قرر أهل المشروع الصهيوني المعادي أن الوقت قد حان لشن الهجوم الرئيس على السودان الشمالي لاستباق المرحلة الدستورية التي يجرى تشكلها الآن والتي يتقرر بمقتضاها كيف يُحكم السودان ويتم تثبيت أصول ومقومات الدولة السودانية الدستورية بعد تجاوز الحقبة النيفاشية المنصرمة. قدَّر أهل مشروع السودان الجديد الصهيوني العنصري أن الوقت قد حان لشن الهجوم الرئيس على السودان وشعبه بتحالف عسكري وسياسي جامع أسموه ميثاق الفجر الجديد.ما إن بانت ملامح هذا المشروع «الهجوم» القبيحة والالحادية والعدوانية شاخصة أمام الناس بكل أبعادها ومآلتها حتى تبرأ منه الجميع حتى المستغفلون من الاحزاب والقيادات.. الأمر الذي سهل علينا في منبر السلام العادل مهمة كشفه وحشد القوى في مقابلته، فقد دعت القوى الإسلامية وتكاملت مع جبهة الدستور الإسلامي وأصدرت «ميثاق الفجر الإسلامي» في مواجهة الفجر الإلحادي الجديد. ولما كان ميثاق الفجر الصهيوني الجديد يستهدف إعادة تشكيل شاملة للدولة والمجتمع السوداني وهويته وقيمه رأينا في منبر السلام العادل العمل على حشد كل القوى والأحزاب الوطنية في مواجهته بتطوير تحالف الفجر الإسلامي وتوسعته إلى تحالف القوى الوطنية والإسلامية ليضم كل الأحزاب الوطنية المسلمة وكافة القوى والجماعات المشتركة في جبهة الدستور الإسلامي.وقد جرت في هذا السبيل عدة اجتماعات توافق عليها قرابة ثلاثين حزباً من الأحزاب الوطنية السودانية واجتمعوا على كل نصوص الميثاق ومستهدفاته إلا قليلاً من الموضوعات التي تطلبت إعادة ضبط للصياغة والتي تجرى الآن بواسطة اللجنة المشكلة من الجمعية العمومية توطئةً لعرضها في الاجتماع القادم. كل المؤشرات تدل على أن أهل السودان استبانت لهم حقيقة مشروع السودان الجديد مآلاته وحقائق القوى الفاعلة فيه واستنهضت همها للذود عن هذا الوطن وهويته ومصالحه الحيوية. ويبدو للناظر الآن أن سحر الساحر قد انقلب عليه واخرج مواثيق الخير السودانية في مقابلة ميثاق الشيطان الجديد.