٭ في صحيفة الجريدة وتحت عنوان (الصحفي الصغير)، طالب اطفال بلدي بضرورة وجود قناة خاصة بهم، إذ جاء على لسان الطفل صالح (دايرين قناة خاصة بينا نعمل فيها العازينو بس) كما علق احمد بالصف الثالث على برامج رمضان بقوله ( غُنا وبس). ٭ حقيقة والله ان الطفل في بلدي (ضائع ساكت) ليست له مساحة تخصه في فضائيات بلدي تجعله يتمتع بما يشاهد، لذلك غالباً ما تجد الطفل يلجأ للفضائيات الاخرى يحفظها عن ظهر قلب ويتشرب بثقافتها ويحكي كل صغيرة وكبيرة وردت في سياق (المعروض) من مواد.. يدير الريموت كونترول ويختار ما يتوافق وميوله الادبية والعلمية، وغالباً ما يشارك في اجابات بعض المسابقات ويعمل على كسب اصدقاء جدد. ٭ الاتجاه للكتابة عن الطفل و(ما يرغب) يعد من أصعب أنواع التناول والطرح، وتحتاج لكاتب يمتلك ادوات الصنعة ويعرف كيف يغوص في دواخل الطفل ليمنح امنياته وجوداً على الشاشة بعد ترجمتها وتحويلها لمادة جاذبة يهرع الطفل لمشاهدتها ويشارك بإسهامات مختلفة في البرنامج كل حسب ميوله. ٭ قبل فترة ليست بالقصيرة قررت احدى المطربات اطلاق قناة للاطفال ولكن يبدو أنها كانت ( دعاية) لا أكثر لان الوقت مرّ وظهرت قنوات كثيرة لم تكن على البال ولم تظهر قناة الطفل التي (روجت) لها الفنانة رغم ان اطفال بلدي حينها غشى دارهم الفرح بتحقيق (ملك خاص) بهم لكن ظل (العرض) موقوفاً رغم (الإشهار).. ٭ عند انطلاق كل قناة فضائية فإنها اولاً تلامس وجدان الكبار ولا يجد منها الطفل (مكانة) في زحمة الغُنا والحوارات) لذلك نجده ينسحب ويهرب بعيداً رغم تفاؤله في إيجاد (فقرة) تخصه وسط (زحمة) الكبار الذين يأخذون مكانهم من (بدري) لمتابعة برامجهم حتى ولو كانت (مملة). ٭ النظر في توفير قناة (متخصصة) توجه برامجها للاطفال مطلب يتمنى كل طفل تحقيقه، فبوجودها وطرح برامجها السودانية (القُحة) تصبح مصدراً لينهل منه الطفل ثقافته الوطنية ويروي منها ميوله الادبية والفنية، وكل هذا لا يتم إلا باستطلاع الاطفال ومعرفة رغباتهم في توفير البرامج التي تتواءم وامنياتهم الصغيرة مما يدفع لاحقاً بالاسرة الى اكتشاف موهبة طفلها وصقلها عبر برنامج يضم مواهب بلدي وما أكثرها. ٭ اعداد الاطفال للبرامج بأقلامهم و(مفاهيمهم) الصغيرة بداية جيدة ترتكز عليها البرامج التالية والتي تأتي (فكرتها) من الطفل نفسه، والذي يعرف محيطه تماماً ويعرف كيف يفكر (أنداده) مما يجعل البرنامج يكسب يومياً اصدقاء جددا، يدفعون به الى الامام وربما يصبح قادراً بعد ذلك على المنافسة. ٭ تولي دول العالم كلها هتماماً خاصاً بالطفل وتفرد له مساحات في البرنامج العام يروي من خلالها شغفه بتنوع الفقرات الواردة وتجانسها والتي تدور في عالمه الصغير مما يشد نظره وفكره ويشحذ عقله لتلقي المزيد الذي لا يخرج عن (عالم صغير)، ولكن في بلدي لا يجد الطفل هذا الاهتمام الإعلامي الذي يمنحه الفرصة ويدعه يداعب الريموت كونترول ليشاهد ما تبثه هذه الفضائية أو تلك.. فالكل هنا مشغول (بالكبار). ٭ همسة: من شارع خلفي أطلت بوجهها البريء.. والريح تداعب خصلات شعرها.. وتمنحها موسيقى اللحن الجديد.. تربص بها قذر عند المنحنى الاول.. وتركها جثة بلا حراك..