شكر الله سعيك أخي أحمد المصطفى وأنت دائمًا بهذا الطرح الراقي الذي يحمل في مضمونه هتاف الصامتين من أبناء بلدي بل طرح تتنسم فيه أصالة ابن البلد الأصيل الذي لا حول ولا قوة له إلا قلم جريء صادق باح بما لم يقله الآخرون وقرأت لك مرارًا موضوعات غاية في الموضوعية والشفافية وودت أن أكتب اليك حينها مشيدًا إلا أن زحمة الوقت بالغربة يحول في كثير من الأحيان دون ذلك، وقد قرأت مقالك اليوم «زرافة في طوكيو» وأنت تتحدث فيه عن حديقة الحيوانات التي أزالوها رغم صياح الأطفال الصامت ولكن «لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي»... أخي أحمد شاء لي الله أن أزور ديزنلاند بطوكيو وأنا مع بعثة نادي الاتحاد السعودي إبان بطولة العالم للأندية وكان الاتحاد مشاركًا كبطل لآسيا. وكنت وقتها في وظيفة مترجم للمدرب الأول للفريق المدرب يوردانيسكو الروماني و ضمن البرنامج في يوم ترفيهي.. زرنا هذه الحديقه الرهيبة «ديزنيلاند» بطوكيو فهالني مارأيت يا أحمد، وحقيقة حديقة تحتاج لثلاثة أيام بلياليها لتكمل كل ألعابها ومسرحها وفنها وأكروباتها وحدائق أدغال إفريقيا التي ابتكرها اليابانيون بقبائل الماساي في داخل ديزني لاند والوحوش والأدغال كلها بالريموت كونترول وأشبه للواقع من الخيال وأنت في مركب تقليدي إفريقي مجهَّز بتقنية عالية جدًا في مياه استوائية ماطرة في نهر أشبه ما يكون بنهر السوباط وأنت تشاهد الوحوش بصورة كم فزع منها من كن معي بداخل المركب من النساء اليابانيات وكيف أن كل الأطفال الذين قدموا إليها من كوريا والصين وهونكونق ومن دول الخليج ودول أخرى عديدة... كيف أنهم مستمتعون مستأنسون بهذا العرض المدهش.... وقتها تذكرت أطفال بلدي في السودان ورفعت يدي متوسلاً لله القادر المقتدر أن يمنح أطفال السودان الحد الأدنى من المرح واللهو البريء... وأنا لا أطالب السيد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر بأن يقوم بديزنيلاند بالسودان لأنها تحتاج إلى جهد جبار لا أعتقد أن تكون هناك ميزانية تكفي لهذا العمل الخارق بل أناشده معك أن يتلطف بحديقة حيوانات تكفي غليل البهجة واللهو البريء لأطفالنا الذين هم أكبادنا تمشي على الأرض... وشكرًا لك مجددًا أخي أحمد المصطفى على هذا الطرح الراقي كمال أبشر الحسن