من المهن التقليدية وهي حرفة من الحرف القديمة في السودان وهي تجمع بين حرفيات الصنعة وتجليات المبدع بالاضافة الى انها تحتاج الى اجادة بعض المهن الاخرى مثل الخياطة والنجارة والقليل من الحدادة وكذلك تحتاج الى روح ابداعية وهي مهنة تستوجب الاجتهاد واطلاق العنان للابداعات الفردية وتساعد على التميز وهي من المهن التي تورث بين الاجداد والآباء حيث يعود عمرها الى مئات السنين. وعلى الرغم من التطور الصناعي والتقني بحيث اصبح الاعتماد على الآلات الحديثة الا ان هناك من يتمسك بآلاته القديمة مراهنًا على مهاراته العالية وخبرته الكبيرة. واصبحت النجادة عدة انواع منها نجادة المفروشات من سراير وكراسي والعربات سواء كانت كبيرة او صغيرة، ورغم ذلك منجد القطن بات في طريقه الى الاندثار بعد ان اصبح الاسفنج هو المسيطر على سوق العمل. محمد ابراهيم من المنجدين القدامى فهو عاصر ايام النجاده بالقطن وخاصة في كراسي الجلوس وكراسي العربات حدثنا عن مهنته قائلاً: هي مهنة شاقة في تعليمها لكنها تعطي لمن يصبر عليها فعائدها المادي مجزٍ للذي يتقنها ولانها مرتبطة مع الخياطة والنجارة خاصة فيما يتعلق بأطقم الجلوس والسراير والحدادة لمنجدي العربات حيث يحتاج الذي يريد ان يجيدها الى عامين اوثلاثة حتى يستطيع ان يستقل بنفسه، وعن الأشكال التي يصممها قال: معظم الاشكال نأخذها من الافلام والمسلسلات حيث تأتي إلينا طالبة الخدمة بالشكل المطلوب مصوراً في موبايل من بيت صديقتها او قريبتها اومن مسلسل وتطلب مني أن اصنع لها مثله وايضًا نحن نقوم باخراج بعض الموضات الجديدة مثلاً هناك الآن سرير اطلق عليه اسم سمر هو من اكثر الاثاثات مبيعًا ولا احب عادة الجدال مع النساء وافضل التعامل مع الرجل فيمكن ان تخسر الزبونة اذا طلبت منك شكلاً معينًا رأته في بيت صديقتها فإذا حدث فيه تغيير بسيط يمكن ان ترفض استلامه الا بعد تعديله. اما محجوب وهو يمتهن تنجيد العربات فقال: هي «مهنة كويسة لكن اولاد الزمن ده مابحبو العمل اليدوي بتلقى الواحد لابس نضيف يمشي ويجي بعد ما اهلو قرو بالشي الفلاني وعامل فيها مهندس وبيصرف حاجة بسيطة مابتجي قدر يومية واحد عندي لسه ما اتعلم والله شغل التنجيد فيهو قروش كويسة لو الشباب ده استهدا بالله بيغني عن السفر والعطالة ويعيش زي السلام لكن نحن شبابنا اتخرب الواحد يعمل فيها اتعلم في الجامعة ولازم يشتغل في مكتب ويضيع عمرو يستنا الوظيفة وفي النهاية بيلقي ملاليم مايقدر يسوبيها اي حاجة، انا والحمد لله من عمري اتناشر سنة نزلت مع ابوي اتعلم النجادة هسه فاتح لي بيتي وبقري اولادي في احسن الجامعات». اما فتحي وهو يشتكي من التجار الذين اصبحوا يحضرون الأطقم الجاهزة من الصين وماليزيا مما جعل هناك تأثيرًا على عملهم ونصح الزبائن بعدم الالتفات للشكل الجميل الذي يبدو على المستورد لانه لا يكمل سنة او سنتين ولكن الشغل المحلي يمكن ان يعيش لعشرات السنين ويمكن صيانته بعكس المستورد الذي لا يمكن صيانته مرة اخرى، واضاف ان اسعار الاسفنج والخشب هي التي تتحكم في السوق اما بالنسبة للاجر الذي يتقاضاه مساعدوه فقال ا نهم ياخذون بالنسبة وهي تبلغ ثلاثين في المية. والعم الحاج وهو من اقدم المنجدين قال: اي منجد قديم يمكن ان يشتغل اي شيء يأتيه لان الشغل زمان كان محصوراً وبدأ يتوسع تدريجيًا يقول: والله انا من زمن القطن في العربات لكن الآن بقى الشغل كلو اسفنج لكن برضو بعرفو ولشخص اصلاً منجد اي حاجة تظهر يتعلمها بسرعة الآن في البعض يستعمل الريش بنجد بيه طوالي اتعلمناه لانو بعد شوية بيكون الشغل كلو ريش.