{ تبخّرت كل شعارات الإنقاذ في دعوة المغتربين للعودة للبلاد والإسهام في التنمية بعد أن وصلت محصلة الهجرة من الداخل للخارج لأرقام هائلة.. بلغت عشرات الألوف من مهنة واحدة خلال ستة أشهر.. ويرى عدد من المغتربين أنني وبمجرد التفكير في العودة للاغتراب أحد الأسباب التي تدعوهم لطرد فكرة العودة الطوعية. { نكتة يتداولها المغتربون هذه الأيام عن طبيب سوداني كان يفكر في العودة وصرف النظر بعد أن وجد كل زملائه في الداخل يحاولون الخروج. وحتى حين تم تخفيض راتبه بنسبة كبيرة علق بأنه لن يعود ومعاهم حتى «خمسمائة ريال» التي تعادل راتب الطبيب في الداخل. { بعض من فكروا في العودة للاغتراب ومنهم شخصي الضعيف الذي قضى ربع قرن مغترباً وربع قرن أخرى عائداً لأرض الوطن. ... لا تكون أسباب اغترابهم مادية بحتة وإن كانت المادة عصب الحياة.. فهنالك أسباب أخرى متمثلة في العكننة ومظاهر الفساد وعدم العمل بالضوابط المالية والإدارية المتعارف عليها.. والشراكات المشبوهة وهلمجرا. { اختفت كل الحوافز التي كانت تقدَّم للمغترب من أجل العودة والاستقرار في الداخل.. وحتى من يود العودة بعربته الخاصة يضطر لبيعها هنا بأرخص الأسعار والسبب الجمارك المهولة. طبعاً هذا إن وجد حالياً من يفكر في العودة النهائية. { اتصل بي مغترب من مدينة أو قرية في أقصى شمال السعودية اسمها «طبربل» لم أسمع بها رغم معرفتي الكبيرة لهذا البلد وكان اتصاله للاستفسار عن عدم وصول صحيفة «الإنتباهة» الى طبربل وقال إن بها سودانيين بالمئات وأبلغت رئاسة الشركة السعودية للتوزيع لتدرس امكانية الوصول الى طبربل.. نقطة.. نقطة { في مرورنا بأحد شوارع جدة الفريق إبراهيم الرشيد مدير عام الصحيفة وشخصي.. استوقفنا سوداني وسلم عليّ بمعرفة ولكنه حين مدّ يده للسلام على الفريق ابراهيم ظل يبحلق في وجهه مبتسماً فقلت له أظنك عرفته فأجاب بسرعة.. كيف ما أعرفه مش علي شمو. { في المنطقة الجنوبية من السعودية وبالتحديد في مدينتي أبها وخميس مشيط وجدنا أنها الأكبر في أرقام ونسبة توزيع «الإنتباهة» وطلبوا مضاعفة الكمية واستجابت الشركة المسؤولة وسأزور أبها وخميس استجابة لطلب أصدقاء عديدين منهم أبشر تاج السر وبشير حاكم ودد الحاوي وعصمت الزين ومجموعة الرابطة الرياضية ورابطتا الهلال والمريخ هناك. { سيجلس لامتحانات شهادة الأساس والشهادة السودانية بعد أيام أكثر من ألفي طالب وطالبة، وقد تم الإعداد بصورة كبيرة، وتفرغت السفارة في الرياض والقنصلية في جدة للمهمة الكبيرة، وبعد هذا العدد الكبير من الممتحنين والممتحنات هل من المعقول أن نسمع من يطالب بالعودة الطوعية.. لا أظن.. والكرة في ملعب الدولة لدراسة الأمر بجدية.