حضر القائد العسكري في الحكومة الليبية المؤقتة الجديدة اجتماعا يوم امس بين رجال من قبيلة الطوارق ومقيمين عرب في بلدة غدامس الواقعة في جنوب غرب ليبيا بهدف تسوية خلافات تحولت في الاونة الاخيرة إلى أعمال عنف.وجذبت البلدة الصحراوية التجارية والقريبة من الحدود مع الجزائر اهتمام العالم هذا الاسبوع عندما قال مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان الزعيم المخلوع معمر القذافي ربما يكون مختبئا في المنطقة. ورأى السناتور الأميركي مارك كيرك وهو في طريق عودته من زيارة إلى ليبيا أن المعارك بين القوات الموالية للعقيد الهارب معمر القذافي ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي ستنتهي على الأرجح خلال الشهر المقبل، وأن قادة المجلس الوطني الانتقالي يأملون بعدها أن ينظّموا سريعاً انتخابات، معتبراً أن حصة الاسلاميين في الانتخابات المقبلة لن تزيد عن 10 إلى 15 المئة من الاصوات.وأضاف كيرك خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف من مالطا: على الرغم من المخاوف من إمكان تمركز القوات الموالية للقذافي في الجانب الآخر من الحدود الليبية (مع النيجر أو الجزائر)، فإن الجزء الأهم من النزاع سينتهي بحلول نهاية الشهر المقبل. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتّيني إنه لشيء جميل أن أعود إلى طرابلس المحررة، لدى وصوله امس إلى العاصمة الليبية.هذا وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها عضو في الحكومة الايطالية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذّافي، لتأكيد دعم ايطاليا للعملية الانتقالية في البلاد. بدوره أعلن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال مؤتمر صحفي في طرابلس مساء أمس أنه لن يكون جزءا من الحكومة الليبية المقبلة. وقال جبريل إنه لا تجرى أي مشاورات حاليا لتشكيل حكومة انتقالية بعد قرار التأجيل إلى ما بعد تحرير الأرض. وأضاف جبريل ذو التوجه الليبرالي والذي يواجه معارضة من التيار الإسلامي في المجلس الانتقالي إذا كان هناك بعض الجماعات أو بعض الأشخاص لا يرون جبريل شخصا مناسبا، ولا يريدونه لأسباب شخصية فذلك أمر يعود لهم، لكن السيادة الوحيدة على هذه الأرض هي سيادة المجلس الوطني الانتقالي، ولا أخفي سرا أنهم ليسدوا إلي معروفا وجميلا إذا استمع إلى رأي وأعفيت من هذه المهمة فعلا. وطلب أحد قادة قوات المجلس الوطنى الانتقالى الليبى مساعدة أكبر من قبل حلف شمال الأطلسى الناتو فى المعارك الدائرة للسيطرة على بلدة بنى وليد، فى وقت طلب فيه المجلس من منظمة الأممالمتحدة توفير الوقود لسيارات الإسعاف من أجل إجلاء الجرحى من مدينة سرت المحاصرة.وقال قائد ميدانى امس، إن الثوار يردون بالمدفعية والصواريخ على القصف القادم من وسط بنى وليد، بينما قال أحد الثوار إنهم يحتاجون إلى قوة نارية أكبر تشمل صواريخ ودبابات.من جانبه، قال عضو كتيبة الزنتان بالمجلس الانتقالى مصطفى بن دردف إن المجلس العسكرى لمصراتة اجتمع فى وقت سابق ليلة أمس لبحث الاستراتجية المستقبلية للسيطرة على سرت، لافتا إلى أن الأممالمتحدة ترسل صهاريج من مياه الشرب النظيفة بسبب زيادة تدفق المدنيين ممن اكتظت بهم السيارات فى الطريق المتجة من سرت إلى بنغازى شرقا والطريق المتجة إلى مصراتة غربا.وفى سبها، قال المتحدث باسم المجلس المحلى إن من سماهم أزلام نظام العقيد معمر القذافى ما زالوا يحتفظون بأسلحتهم ويهددون سكان المنطقة، واصفا الأوضاع الإنسانية فى سبها بأنها مزرية. وقال مصدر مسئول فى الهلال الأحمر الليبى ببنغازى، امس، إن آلاف الأشخاص نزحوا بسبب المعارك الطاحنة من سرت وبنى وليد، باتجاه مصراتة والجفرة.وأوضح المصدر أن 1212 أسرة نزحت من سرت إلى مصراتة (غرب) أى 6172 شخصاً، لافتا إلى أن عدد الفارين من المعارك فى سرت جنوبا باتجاه الهيشة ووادى زمزم والقداحية بلغ حتى الأربعاء الماضى 11650 أسرة، كما نزح من مدينة بين وليد باتجاه مصراتة 15 ألف شخص، بحسب آخر أرقام الهلال الأحمر الليبى.وأشار المصدر إلى نزوح أعداد أخرى من سرت إلى أجدابيا (شرق) وحتى بنغازى.