جراد بنهر النيل.. الموقف تحت السيطرة تقرير: ابتهاج متوكل سيطرت إدارة وقاية النباتات على موقف الجراد الصحراوي بولاية نهر النيل بشكل كامل أمس،وتواصلت المكافحة بولايتي الشمالية والبحر الأحمر والتي استطاعت حصر الأسراب في هذه المناطق فقط، (السوداني) وقف على آخر خطوات المكافحة عبر هذه الإفادات. وكشفت إدارة وقاية النباتات عن احتواء الجراد الصحراوي بولايتي نهرالنيل والشمالية،بجانب استلام مبلغ (3) ملايين جنيه من وزارة المالية وعدد (4) طائرات وزعت على ولايات الشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر،إضافة لشراء (160) ألف برميل من وقود الطائرات وإرسال عربات الرش لدعم عمليات المكافحة. وأكدت الإدارة أن الموقف تحت السيطرة تماماًً، وحذرت من مغبة تفاقم خطورة الوضع أكثر من ذلك في حالة قدوم أسراب من الخارج مرة أخرى، وطالبت وزارة المالية بالتصديق على بقية الميزانية بدفع مبلغ (55) مليون جنيه لإكمال المكافحة والاستعداد لأي طارئ. وأوضح مدير الإدارة د. خضر جبريل ل(السوداني) أن الإدارة قامت بإرسال دعم في عدد (8) عربات دفع رباعي مجهزة بالرشاشات، وثلاث طائرات لمحليات الدبة ومروي وأبوحمد بجانب إرسال طائرة لولاية البحرالأحمر لدعم أسطول المكافحة الموجود بهذه المناطق حيث تمت السيطرة على الجراد بنهر النيل بشكل كامل بينما يجري العمل حالياً بمحلية الدبة. وقال الخضر إن اجتماعاً مهماً وناجحاً عقد مع شعبة الرش الجوي بالبلاد والتي تفاعلت مع الموقف بتجهيز (4) طائرات لدعم المكافحة بولايات الشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر، مؤكداًً أن الجراد صار محصوراً في هذه الولايات الثلاث فقط ولم يصل للولايات الأخرى خلافاً لما ذكر ببعض وسائل الإعلام، مبيناًً أن الأيام المنصرمة شهدت شحاً في وقود الطائرات إلا أن الإدارة تحصلت على (160) برميلاً تم شراؤها وهي ستؤمن الموقف تماماً، كما تم استلام مبلغ (3) ملايين من الجنيهات من وزارة المالية، حيث تم تسليم ولايات البلاد كافة مبلغ مليون جنيه للمكافحة،بجانب القيام بتغطية مصروفات الحملة، ولكن الموقف لايزال بحاجة للتصديق ببقية الميزانية المطلوبة بدفع مبلغ (55) مليون جنيه. وعزا الخضر ظهور أسراب الجراد لعدم قيام الجهات المختصة بمصر بعمليات الرش الخاصة بها، كما أن أسراب الجراد التي وصلت البلاد من مصر جاءت على مستوى ارتفاع عالٍ جداً صعب من مهمة المكافحة، ثم أن جفاف مناطق البحر الأحمر أدى إلى وصولها لمناطق نهر النيل والشمالية، وقال إن الإدارة قامت بدورها بإبادة بؤر الجراد الموجود بالبلاد كافة إلا أن الجهات المختصة بمصر لم تقم بالمكافحة، مشيرا إلى أن الموقف حالياً تمت السيطرة عليه إلا أنه ربما يتفاقم لأخطر من ذلك لقدومه من الخارج مما يتطلب من وزارة المالية التصديق بباقي الميزانية. وطالب اتحاد مزارعي ولاية الشمالية بضرورة الإسراع بتوفير وقود طائرات الرش ومعينات العمل كافة لاستمرار المكافحة لأن أي تأخير ينعكس سلباً على الوضع الراهن. وأوضح رئيس الاتحاد بابكر حاج إدريس ل(السوداني) أن المشكلة التي برزت حالياً والخاصة بنقص وقود الطائرات عطل عملية المكافحة التي يفترض أن تتم جوياً نظراً للزيادة المضطردة في أسراب الجراد رغم جهود المكافحة التي تواصل عملها حالياً في مناطق الخوي وسنجة، وقال إن هناك أسراباً وصلت عصر أمس الأول منطقة تنقسي كما جاءت إفادات من قبل بعض المواطنين بمشاهدة أسراب الجراد في الطريق إلى منطقة كريمة السليم، مضيفاً أن الضرر لحق بمحصولات القمح والنخيل والبرسيم والخضروات إلا أن التأثير الأكبر طال محصولي القمح والنخيل والذي التهمه الجراد بشراهة، مشيرا إلى أن العمل حالياً يتركز على إبادة الجراد وتوقيف الأسراب القادمة ومن ثم تقدير الضرر. وأكد ممثل اتحاد مزارعي ولاية نهر النيل باتحاد المزارعين ل(السوداني) أن أسراب الجراد قليلة وصلت أجزاء من أبوحمد والبحيرة وتجري الجهود اللازمة لمحاصرته خارج المناطق الزراعية، مبيناً أن هناك تخوفاً لدى المزارعين من إتلاف الجراد للقمح والمحصولات الشتوية،حيث لم تظهر حالياً أضرار واضحة على هذه المحصولات، وقال إن الضرورة تتطلب مواصلة جهود المكافحة حتى لا يلحق الضرر بالمحصولات الزراعية مما يهدد استقرار الموسم المقبل. وأبدى الزراعي محمد أحمد دنقل ل(السوداني)استغرابه لظهور الجراد في ولايات الشمالية ونهر النيل، موضحاً أن الجراد نوعاين،نوع يأكل بداية البذرة وهو الذي تأثر به محصول القمح والثاني كبير الحجم يتغذى على الشجر وتضررت منه أشجار النخيل. وعزا أسباب ظهور أسراب الجراد للخلل في المتابعة والتنفيذ وعدم توخي الدقة في مسح ورش مناطق توالد الجراد وعدم الوصول للمناطق المستهدفة كافة، وقال إن هناك معلومات استباقية تتوفر عن موقف الجراد بجانب وجود اتفاقيات مسح مشتركة بين الدول المجاورة تتم بها المتابعة والمكافحة، داعياً لتوفير تمويل سنوي من وزارة المالية لقيام الفرق المختصة بعمليات المسح والإبادة،مضيفا أن ظهور الجراد بالشمالية في هذا التوقيت يعني أن الرش لم يكن سليماً.