يلوح بالأفق شبح حرب إلكترونية قادمة، وبأسلحة افتراضية مسرح عملياتها الشبكة العنكبوتية، جنودها قراصنة وجواسيس، ذخائرها برامج وفايروسات ديدانية مدمرة، تدريباتها بأنامل ناعمة لم تبلغ سن العشرين، وتشير تقارير فنية منشورة على الشبكة العنكبوتية إلى أن أرباح الجرائم عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة تجاوزت عائدات بيع المخدرات، وتشمل هذه العمليات استغلال القرصنة، التصيد البنكي، سرقة البرامج والابتزازات. وهي حرب بدأت في السودان وبمؤشرات البلاغات التي ترد إلى نيابة التحقيقات الجنائية وجرائم المعلوماتية «النيابة اليتيمة» ومعظم البلاغات هي في الأصل تحديات مختلفة أهمها المحافظة على خصوصية الأفراد وضمان أمن المعلومات والتحقق من هوية المتصفحين، وأمن المعلومات يعني خصوصية المعلومات الإستراتيجية وحمايتها من الهكر والجواسيس، ويبدو أن الهيئة القومية للاتصالات عاجزة عن إيجاد من يسد هذه الثغرة المهمة ففضلت الاستعانة بالهكر أي المجرمين وأطلقت عليهم اسم الهكر الإيجابي أو غير الضار أو قل «لتتكافى شره» فوظفت بعضهم بنظرية «التلميذ المشاغب بقيهو الفا». أقول ذلك بعد مشاهدة هكر يعترف على الملأ وعلى الهواء مباشرة ومن أعلى برج الاتصالات ويصرح بقناة النيل الأزرق وبحضور المستشار عبد المنعم عبد الحافظ وكيل أول نيابة المعلوماتية والعقيد ممدوح مدير دائرة جرائم المعلوماتية، والذي أكد أنه كان «هكر» وكان يخترق ويتسلل وتم تعيينه، ويؤمِّن على ذلك مسؤول الشرطة بأنه من الأفضل تعيينه وقال إنه تم تعيين العديد منهم للاستفادة من خبراتهم وكأن بنات حواء عقمن عن إنجاب من يردع الهكر ويقضي عليهم بتقنيات تفوق مقدراتهم، وحسناً قاطع وكيل النيابة بحديث واضح حول ارتكاب هكر الاتصالات لثلاث جرائم تُوقعه تحت طائلة القانون. سادتي.. مسألة تأمين المعلومات مسألة تقنية وعلمية تعتمد على قدرات عالية وتأهيل وممارسة وخبرة ومتابعة لمستجدات ما يحدث في العالم، وبالبلاد كفاءات نادرة منهم من قضى نحبه مهاجراً ومنهم ينتظر ومنهم من هو على استعداد لخدمة هذه البلاد من باب الواجب الديني والأخلاقي والوطني، ويحل بالبلاد في هذه الأيام خبير سوداني عالمي تمكَّن من الإلمام بتفاصيل ما قلنا بل أكثر من ذلك وهو على استعداد لتأمين هذه البلاد بما فيها الأجهزة الأمنية المختلفة، ليتنا نستفيد منه ونجعل له من المساحات ما يشجعه على خدمة البلاد والعباد. أفق قبل الاخير عملية تدمير المواقع الإلكترونية لم تقتصر على المؤسسات الحكومية بل شملت الأفراد والشركات والجمعيات الخيرية وحتى الأندية الرياضية «الهلال والمريخ» بل وصل الأمر لتدمير موقع الإفتاء الشرعي والتوقيع عليه «من مولانا الهكر»، لذلك على المؤتمرين صباح اليوم بود مدني حول المعلوماتية أن يستصحبوا هذه التحديات. أفق أخير الهدف القادم تدمير الحكومة الإكترونية