اشتكى مواطنو قرى شرق الجزيرة «قرى المحس والمحس عمراب وديم جاد كريم والفادنية البيوضي وود عشيب وودراوة والعيدج والركيب والشقيل عدلان وبلولة» من تضررهم من مشروع «زايد الخير» الزراعي، وقال وفد من المواطنين زار الصحيفة بأن مشروع زايد الخير هو مشروع استثماري قام في عهد ولاية الوالي الشريف عمر بدر عندما حضر شخص سعودي للاستثمار في المنطقة وسمي المشروع «باقدو» وتم نزع الاراضي الزراعية من المواطنين «40الف فدان» كانت حيازات لصالح هذا المشروع على اساس ان لهم حقوقًا سوف يقوم المستثمر بعملها لهم والمتمثلة في ري مساحة 25% لأصحاب الحيازات وبناء مدينة نموذجية في المشروع وبناء مستشفى ومدرسة ثانوية وتوصيل الطرق بالمستشفى ثم بالطريق الرئيسي ودعم الخدمات الاجتماعية وتشغيل أبناء المنطقة في المشروع الا أنه لم يتم تنفيذ أي من هذه الحقوق وبدأ باقدو حفر الترعة ولم تكتمل لأسباب تتعلق بالمستثمر ولكن الحفرة التي تركها امتلأت بمياه الأمطار وابتلعت اثنين من ابناء القرية «المحس» وبعد فترة ظهر مستثمر آخر اسمه احمد آدم المنصوري وسمى المشروع «زايد الخير» وسلم شهادة بحث للأهالي ودون موافقتهم ولم يناقش معهم أي حق وعند بداية الزراعة أنشأ جسراً ترابياً حول المشروع يبلغ ارتفاعه ثلاث امتار ويتعرض من يصعد عليه للغرامة وأحد المواطنين ضُرب بالرصاص، وأشاروا الى انهم الآن يعانون من مشكلة كبيرة تؤرق مضاجعهم بسبب المشروع فقبل عامين غير المستثمر زراعة المشروع من الذرة الشامية الى زراعة الأرز المغمور ومن ثم ظهرت مشكلة الباعوض والذي توالد بكثافة غير معهودة ثم ظهر الفأر الذي غزا القرى أيضاً بصورة لم يسبق لها مثيل، وأوضحوا أنهم ذهبوا بصحبة وفد من جامعة الجزيرة لزيارة المشروع ولم يجدوا عندهم غير الانكار لكل شيء حتى الفأر زعموا انه في كل مكان وليس المشروع فقط. شكوى دون فائدة وأوضح المواطنون انهم تقدموا بشكوى لوزير الزراعة بولاية الجزيرة ولم يحدث شيء سوى انهم قدموا لهم رداً مكتوباً، وبينوا انه في هذا العام ومع بداية الزراعة في المشروع ظهر البعوض والفأر مرة أخرى بصورة أعنف من سابقتها فتجمع أبناء القرى في العيد وقاموا بقفل شارع الخرطوم رفاعة وحرقوا بعض خراطيش في وابورات المشروع وظهرت الشرطة والأمن بأعداد كبيرة وطاردت الأهالي واعتقلت البعض وافرجت عنهم دون تحقيق واجتمع اهل القرى وشكلوا لجنة بدأت لقاء وزير الزراعة الذي جعله الوالي رئيساً للجنة حل مشكلة «زايد الخير» وجلسنا الى المعتمد الذي كان حديثه طيباً لكنه يفتقد الى السلطة التي تمكنه من حل المشكلة ثم جلسنا مع وزير الزراعة لكنه لم يقدم حلاً وطلب ان نمهله الى نهاية شهر يناير 2013م لترتيب لقاء مع وزير الاستثمار د. مصطفى عثمان اسماعيل وانتظرنا وبعد نهاية الشهر لم يتم الاجتماع بحجة ان مكتب وزير الاستثمار لم يحدد الاجتماع وانتظرنا شهر آخر «فبراير 2013م» وقبل نهاية الشهر بدأت جيوش الفئران وقد كانت هذه أكبر مما شهده مدير وقاية النباتات في حياته العملية حسب افاداته وأرسلت وقاية النباتات مبيدات للقرى لمكافحة الفأر ثم أرسلت فرق وحضر مدير الوقاية بنفسه ليقف على حجم المشكلة، وكانت الفئران تُحمل بالجوالات من داخل المنازل وتُحمل في «دفارات» ليتم دفنها وتعفَّنت طرق القرى وترك الناس أكل الخبز لأن الفئران أكلت كل ما وصلت اليه من الأحذية والملابس وأتلفت الدواليب ووصلات الكهرباء والآن حملات المكافحة مستمرة لكن أعداد الفأر أكبر من قدرة المكافحة وأتلفت الفئران الموسم الزراعي لكل أصحاب المزارع، وأصبحت هذه دورة محتومة حيث يظهر البعوض عند الزراعة والفئران عند الحصاد، وناشدوا وزير الاستثمار د. مصطفى عثمان اسماعيل الجلوس معهم لحل هذه المشكلة.