دوافع الكذب لدى الإنسان كثيرة ومتنوعة ومعظمها يكون للدفاع عن النفس إزاء أخطاء ارتُكبت ولا يريد ابرازها للآخرين، ومن الكذب ما ينطوي على غش للآخر أو اساءة إليهم أو الى غيره ومنه ما يسميه ب «الكذب الأبيض» والرجال والنساء يلجأون الى الكذب لأسباب متعددة والبعض منهم يدمنونه ويتحول عندهم الى عادة مستديمة مما يضطرهم الى الكذب مرارًا لتلافي الخوف من المواجهة وفي عام 2003 م قام بعض العلماء بتجربة رائعة لكشف أسرار الكذب، لقد كان هدف التجربة محاولة ابتكار جهاز لكشف الكذب، وقد كان سر الإجابة في معرفة المنطقة المسؤولة عن الكذب، وأشارت إلى أن الكاذبين دائمًا ما يلجأون لإظهار قدراتهم ومؤهلاتهم للابداع فى فن الكذب، واكدت لدراسة انه كلما زاد الإنسان في عمره قلت لديه حالة الكذب وكان واقعياً ومتفاعلاً مع الحياة.. «الملف الاجتماعي» ناقش هذه القضية وخرج بحصيلة وافرة. الكذب ليس حلاً وتشير هنادي المبارك إلى أن لجوء البعض للكذب هو الخوف من المواجهة التي تخالف العادات والمبادئ وتضيف مهما كانت الذرائع والحجج لا يمكن أن يكون الكذب حلاً ومن يتحلى بقوة الشخصية والشجاعة نجده يمتلك القدرة على اعتلاء طريق الصدق والابتعاد عن المراوغة إذ ليس هناك ألوان للكذب بل توجد قيم إنسانية ترافقنا ومن يمتلكها لا يلجأ إلى أي لون من الكذب الكذب... العنوان الرئيس بينما ابدى هاشم صديق أسفه على الذين يفرون للكذب خوفًا على مكانتهم الاجتماعية والمواجهة من قبل الآخرين بينما اصبح الكذب هو العنوان الرئيس لمشكلات كثيرة تدور حولنا تتعلق بحياتنا اليومية تبحر فينا إلى محيطات الخلافات المؤدية إلى الحقد والضغينة والكراهية، ودعا هاشم إلى طرد الكذب من حياتنا والعيش بسعادة بدلاً من القلق والتوتر الذى يلازم الشخص الكذاب من اكتشاف أمره. الكذب فن!! فيما اعترضت إبتهال صديق «موظفة» على الذين يدعون انهم لا يكذبون أبدًا فقالت: من خلال ملاحظتي الكل يكذب على الكل ولا احد صادق فى هذا الزمن، ولكن تتفاوت درجة ونوعية الكذب، ويوافقها الرأي سامي الطيب فى حديثة قائلاً الكذب فن ولايوجد احد على وجه البسيطة لايكذب مشيرًا ان الذي يدعي المثالية الزائفة هو اكبر كذاب. لغرض نبيل وأشارالهادى الامين في حديثه الى انه يلجأ الى الكذب عندما يريد ان يقول لزوجته رأيه ويمتدحها بأنها «أجمل امرأة شاهدتها» في حياتي هنا يكون الكذب لغرض نبيل وسامٍ لتجميل أو إخفاء حقيقة، فأوضح قائلاً وقد يلجأ اليه البعض انه فعل إسقاطي يلجأ إليه بعض الناس كنوع من كمال الذات أو قد تكون حالة مرضية مشيراً في حديثه إلى أن كل المحاولات التي تحدث في الزواج هي مجرد تقريب لوجهات النظر بين الطرفين وكلما استخدم أي طرف الكذب فهو لإخفاء نواقص شخصية إلى جانب أن الكذاب يحاول إثبات فكرة من خلال هذا السلوك. أنا لا أكذب ولكن أتجمَّل واكدت فايزة الصديق إن الكذب اصبح متفشيًا بصورة مرعبة فقد اصبح الناس يتباهون بالكذب ويخافون من الواقع فيكذب كذبة تلو الاخرى مما يسبب القلق من اكتشاف كذبته فيلجأ الى الكذب باستمرار لدعم اقواله ويكبر بعيون الآخرين كثيرٌ من الناس في هذه الأيام نلحظهم يغيرون تسمية الأشياء والمفاهيم مدعين أن ما يسمى «الكذب الأبيض» مباح مادام في صالح الطرف الآخر بذريعة «الغاية تبرر الوسيلة» فتراهم يلجأون إلى الكذب وإثارة الادعاءات الباطلة بهدف حماية أنفسهم من المواجهة ناهيك من أنهم يستسهلون استغلال مشاعر الآخرين تحت مبدأ أنا لا أكذب ولكن اتجمل لتخفيف القلق الذاتى ومحاسبة النفس. عكاز العاجزين وتشير الاختصاصية الاجتماعية خلود عزالدين إلى أن الكذب أصبح مستشرياً في حياتنا اليومية بصورة كبيرة رغم أن الكذب نهى عنه الإسلام بالنص الصريح والواضح «وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر، وإن البر يهدى الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور، إن الفجور يهدى الى النار، ومايزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». ومن الاشياء التى يجب ان يراعيها رب الاسرة على رعاية ابنائه وعليه ان يعود أبناءه منذ الصغر على عدم اللجوء إلى هذا السلوك المعيب حتى يصير الطفل شخصاً يتسم بقوة الشخصية لأن غالبية الناس الذين يكذبون هم من ضعاف الشخصية فالشخص القوي لا يكذب أبدًا حتى ولو كان على سبيل المزاح، وتشير الى ان الكذب ما هو إلا عكاز يتكئ عليه غير القادرين والعاجزين على مواجهة الحقائق والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم. بعض الآراء التربوية تشير إلى أنه من القواعد المتبعة في مكافحة الكذب ألا نترك الفرد يمرر كذبته على الآخرين لأن هذا يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسة الكذب دائماً فبمجرد إشعارنا له أننا اكتشفنا كذبه فهو سوف يحجم في المرات التالية عن الكذب مع التذكير بأن إنزال العقوبة بعد الاعتراف بذنبه تعتبر عقوبة على قول الصدق فيجب التسليم أن الاعتراف بالخطأ فضيلة.