فن الأتيكيت عبارة عن خصال حميدة وسلوك بالغ التهذيب وتعتمد على آداب السلوك والأخلاق الحميدة التي وصانا بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ومراعاة الخلق القويم الذي يجمع بين الرقي والبساطة وجمال الروح، وفن الأتيكيت يشمل المجاملات في مختلف المناسبات الاجتماعية التي تنتهج مجموعة من الإجراءات والتقاليد وقواعد اللياقة التي تسود على المعاملات الإنسانية.. ونجد أن ديننا الحنيف يحثنا على حسن التعامل وتأثير سيره بين الناس، يقول تعالى في محكم تنزيله «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» لقيامه على الأصل الطيب للفرد ثم البساطة لتعطي انطباعاً جميلاً وصريحاً وواضحاً، فالأسبقية مرتبطة بما فُطر عليه البشر من حب الظهور والتنافس الشريف.. ومن هذا المنطلق نجد أن كثيراً من أبنائنا المغتربين يمثلون خير سفير للسودان بما يحملونه من أدب جم وتقدير لذاتهم وأوطانهم من خلال جميل الخصال والأخلاق التي يشهد بها كل من يعاشرهم، فحسن الخلق خير سفير وجواز مرور لكل القلوب والأفئدة والنفوس التواقة للخير والجمال.. أيضاً نجد أن الزي المجاز الشعبي والقومي للرجال والنساء من جلباب وعمامة وشال أو الثوب السوداني الذي يميز المرأة السودانية من بين الجميع، يصبح مكملاً لفنون التعامل والأتيكيت التي نسمو لها، كذلك فنون الاستقبال والتواصل المادي والمعنوي من الابتسامة والمظهر الشخصي والتواصل المادي في الاعتراف بوجود الضيف التي يتسم بها السودانيون بكرمهم الفياض المعروف تعتبر رمزاً قوياً وحاسماً لتعمق ديننا الحنيف بدواخل الشعب السوداني، وتبرز بشدة عند المصافحة والمخاطبة بالسؤال عن الحال والأحوال.. وفي ذات الاتجاه تصب العديد من الدراسات بأهمية الأتيكيت وضرورة تدريبه في الجامعات، والتي دون شك أرى أنها تبدأ من الأسرة الصغيرة والمجتمع، ومن ثم عالم التعليم المرحلي المعين، حتى تصب كل الفعاليات المختلفة في ترسيخه من خلال التعليم الممنهج. إذن تبقى صورة اكتساب الثقافات الجميلة العديدة ليست مصدراً لحسن السير والسلوك والتعامل بين الناس، بل مصدرها الأساسي يكمن في دين الإسلام الحنيف الذي وضع كل قواعد السلوك الإنساني القويم في بوتقة عميقة من الروحانيات والمناهج الدينية المختلفة التي رسختها السنة النبوية الشريفة، فعندما أُرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مكملاً للأخلاق لم تكن غير بعيدة عما يريده الله وما اختطه من شرع وسنة سبقنا لها الأولون وجعلها الإسلام ديدناً ننشئ عليه أبناءنا في الحل والترحال..