لم استطع إحصاء كلمة «الأمن » التي ترددت أمس في حفل استقبال والي النيل الأزرق حسين ياسين بميدان المدفعية بعاصمة الولاية، فجميع من تحدثوا في الاحتفال تتطرقوا للأمن، وأكدوا على استقرار أحوال ولايتهم أمنياً، وجميع من تحدث شكر رئيس الجمهورية لاختياره أحد أبناء الولاية لحكمها وتحقيق التنمية لأهلها الذين توافدوا إلى ساحة مطار الدمازين أمس لاستقبال ابنهم وواليهم الجديد أبو سروال، والحشود التي ملأت ميدان الاحتفال كانت أكبر استفتاء على شعبية الرجل، وكذلك على حسن اختيار المركز لوالٍ يخلف سابقه اللواء الهادي بشرى الذي استطاع بحنكته العسكرية من بسط الأمن في ربوع الولاية، وأكثر ما لفت نظري هو عدد من لافتات القماش حملها عدد كبير من شباب الولاية وكتب عليها «وحدة، سلام، تنمية»،وبما كتب في هذه اللافتات كانت بادية حديث أبو سروال الذي أكد أن برنامجه للمرحلة المقبلة لن يخرج مما كتب وحمله الشباب، وأشار إلى أن الوحدة تحققت بجمع شمل جميع الأحزاب في الولاية التي تكاتفت من أجل التنمية والاستقرار، والسلام أيضاً تحقق وينعم به أهل النيل الأزرق وسيكون التركيز في المرحلة المقبلة على التنمية المستدامة والزراعة التي نعتبرها أولوية لجميع أهل الولاية. وسيواجه والي النيل الأزرق الجديد العديد من الصعاب والمتاريس في مسيرة حكمه تحتاج إلى وقوف جميع أبناء الولاية بجانبه لتجاوزها، ولعل أهم هذه الصعاب هو تحقيق التنمية في ولاية أنهكتها الحروب، وربما ما ذكره وزير الدولة بالموارد البشرية أحمد كرمنو سيكون هو بداية الطريق الذي يسير عليه والي النيل الأزرق، خاصة وأن كرمنو تعهَّد بتسهيل العقبات كافة التي تعترض طريق ياسين في مسيرة حكمه، وقال إنه وجميع أبناء الولاية في الخرطوم يعتبرون أنفسهم «مكتب تنسيق» للولاية وليس وزراء، في تحقيق مطالبها من المركز. وطالب كرمنو قيادات المؤتمر الوطني بالولاية بالوقوف إلى جانب الوالي وتقديم النصح له في القضايا كافة، وقال: «ما تمسكوا منه الدركسون وما تقبضوا منه الفرملة عشان العربية ما تنقلب». وبدأ حسين ياسين كما عهده أهل الولاية من قبل «متواضعاً، وبسيطاً» في حديثه وتعامله، مما جعل الجميع يتفق عليه والياً عليهم، وطالب أبو سروال بتوحيد الصف من أجل تحقيق ما يصبون إليه، وقال إنهم اليوم يأتون لاستلام الراية من اللواء الهادي بشرى الذي بذل الجهد من أجل بسط الأمن في الولاية الذي تحقق، مؤكداً أن بسط الأمن لا يأتي إلا بوحدة الصف وسن الجهاد، مشيراً إلى أنه تبقى شريط بسيط على الحدود حتى تكون جميع أنحاء الولاية مطهرة من دنس التمرد، مؤكدا قدرتهم على فعل ذلك. وكان خطاب أبو سروال الأول في الدمازين، عبارة عن خريطة طريق للولاية في المرحلة المقبلة، فتحدث عن علاقات دول الجوار، ووحدة الصف والتنمية، والعديد من المجالات التي ستنهض بإنسان النيل الأزرق، وبعث برسالة إلى حملة السلاح بوضعه والعمل معهم من أجل الاستقرار. وقال إن عينهم ستكون ساهرة لحماية أرض السودان، وأكد أن البلاد لن تؤتى من النيل الأزرق، وأوضح أن العفو الذي أطلقه رئيس الجمهورية ما زال سارياً من أجل مصلحة الولاية، وأكد أبو سروال التزام رئيس الجمهورية بدعم الولاية. وقال إن المشير البشير حمله رسالة لأهل الولاية تقول: «إن النيل الأزرق في حدقات العيون».