكرة الشعب السوداني فكانا يرتلان القرآن بصوتين جعلا مستمعي الإذاعة يخشعون حين سماعه. يعتبر الشيخ عوض عمر من أوائل مرتلي القرآن الكريم بالإذاعة. فهو الذي كان يقوم بافتتاح برنامج الإذاعة اليومي بتلاوة آي الذكر الحكيم بصوته طوال سنوات عديدة. ومن طريف ما يُحكى عنه أنه كان صاحب حمارٍ يستقله في أمر حله وترحاله من منزله حتى مبنى الإذاعة. فكان يقوم بربطه على شجرة بفناء الإذاعة فحين نهيقه غير المبرمج ينساب صوته عبر أثير الإذاعة متداخلاً مع الغناء وبرامج الأحاديث والمقابلات الإذاعية الأخرى. اشتهر الشيخ المقرئ عوض عمر بقوة صوته ووضوح مخارج الحروف من لسانه العربي الواضح القسمات فسجل للإذاعة طوال سنوات عديدة آيات الذكر الحكيم. فكان واحداً من أشهر مقرئي القرآن مع أولئك الأطهار الأنقياء أمثال الشيخ محمد بابكر والشيخ صديق أحمد حمدون. كذلك كانت للشيخ المقرئ عوض عمر القدرة على الإتيان بآيات قرآنية متشابهة حين يسأل عن معاني تلك الآيات القرآنية. رغماً عن عدم توفر وسائل وثائقية كالتي موجودة في عالم اليوم إلا أن الشيخ عوض عمر ظل حاضراً كأحد المقرئين الأفذاذ للقرآن وهو ما تقوم ببثه الإذاعة السودانية من حين لآخر. أما الشيخ صديق أحمد حمدون فهو المقرئ الذي ارتبط رباطاً وثيقاً بالقراءة المصاحبة للتفسير بصوت العالم البروفيسور عبد الله الطيب. استمد الشيخ صديق أحمد حمدون شهرته كذلك من سرعة استجابته للقراءة حين يطلب منه البروفيسور عبد الله الطيب قراءة ما يطلبه منه حين يود تفسير آية من آيات القرآن الحنيف. الاثنان رحلا من هذا العالم دون زخرف ومال متكاثر فكانا من نماذج الزاهدين الورعين الأتقياء لهما الرحمة.