في وقت تتوجه فيه حواس جمهور كرة القدم السوداني مساء غد الأربعاء لمباراتي الهلال والمريخ ضد كل من النيل الحصاحيصا وهلال الساحل على التوالي بالإسبوع ال24 للدوري الممتاز السوداني , فإن مدينة شندي سوف تدور فيها رحى معركة ذات نكهة خاصة يترأى فيها فريقان بمسمى واحد ومدربان مغامران من دولة واحدة , الفريقان هما الأهلي شَندِي وضيفه الأهلي الخرطوم في مباراة مساء الغد بالمدينة الشمالية السودانية شندي. المدربان هما المدير الفني لأصحاب الأرض محمد عثمان الكوكي وإبن جلدته ورصيفه في الأهلي الخرطوم لطفي السلِّيمي, وكلاهما من دولة تونس, يتواجهان في مباراة تنافسية بالممتاز السوداني أقل وصف لها هي أنها حامية الوطيس, أو وصفها بأنها معركة تكسير عظام لأنها تأتي في خواتيم بطولة هذا الموسم ولهذا يخوضها الفريقان في ظروف معقدة ولا سبيل لهما إلا الفوز ثم الفوز..!! الأهلي شندي يحتل المركز الرابع برصيد 35 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن الأهلي الخرطوم الذي يحتل المركز الخامس, والود المستمر بين المدربين سيتحللان منه في مباراة الغد وسيتحول إلى النِد والتنافس قوي, ولن تنفع مفاهيم "أنا وأبن عمي على الغريب" إلى "أنا ونفسي". حسابات الأهلي شندي هي الفوز لتثبيت المركز الرابع بأمان قبل التحرك نحو المركز الثالث, ولن ينسى ان التفريط بالتعادل أو الخسارة سيعني الدخول في حسابات غارقة في المؤخرة ومنطقة الخطر وتلهث أنفساها للخروج منها مثل الرابطة ومتطلعة للظفر بلقب الممتاز مثل المريخ !! أما الأهلي الخرطوم فإنه لن يتردد في حسم مباراة الغد تفاديا لوقوع أي نتائج سالبة ومؤثرة في مباراتين من العيار الثقيل تنتظرانه خلال الفترة القادمة ضد كل من الخرطوم الوطني والمريخ, ولهذا السبب فإن مباراة شندي تعتبر فرصة آخيرة لتأمين المركز الرابع ...وتبرز بصورة واضحة قيمة المباراة وأهيمتها للفريقين وتأثيرها النفسي على المدربين واللاعبين... يقول الكوكي في حديثه لموقع حول مباراة الغد :"مباراتنا ضد الأهلي الخرطوم مهمة جدا, فنحن نريد إثبات عودتنا للتمثيل الإفريقي قبل أن نفكر في إحتلال المركز الثالث بدلا عن الرابع . إذا ما فزنا فسوف نحسم أمر التمثيل الإفريقي, ولكننا سوف نلعب مباراة مع فريق ظهر بشكل جيد هذا الموسم وهو فريق منظم جدا ". واضاف محمد عثمان الكوكي:" حقيقة هذه المباراة لن تكون بين مدربين من تونس بل ستكون بين فريقين هما الأهلي شندي والأهلي الخرطوم ولهذا تحدثنا إلى اللاعبين وقلنا لهم لا تفريط في النتيجة , لأن الأهلي شندي حرام ألا يعود للتمثيل الخارجي فقد كان لظهوره مكسب لكرة القدم السودانية فقد أزاح عن طريقه أندية إفريقية عملاقة ولهذا عودة الأهلي شندي لأفريقيا ستجعله يظهر بمظهر أفضل, ونحن واعين تماما بقوة فريق الأهلي فهو فريق محترم ولديه المدرب لطفي السليمي الذي نجح في تقديم إضافة كبيرة للأهلي في أول موسم رغم فقدان الفريقان لثمانية لاعبين عن فريق الموسم الماضي, لقد حقق نجاحا كبيرا رغم أنه واجه نفس مشاكلي وتغلب عليها وسار على نفس خطاي فظل فريقه يتألق ويتألق ووضع فيه بصمة تونسية خاصة تتمثل في مستوى الإنضباط التكتيكي" ومن جانبه قال التونسي لطفى السليمي لاعب فريق الإفريقي التونسي السابق لكووورة اليوم متحدثا عن مباراة شندي:" مباراتنا غدا هي مباراة خاصة للأهلي الخرطوم بشندي , ففريقي يريد العودة للتمثيل الإفريقي بعد غياب تسع سنوات فنحن نريد تحقيق هذا الطموح, وسوف أخوض المباراة بعقلية المدرب المحترف من زاويا الطموح والإصرار والحذر. والمباراة بشندي سوف تكون حماسية على المستوى التكتيكي." وأشاد لطفي السليمي بنجاحات إبن بلده محمد عثمان الكوكي مع الأهلي شندي فقال:"الكوكي هو ثاني مدرب تونسي يحقق النجاح بالسودان بعد سفيان الحيدوثي مع الهلال السوداني ونجح الكوكي في تمثيل الكرة السدانية إفريقيا كما يجب في وقت كان فيه الأهلي شندي في مرحلة تكوين وهذا نجاح يحسب له".