بالطبع لن يصدقنا أحد من القراء أو المسؤولين في وقاية النباتات الاتحادية أننا في خمسينيات القرن الماضي عندما يغزو الجراد مناطقنا ومزارعنا كنا نكافحه باصطياده وشيه وأكله في تلذذ بالغ.. وهذا أمرٌ غريب يكاد المرء نفسه لا يصدِّقه ولكن تلك كانت الحقيقة وكانت هناك شعوب كثيرة عربية وإفريقية تقوم بنفس العمل.. ولكن اليوم فإن ذلك صار أمرًا بعيدًا ومستبعدًا حيث صار الجراد آفة ومصيبة ووباء فتاك.. لا ينفع معه مانسمعه من تصريحات وتقليلات من أثره البالغ على كل مايقع تحت بصره ... فهناك مزارع بأكملها أُبيدت ومحاصيل مهمة كالقمح والنخيل بل المزروعات الناعمة مثل الخضروات والطماطم التي يبني عليها أهل المشروعات الزراعية كل الآمال وبذلوا فيها الأموال والجهود إذا كان هناك من يستطيع أن يتصور كيف تتم زراعة الطماطم على مرحلتين وكذلك البصل، أما النخيل فإن الأضرار كبيرة في مناطق معينة كانت الغزوة كبيرة والأسراب صحيح أنها وصلت منهكة لكنها التهمت ليس سعف الجريد وإنما السبيط الذي يحمل الوعد بإنتاج البلح الذي يتم من عام لعام... أما محصول القمح والفول وهما من أهم محصولات الموسم الزراعي فإن العديد من المزارع قد أبادها الجراد حتى صارت أثرًا بعد عين. وقاية النباتات التي تقلل من أثر الأسراب التي غزت الولاية الشمالية خاصة محليتي الدبة وجزءًا من القولد. ونحن بحكم عملنا في الزراعة والمحصولات وبحكم تجربتنا قبل مايزيد عن نصف القرن عندما كان الجراد الصحراوي يحط على المزارع فإنه لا يبقي ولا يذر .. الجراد يأكل كل شيء الأخضر واليابس ..آفة حقيقية .. وباء يحتاج إلى حملات متتالية وسريعة لا تعطي الجراد فرصة لكي يهبط على الأرض ناهيك من الانتظار للوقود أو للمزيد من الطائرات رغم كثرتها في مطار آربجي الدولي... وصارت بلا أعباء كثيرة بعد أن أصبح القطن المحور وراثيًا غير محتاج للرش... إن التقليل من أثر أسراب الجراد التي يقال إنها وصلت إلى جمهورية مصر العربية... وأنا أستبعد أن يترك الجراد كل تلك الخضرة في دلتا النيل ومشروعاته ليصل إلى السودان ولو كان الأمر كذلك لظهرت علاماته في وسائل الإعلام المصرية ولقامت وزارة الزراعة المصرية بمكافحته وجندت كل الإمكانات لمكافحته.. ولكن بعض وسائل الإعلام الإليكترونية ذكرت قبل فترة أن الجراد هذا كان في إسرئيل .. وإسرائيل لا يمكن أن تبلغنا باحتمال وصول هذه الآفة إلى السودان.. لأن تدمير الإنسان السوداني وتمزيق وحدة السودان وتبديد قدراته هدف أصيل من أهداف أمريكا وربيبتها إسرائيل الآفة الحقيقية التي زرعها الاستعمار البريطاني بوعد بلفور في قلب الأمة العربية وفي واحدة من أثرى مناطقها بالإنتاج الزراعي النوعي والتي تعرف بالهلال الخصيب وعلى مدير وقاية النباتات ووزير الزراعة الاتحادي وكل من يعنيه أمر الإنتاج في الولاية الشمالية أن يتحرك بسرعة للوقوف على حجم الخسائر والتوجيه بزيادة الحملة وتكثيفها لأن سرب الجراد لا ينتظر ويقضي على الضحية في ثوانٍ.. وهذا اختبار حقيقي لمدى قدرة بعض مؤسساتنا على مواجهة طارئات الحوادث والكوارث. ** مفهموم جديد للشفافية** لست أدري أي شفافية يتحدث بها معتمد محلية الخرطوم في قضية الأكشاك على شارع البلابل، إذا كانت الإزالة بطريقة انتقائية حيث اقتلعت أكشاك من أماكنها التي صُدِّقت لها من قبل سلطات المحلية وأُزيلت وحُملت إلى حوش المحلية بحجة توسعة شارع البلابل بينما ظلت أكشاك أخرى باقية بإنارتها وتعمل في أمان الله.. وهل توسعة الشارع تعني هكذا انتقاء أم أن الأمر فيه «إنّ» ومن هنا نطالب بتوضيح الأمر للرأي العام لماذا تركت بعض الأكشاك وهي في موازاة تلك التي أُزيلت تحت حجة توسيع الشارع!!