حوار: عاطف فضل المولى - تصوير: متوكل البجاوي ٭ يمثل المدير الفنى لفريق الاهلى شندى الجزائرى نور الدين بن ذكرى ظاهرة حديثة فى شفافية المدرب تجاه عمله وما يدور من حوله فى هذا الحوار الذى اخرجه من صمته، وعندما التقيته وجدته منهمكاً فى حاسوبه اللوحى الآيباد متابعاً نشرات نتائج الدوريات الافريقية، وبن ذكرى مهارته فى صياغة الحديث ومقدراته العالية فى الميدان ليست محل شك ولا جدال فيها، ولمست قبوله الجلوس لهذا الحوار يعنى له الشىء الكثير، وظهر ذلك بعد ان فتح خزائن اسراره بكشفه عن المثير فى تجربته مع الاهلى شندى ونظرته لواقع الكرة السودانية.. فالنتابع ماذا قال. ٭ نبارك لك الفوز على ديدبيت الاثيوبى؟ سعيد بالنتيجة ولدينا شوط آخر خارج الديار، ونسعى بكل قوتنا لكسبه ايضا للتأهل للدور الثانى، وكنت اتمنى ان نفوز بنتيجة مريحة، ولكن عدم معرفتنا بالخصم بالصورة الكافية جعلتنا نؤدى بهذه الطريقة، وفى الاخير الاهلى شندى فى وضع جيد. ٭ بداية طيبة فى الدورى وانتكاسة فى الاسبوع الثالث والرابع ما الاسباب؟ صحيح حققنا الفوز فى اول مباراة فى الدورى وخسرنا فى ارضنا وتعادلنا، وأفاق الفريق فى الاسبوع الرابع وفاز خارج ارضه، وبطبيعة الحال الفريق غير مطالب بأن يفوز باستمرار، والخسارة تترك وراءها أشياءً مفيدة مستقبلاً. ٭ لكن جماهير شندى لن ترضى خسارة فريقها فى ارضه كما حدث امام الاسود؟ ٭ أنا تسلمت زمام الفريق فى بداية الموسم، وبصراحة لا اعرف الطريقة التى يؤدى بها الاهلى، وعندما بدأت انفذ عملى لمست عشوائية شديدة فى اللعب، ولكى اغرس نسقاً جديداً لا بد من الصبر، وفاقد الشىء لا يعطيه. ٭ بماذا تعنى بأن فاقد الشىء لا يعطيه؟ اقصد عندما بدأت اول مشوار لى مع الاهلى فى معسكر القاهرة اضطررت للنزول حتى القن اللاعبين أبجديات كرة القدم، وهذا يهدر وقتاً كبيراً، لأن المدرب المحترف عندما يتولى امر نادٍ كبير يكون فى ذهنه هضم اللاعبين لفنون القتال وليس إمساك العصا. ٭ هذا الحديث تعجيزى ويحمل فى جوفه اشياء كثيرة؟ لا أبداً منهجى عندما اتولى تدريب فريق فإنه يمثل لى مشروعاً اضعه فى ذهنى قابلاً للربح والخسارة، وقبل بداية عملى فى الاهلى اتفقت مع صلاح إدريس فى مدينة ميلانو الايطالية على ان اخدم الفريق ثلاث سنوات، وهو الشخص الوحيد المتفهم لطبيعة عملى، وازعجتنى بعض الاحاديث عقب المباراة الثانية والثالثة، وفهمت أن الناس هنا ليس لديها صبر، ولكى يحقق الاهلى النتائج الجيدة لا بد للقاعدة ان تكون صلبة، والوقت يحتاج الى رزانة، وبكل تأكيد اى فريق يواجه الاهلى يسعى للفوز، ونحن لن نقابله مكتوفى الايدى حتى نلام، والمدرب اذا ترك اذنه للقيل يكون الطلاق حاضراً. ٭ لكن هذا حقق مشروعاً لقاعدة الاهلى ان ترى فريقها فائزاً فى جميع المباريات، خاصة انه وصل العام السابق إلى دوري المجموعات الافريقية الكونفدرالية؟ هذا صحيح، ولكن الأهلى عندما شارك افريقياً كان الفارق بينه وبين بطل الدورى «29» نقطة، وهذا ليس انجازاً، وانا لن استخدم ميسى لكى اجعل الفرق يتقلص ل «15» نقطة، والمشاركة الإفريقية تخضع لعوامل كثيرة من أجل النجاح، والاهلى العام السابق عندما تأهل لدورى المجموعات خسر خمس مباريات وفاز فى واحدة، فهل هذا نجاح فى منطق كرة القدم، وفى تقديرى الاهلى أسعفه الحظ وانصفته القرعة فقط، ولدى تجربة مع وفاق إسطيف حققت فيها نتائج جيدة إفريقياً لأن الثقافة التكتيكية ممتازة هناك. ٭ أشعر من حديثك بأنك تحمل هواءً ساخناً فى صدرك تجاه أحد ما فى قلعة النمور؟ لا أعرف مثل الذى تقوله انت، وكل ما اعلمه اننى حضرت للسودان وقبلت العمل مدرباً للاهلى شندى بواسطة صلاح ادريس، وهو رجل اعمال عالى المستوى ويحب كرة القدم وفريقه، لكننى اطالب الذين يسيرون النادى، لأنه مستقر فى السعودية، ان يحذو حذوه ويكونوا على قدر المسؤولية، وعليهم ان يكونوا صادقين مع انفسهم لأن العمل امانة، وعليهم ان يطبقوا المنهج الذى رسمه صلاح ادريس، وغير ذلك لن تكون هناك اشراقات. ٭ بصراحة ما هي الوضعية الحقيقية للفريق؟ الاهلى لا ينقصه شىء بل ينقصه الصبر، وبطبيعة الحال الفريق يفتح ثغرات فى الفرق المنافسة، ولكنه يعانى عدم التسجيل، وهذه ظاهرة يمكن معالجتها، لأن الشىء المزعج للمدرب شح الفرص امام مرمى المنافس، والدليل على ذلك من أربع مباريات فى الدورى احرزنا سبعة اهداف، ورغم هذا كله فأنا غير راضٍ عن الأداء. ٭ كيف تخطط لمباراة ديدبيت فى الاياب؟ حققنا الفوز ولدينا شوط ثانٍ نسعى من خلاله للتأهل والفريق والمنافس ليس هو برشلونة ولا ريال مدريد، والمشكلة التى اعانى منها أنني وجدت ستة لاعبين اساسيين خارج الفريق بسب الاصابات، وكلها من الاخطاء، واشارك ب «18» لاعباً فقط على مستوى الدورى والمسابقة الافريقية.