تعتبر منطقة كردفان الأولى من بين ولايات السودان في إنتاج جميع أنواع الصمغ العربي المختلفة كماً ونوعاً وتتميز مناطق الإنتاج في كردفان بالصمغ الرملي المطلوب عالمياً فلذلك تحتاج هذه السلعة إلى اهتمام ومتابعة من كافة الجهات وخاصة المنتج الذي يعاني من نقص المعينات الحديثة التي من شأنها زيادة الصادر، والرسوم الكثيرة والمتعددة التي تفرض على محصول الصمغ تؤدي إلى ضعف الوارد للسوق ويتجه البعض إلى التهريب مما ينعكس ذلك سلباً في عدم تركيز الأسعار بضوابط تعود للمنتج بالفائدة التي تشجعه على الإقبال بدوافع مغرية لجني الصمغ. كما أن كثرة الوسطاء والسماسرة في السوق ساهم في انخفاض العائد المادي للمنتج ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع إنتاج الصمغ تارة وانخفاضه تارة أخرى والمشكلات التي تواجه العاملين في هذا الحقل بداية بالمنتج ونهاية بعمليات التصدير قامت (الإنتباهة) بجولة واسعة وسط عدة جهات ذات صلة بالمحصول النقدي الأول في السودان لمعرفة حقيقة ما يعاني منه هذا المحصول وهذه هي الجرعة الثانية في هذه القضية الأستاذ محمد إبراهيم بلة مراقب عام سوق محاصيل الأبيض قال إن السعر (560) للقنطار وهنالك رسوم وعمولة الوكلاء ومن ثم يعود المبلغ لصاحب الحق الأصلي وتوقع في هذا الموسم واردًا كبيرًا قياسًا بالعام الماضي الذي شهد قلة في الإنتاج، وأضاف مراقب السوق أن انخفاض سعر الدولار مؤشر غير مبشر لزيادة أسعار الصمغ وقال كلما كانت الجودة عالية في الصنف ارتفع السعر، مضيفاً أن التدني في وارد العام الفائت نتيجة لشح الأمطاروالأيدي العاملة. ٭ تراجع المواصفات والمقاييس ..! لمعرفة دور المواصفات والمقاييس في هذا الجانب التقت (الإنتباهة) مدير الهيئة القومية للمواصفات والمقاييس بشمال كردفان الأستاذ أبا يزيد الشيخ الطيب الذي أوضح أن محصول الصمغ العربي كان من أكثر المحصولات النقدية التي يتم تصديرها من الولاية لخارج السودان باعتبار أن كردفان من أكبر الولايات إنتاجاً للصمغ بمختلف مسمياته، إلا أنه أصبح الآن في المرتبة الرابعة بعد الفول السوداني والكركدي، وعزا هذا التدهور إلى عدة أسباب أجملها في طق الصمغ عند الحصاد وكميات الشوائب التي تصاحب عملية الحصاد التي تتم بطريقة غير علمية وسلمية وأشار أبا يزيد إلى عمليات التخزين التي لا تتم بالمواصفات المطلوبة قائلاً إن الولاية ليس بها مخازن ذات مواصفات علمية دقيقة مشيرًا إلى أنهم في الهيئة يعملون بالترتيب والتنسيق مع اتحاد أصحاب العمل للإرشاد والتوعية في مجال التخزين الصحيح حتى يرتفع الصادر مؤكداً أن هيئة المواصفات لها مختبر للصمغ بالولاية وتمنح شهادة الجودة وأخرى للتحليل الدولية. شكوى المنتجين ..! اشتكى صغار المنتجين الذين يمثلون الحلقة المهمة في جمع الثمار والتعامل مع شجرة الصمغ من انعدام المياه في أغلب مناطق الإنتاج واتفق جميع المزارعين والمنتجين على كثرة الرسوم والجبايات التي تفرض على سلعة الصمغ، وقال بعضهم إنهم بالحساب كدا بعد رسوم الغابات والضرائب وعمولة الوكلاء وغيرها من الأوراق مضافاً لها الترحيل والعتالة يكون العائد ضئيلاً مطالبين الجهات المعنية الوقوف معهم لزيادة دخولهم وتشجيعهم على الإقبال بروح قوية للإنتاج داعين الهيئة القومية للغابات للاهتمام والمحافظة على هذه الثروة. وفي أسواق ابن مسعود والأسواق الطرفية الأخرى بمدينة الأبيض تحدث صغار التجار بأنهم يشترون الصمغ من أصحاب الجناين ومن المشترين من الأسواق خارج الأبيض ويقوموا بالبيع من السوق بشكل قطاعي للمواطنين وعندما يكون الوارد كبيرًا يقومون بتحويله لسوق محصولات الأبيض وقالوا إن أصحاب الصمغ يلجأون إليهم هربا من الرسوم الكثيرة.. رؤية الحكومة ..! الفريق أول ركن محمد بشير سليمان وزير الزراعة والثروة الحيوانية بولاية شمال كردفان أوضح ل «الانتباهة» أن الورشة الأخيرة التي نظمتها وزارته بالأبيض حول الصمغ العربي خرجت بعدة توصيات قسمت المسؤوليات على عدة جهات (الهيئة القومية للغابات في إطار وزارة الغابات البئية والتنمية العمرانية الاتحادية/ وزارة الزراعة الولائية/ المجلس القومي للصمغ العربي/ مركز أبحاث الصمغ بجامعة كردفان/ وزارة المالية والاقتصاد الولائية/ وزارة التجارة الاتحادية/ اتحادالمزارعين) وكل هذه المؤسسات تعمل بالتنسيق مع بعض لترقية الإنتاج وزيادة الصادر وأضاف الفريق محمد بشير سليمان أن الوزارة بدأت في تسجيل جمعيات منتجي الصمغ وفق قانون أصحاب مهنة الإنتاج الحيواني والزراعي وقال إن من أولوياتهم الآن توفير الخدمات من (مياه/ صحة/ تعليم) في مناطق الإنتاج التي بدأ العمل فيها في محلية النهود وفي الطريق أم روابة وبارا، وأضاف سليمان أن جمعيات منتجي الصمغ تساعد في التجميع للقيام بعمليات الإرشاد والتوعية للمنتجين لبناء القدرات، موضحاً وزير الزراعة بشمال كردفان بأن التخريط لحزام الصمغ العربي بالولاية يعتبر الهم الاول للوزارة بجانب توفير الخدمات بمناطق الإنتاج مشيرًا الي أن هنالك خطة متكاملة للارتقاء بسلعة الصمغ وزيادة الصادر وتحسين دخل العامل في هذا الحقل وربطه بالتصدير مباشرة دون وسطاء أو سماسرة. خلاصة من خلال طواف (الإنتباهة) لكل هذه الجهات المرتبطة بسلعة الصمغ العربي يتضح جلياً أن التذبذب في إنتاج الصمغ يرجع لعدة أسباب منها الطبيعي والآخر المتمثل في عدم الاهتمام بالمنتجين سواء كان ذلك لعدم توفير العينات والخدمات وفي مقدمتها مياه الشرب التي شكى من عدم توفرها المنتجون والمهتمون بهذا الجانب وضعف اهتمام الهيئة القومية للغابات لشجرة الهشاب علماً أن هنالك رسومًا تؤخذ على قنطار الصمغ وهنالك العوامل الطبيعية مثل الزحف الصحراوي والآفات كالجراد الذي يقضي على الأوراق والثمار وأيضًا الرعي الجائر والحرائق التى تهدد شجرة الصمغ وغياب التوعية والإرشاد لدى صغار المنتجين.