لم يدرك شبابنا الباحثون عن دروب الاغتراب ما ينتظرهم من مصير مجهول بعد ان ضاقت بهم ارض الوطن بحثًا عن تلك الأحلام الوردية التي تكاد تكون بعيدة المنال ولكن سرعان ما تتسرب تلك الأحلام الوردية منذ ان تطأ قدم الشاب أرض الغربة ليصطدم بواقع يختلف ويتعارض كثيرًا مع تلك الأحلام الوردية من بناء مستقبل واعد وأسرة صغيرة طالما حلم بها الشاب ليبدأ مشوارًا جديدًا حافلاً بالكثير من المعاناة ويمتد الصراع ويؤجل تلك الأحلام ولسان حاله يقول العام القادم أفضل وتمتد تلك الآمال والأعوام لينتهي الأمر بالاستسلام ليقبع في سجن بلا سجان يصعب الخروج منه بعد أن أحيط بأسوار شائكة والتزامات مادية مما يحد من قرار العودة النهائية التي تتلاشى مع مرور الأزمان إلى اجل غير مسمى يتم عبرها تحقيق جزء من تلك الآمال التي تسير كالسحلفاة في سرعة تنفيذها والتي غالبًا ما تكون خصمًا من عمره دون ان يدرك تلك الأعوام التي عادة ما تسير بسرعة البرق دون ان ندرك ذلك، والأدهى وامر ان تتوقف عجلة الزمن لدى المغتربين منذ ان يضع قدميه على ارض المهجر في مقتبل عمره متناسيًا تلك الأعوام التي تتوالى عليه وهو فيها حتى يبلغ من العمر أرذله دون ان يحسب لذلك وعامل الزمن على أمل ان يعود لأرض الوطن ولكن هيهات الوقت كالسيف أخي المغترب يسير قطاره دون توقف وتتعمق معه تلك النتائج السالبة والوخيمة والتي تحيط بكل المغتربين ويزداد عمقًا وتعقيدًا مع بناء أسرتك الصغيرة والتي طالما حلمت بها ليزداد الأمر سوءًا مابين توفير العيشة الكريمة ورعاية تلك الأسرة ومابين البحث عن السكن والأمن والتي هي احد أهم أسباب هجرة المغتربين في شتى بقاع الأرض وان منّ الله عليك بتحقيق تلك الأهداف في بلاد المهجر تزداد تلك الطموحات لتصبح طموحات بلا حدود وتزداد أهدافنا كلما حققنا جزءًا منها بعكس الشعوب الأخرى والتي عادة ما تضع بعض الأهداف المنطقية والمدروسة للخروج من سجن الاغتراب والبقاء بين الأهل والعشيرة ورعاية الوالدين والأطفال لتنشئتهم وتربيتهم في ظل وجود الأب والذي له أثر كبير في تربية الأبناء وإحاطتهم بكل الحب والحنان للتنشئة الصحيحة مما يقوي العلاقة بينهم.. إذن فلتكن الخطط مدروسة والأهداف منطقية وادراك عامل الزمن والعمر لحياة مفعمة بالحب والحنين بين الأهل والأصدقاء ولا بد لنا من جرد حساب قبل فوات الأوان وهل لك ان تعمل بكل طاقتك وحيويتك في ارض الوطن كما تفعل في المهجر!!