٭ عاش إداريو ناديي القمة في وهم كبير اسمه تقديم بطولة إفريقية للجماهير.. بينما هم في دواخلهم لا ينظرون إلا للفوز بالبطولة المحلية فقط .. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.. وعلم أن أوهامه وليست طموحاته أكبر بكثير من إمكاناته وواقع الحال الذي يعيشه، ولهذا ما أن يحدث ما ظل يحدث منذ عشرات السنين، وهو الخروج المذل من البطولات الإفريقية، إلا والمسارعة إلى تقديم الاستقالات من أجل امتصاص غضب الجماهير المسكينة التي صدقت الوهم بأن هذا الموسم هو موسم بطولة، وهو الوهم الذي ساهم فيه الإعلام الرياضي بصورة مباشرة. ٭ السودان بلد فقير.. وأنديته أكثر فقراً في كل شيء في المال والرجال أصحاب الكفاءة والخبرة.. وفقير في الفهم الحقيقي لدور النادي .. ومع كل هذا الكم الهائل من الفقر يجدهم ينافسون الأندية الحقيقية من أجل الفوز بلاعب محترف حتى وصل الرقم مرات إلى أكثر من مليون ونصف المليون دولار، وحدث هذا في الناديين الكبيرين من أجل وهم الفوز ببطولة خارجية. ٭ انهالت الاستقالات من الناديين في وقت واحد هو الخروج الإفريقي.. ومن أجل الهروب من الالتزامات المالية الكبيرة على الناديين.. وأمام محاكم ولجان الاتحادين الإفريقي والدولي العديد من القضايا المرفوعة من وكلاء اللاعبين والمدربين، وهذا أمر واجب السداد.. والمشكلة القانون عندنا يجعل الإداري المستقيل يخرج من الأزمة كالشعرة من العجين و «يشيل شيلته» من يأتي بعده. ٭ كنت أتمنى أن تصدر قرارات رئاسية ووزارية تلزم أي إداري ترك ناديه في ورطة مالية أن يخلي ذمته وطرفه من أي التزام قبل الهروب والهجرة بالاستقالة، جزاءً وعقوبةً له على فعلته التي لم يفكر في إبعادها وهو يملأ الصحف ضجيجاً وصوراً وتلويحاً للجماهير، وأحياناً استقلال عربة مكشوفة مع المحترف.. وكان هذا هو كل أمله وهدفه، وهو الاحتواء والظهور الذي يتحقق لرجال الأعمال من خلال الرياضة، وليس الرياضة، بل كرة القدم، وليس كرة القدم، إنما الناديان الكبيران الهلال والمريخ .. وليتهم خدموا الناديين ورفعوا شأنهما برياضة حقيقية ووجود لكل المناشط في النادي. نقطة.. نقطة ٭ لم أكن مؤيداً للمقولة التي تردد كثيراً في وسطنا الرياضي خاصة الكروي بأن جمال الوالي وصلاح إدريس هما سبب الأزمة وأدخلا مفاهيم جديدة في العمل الاداري.. ولكن يبدو أنني سأقف مع هذه المقولة بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ابتعادهما عن المريخ والهلال كشف المستور. ٭ لم يكن الناديان الكبيران يعيشان مثل هذه الأزمات لأنهما كانا يمدان أرجلهما قدر لحافهما، وكثيراً ما اجتمع رئيسا الناديين واتفقا على إنعاش الجزءين بلقاءات شهرية واستقدام فرق للتباري معهما، وقد حدث هذا كثيراً، ورحم الله عوض أبو زيد والحاج شاخور وحسن أبو العائلة وبشير حسن بشير وعبد الحميد الضو حجوج في المريخ.. ورحم الله عمر محمد سعيد وحمدنا الله أحمد والطيب عبد الله وعبد المجيد منصور في الهلال.. وأمد الله أعمار ماهل أبو جنة وخالد حسن عباس ومحمد الياس محجوب وطه صالح في المريخ.. وأمد الله في أعمار طه علي البشير وحسن هلال وإبراهيم محجوب وعبد الله السماني في الهلال.. وهذه أمثلة وليست حصراً. ٭ لا حاجة لتقديم أدلة على أن معظم الإداريين يأتون للناديين الكبيرين من أجل الأضواء والإعلام.. وهذا واضح، أما الأكثر وضوحاً فإن معظم مالكي الصحف الرياضية إداريون حاليون وسابقون.. وبرضه تقولي منو وتقولي شنو؟!