صلاح الدين عبد الحفيظ مالك من أكثر الشخصيات التي عملت في مجال الموسيقا العسكرية والموسيقا البحتة تلك التي كانت ذات صلة وثيقة ببدايات الموسيقا في السودان في العهد الاستعماري. أحدهم الموسيقار الفذّ وصاحب التجربة المزدوجة ما بين العمل الموسيقي في مجال التأليف الموسيقي والعزف على عدد من الآلات زائداً وضعه لعدد من الألحان ذات الأشكال الجديدة على آذان محبي الغناء السوداني. له القدرة على العزف على جميع آلات النفخ لحن عددًا من الأغاني لعدد من الفنانين زامل أحمد مرجان في سلاح الموسيقى نال وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر زفَّة المولد لم تكن ذات نكهة إلا بوجود عوض محمود البدايات والنشأة في العام «1930م» وبأم درمان كان ميلاد الموسيقار عوض محمود الذي تقول وثائق سيرته إنه ألحق بسلاح المهندسين في العام 1932م (كصبي تمرين) لما كان يطلق على أمثاله آنذاك. بمدرسة سلاح المهندسين بأم درمان أبدى الفتى نبوغاً ملحوظاً في العمل الفني في جانب العزف على آلة الطرمية والساكسفون وهو الشيء الذي جعله يبز أقرانه في العزف وهضم التدريبات بالصورة التي جعلت مرؤوسيه في خلال عامين يقومون بإلحاقه بمدرسة الموسيقات العسكرية في العام «1934م». الاستفادة من أساتذة الموسيقا العسكرية كان لوجود أبو الموسيقا العسكرية أحمد مرجان جوار جميع الموسيقيين العسكريين آنذاك السبب الرئيسي في اكتشاف مواهب عديدة وكان منهم بالطبع الموسيقار عوض محمود. ظلت علاقة المرحوم أحمد مرجان بالعديد من الذين يصغرونه في السن من زملائه وطلابه علاقة الأستاذ بطلابه وبصورة مميَّزة حبَّبت إليهم هذا الضرب من الفن. فلا غرو في أن يتحدث المرحوم عوض محمود عن المعلم الأول للموسيقا العسكرية أحمد مرجان بكل محبة وصدق بل بإعجاب غير عادي. ففي كتابه المعنون باسم (الموسيقى العسكرية) أفرد الموسيقار عوض محمود للموسيقار أحمد مرجان حيزاً يتحفه وهو ما يوضح واحدة من صفاته التي اتصف بها وهي الوفاء والنبل ونكران الذات. أشهر مشاركاته الموسيقية في سنوات سودان الأربعينيات وحتى السبعينيات كانت فرق موسيقا الجيش هي الفرق التي تشارك المواطنين أفراحهم زائداً مشاركتها في العديد من المناسبات الدينية والاجتماعية.. ومن ذلك (زفة المولد) و (زفة العيدين الفطر والأضحى). في جميع المناسبات آنفة الذكر ظل الموسيقار عوض محمود حضوراً بهياً حتى اشتُهر كأحد الذين لا تكتمل هذه المناسبات إلا بوجودهم. في مجال الألحان الغنائية فقد لحن لعائشة الفلاتية أغنية (حبيبي الغالي). ولصلاح ابن البادية أغنية (إنت غرامي) زائداً الفنان خليل إسماعيل الذي كانت مشاركته مع الموسيقار عوض محمود عبر أغنية (حرام أشيل ذنبك) مؤلفاته الموسيقية ومقطوعاته بلغت جملة مؤلفاته الموسيقية كمقطوعات موسيقية أربعين مقطوعة موسيقية أشهرها. 1/ رقصة الفنون 2/ مارش القرب 3/ مارش سيريا 4/ مقطوعة جوبا 5/ مارش حنتوب 6/ فالس ليالي 7/ مارش المظلات 8/ مارش القائد العام وغيرها من المقطوعات الكثيرة أما آخر أعماله فقد كان مارش الموسيقا وهو الآخر مدون في كتابه (الموسيقى العسكرية). مهاراته في العزف يُعتبر المقدم عوض محمود من أكثر الموسيقيين العسكريين الذين برعوا في العزف في عدد من الآلات الموسيقية وتحديداً جميع آلات النفخ الوفاء المفقود من عارفي فضله منذ وفاته في (1992م) حتى الآن لم يُذكر المقدم عوض محمود إلا نادراً. وهو ما يصب في خانة عدم الوفاء لرجل قدم الكثير للوطن وللموسيقا العسكرية. أشهر مشاركاته في ليلة الوفاء للراحل المقيم العميد عمر الحاج موسى عمل الراحل على تأليف وتوزيع العديد من المارشات العسكرية والمقطوعات الموسيقية والأناشيد التي قُدِّمت في تلك الليلة. تقديراً له ولمجهوداته في الموسيقا العسكرية فقد منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق الذي حقاً يستحقه.