بلا شك أن ظروف الحياة الاقتصادية القاسية والصعبة جدًا والتي أضحت فوق قدرة احتمال الكثيرين داخل ربوع الوطن الحبيب فأجبرت الكثيرين من أبنائه أن يحملوا عصاهم ويرحلوا بعيدًا عنه رغم ارتباطهم الوثيق وعشقهم العميق له ولأهله وكل مكوناته ويرتمون في أحضان الغربة بكل مآلها الصعب ووحشة الحياة فيها ومرارة ذلها فهنالك من هجر الأُم بكل قدسيتها وسمو مكانتها عندنا، وهجر الأب رغم حاجته الماسة له وهنالك من هجر الزوجة والأبناء وتركهم بلا عائل يمكن أن يقوم مقامه فكانوا حقًا كمن يستجير بالرمضاء من النار وتفرقوا وتشتتوا هنا وهناك، ومع هذا الواقع الصعب والقاسي في غربتهم كان لا بد من البحث في سبل لتكون منفذًا ومعبرًا للتنفيس وقتل رتابة الغربة وأوجاعها، فكان التفكير في إقامة روابط اجتماعية حميمة تكون نافذة إطلال لهم يقفون من خلالها على معرفة بعضهم البعض والتكاتف والتآلف في السراء والضراء، وبالفعل وبقلوب بيضاء صافية ترتدي ثوب الوطنية الأصيل والارتباط القوي بالوطن وأهله تم تكوين العديد من هذه الجمعيات والروابط والتنظيمات والتي لعبت وما زالت تعلب دورًا مهمًا وفاعلاً ونشطًا جدًا في الترابط الاجتماعي الفريد وعكس صورة براقة مشرقة ووضاءة للجاليات الأخرى عن تفرد شعبنا وتساميه في هذا الجانب، ومن خلالها تم الوقوف على العديد من مشكلات المغترب السوداني والعمل بصدق وشفافية على حلها قدر المستطاع، وهنالك أمثلة إنسانية عظيمة في هذا الجانب لايتسع المجال لسردها ولعل الجميع يدركونها. وإلى جانب الدور الاجتماعي الأصيل الذي تقوم به هذه الروابط والتنظيمات فقد لعبت دورًا آخر كم هو مهم وعالي العطاء وهي تلك المنابر الفكرية والإبداعية التي اشعلتها هنا وهنالك فكانت بوابة ثرة للعطاء العلمي والأدبي والثقافي والرياضي خلق كوادر طيبة أثرت الفكر والوجدان بكل قيم ومفيد، وكذلك كان لها دور ريادي في تكريم العديد من رموز بلادنا في شتى مجالات الحياة وتحت شعار سامي وراقي جدًا وهو (الوفاء لأهل العطاء) فكان دافعًا وطنيًا واجتماعيًا قويًا في اتجاه دفع هؤلاء لمزيد من العطاء الفكري والروحي الخير والنير لإضاءة دروب العلم والمعرفة وإذكاء الفكر والوجدان بكل رائع ومفيد، وهنالك العديد من الشخصيات والرموز التي وقفت بكل صدق وشفافية على إدارة وتسيير دفة هذه الروابط والتنظيمات وضحت بالكثير من وقتها وفكرها ومالها لأجل إثراء وتعميق العطاء داخل هذه الساحات والذين يجب الإشادة بهم والوقوف عند عطائهم الثر بتحية إجلال وتعظيم، ولكن وللأسف وخاصة هنا بالمملكة العربية السعودية ولظروف خاصة ترتبط بنظامها الأمني تم تحجيم وتقييد دور وعطاء هذه الجمعيات نتمنى أن تزال أسباب هذه القيود وتعود هذه الروابط كما كانت بذات النهج والحميمية والعطاء الثر والترفيه على معشر المغتربين هنا وهنالك، وأن يديم الله على المملكة حكومة وشعبًا الأمن والأمان والاستقرار والله من وراء القصد. منتدى الطائف الثقافي يقيم أمسية ثقافية الطائف: تواشيح أقام منتدى الطائف الثقافي ضمن نشاطاته الثقافية أمسية إبداعية كبرى احتوت على أعمال إبداعية مختلفة، معرض تصوير فوتغرافي شارك فيه المصور فيصل كروم وقراءات شعرية من الشعراء السر سنهوري ومتوكل خميس والواثق عبد الرحمن الذين أبدعوا وتجلوا في هذه الليلة، كما كانت هناك مشاركات بعدد من اللوحات التشكيلية للفنان مصطفى حبشي كما تم قراءة بعض قصائد الشاعر الراحل الفحل الطيب وشرف الحفل وفد رفيع من مدينة جدة منهم الأستاذ الشاعر القاص جمال السنوسي والأستاذ مرتضي جبران وعبد اللطيف عوض وعوض النور، وكان الختام مع أمسية طربية دافئة حلق فيها صوت المغني الجميل عصام محمد نور وقد أفادنا بذلك الأستاذ زين العابدين عبد المنعم السكرتير الثقافي للمنتدى. رابطة الصالحية تكرم د. حسين حسن حسين والتجاني محمود الرياض: تواشيح يجري هذه الأيام في أروقة الصالحية العمل على قدم وساق لإقامة مهرجان كبير تكريمًا للدكتور حسين حسن حسين رئيس جمعية الصحفيين السودانيين بالرياض بمناسبة نيله درجة الدكتوراه وتكريم الأستاذ التجاني محمود الأمين العام لرابطة الصالحية لجهوده وعطائه للرابطة من تأسيسها ولمدة أربعة عشر عامًا ويشتمل المهرجان على مهرجان رياضي وأمسية فنية وثقافية تشارك فيها العديد من منظمات المجتمع المدني من الجالية السودانية. المنشدة فيحاء: زيارتي للمملكة تمتينًا للتواصل مع مستمعي مدح النبي صلى الله عليه وسلم التقتها: دعاء عبد الباقي موسى على هامش زيارتها للمملكة العربية السعودية التقت صفحة تواشيح المنشدة الشابة التي أبحرت وأبدعت في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ضيفتنا وضيفتكم الأستاذة فيحاء محمد علي وقد سألناها ما يلي: ٭٭ أستاذة فيحاء: في البدء مرحبًا بك ومساحة للترحيب مرحبًا بكم وحبابكم عشرة. ٭٭ حدثينا عن زيارتك للرياض؟ هذه أول مرة أتشرف بزيارة مدينة الرياض وهي مساحة للتواصل بيني وبين جمهوري الحبيب وقد تفاجأت بهذا الجمهور العريض الذي يشترك معي في حب مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في رياض الخير. ٭٭ ما هو انطباعك العام عن الفرق ما بين جمهور الغربة والجمهور بالداخل؟ في الحقيقة أنا معجبة جدًا بالشعب السعودي بصفة خاصة حيث إنهم قريبون من مدينة المصطفى عليه أفضل السلام ولهم الاستطاعة في زيارة قبره الشريف كلما زاد الشوق عليهم. ٭٭ هل زيارتك للمملكة العربية السعودية من أجل الإقامة أم للتواصل مع الأحباب؟ في البدء كانت الفكرة هي التواصل مع الأحباب فقط ولكن اكتشفت أن هذه البلاد التي دعا إليها الحبيب المصطفى تدعوك للمكوث فيها والعمل وأن تتشرف بقرب قبر خير البرية، وأتمنى من الله أن يوفقني لأجمع الاثنين معًا وأن لا يكون ابتعادي خصمًا عن أهلي وأحبابي وجمهوري في عازة الطيبة. ٭٭ على هامش هذا اللقاء ما هو الجديد المنتظر؟ الجديد القادم بإذن الله سيكون قصيدة بعنوان (أبشر رسول الهنا إنا قادمون) للشاعر علي الفحل وهو عمل كبير وسيتم تسجيله في شكل فيديو كليب بمدينة أسطنبول بتركيا. ٭٭ في خواتيم هذا اللقاء لديك رسالة أو باقة ورد لمن تهديها؟ أهديها لكل الأهل والأصدقاء ولقُراء صحيفة (الإنتباهة) عامة ولقُراء صفحة تواشيح خاصة ولكل محب نلتقي معه في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم.