عجيبٌ أن يصفني عبد الله علي إبراهيم بالرويبضة التافه!! أليس ذلك حال الأخسرين أعمالاً الذين قال الله فيهم (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) رجل تافه يتهم الآخرين ويظن أنَّه يُحسن صنعاً رغم أنَّه في ضلال مبين!! هل من أناس خليقون بوصف من (ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أكثر من الشيوعيين الذين أضاعوا أعمارهم في الحرب على دين الله وشريعته بينما فات عليهم أن رب العالمين لم يخلق البشر إلا لهدف واحد (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فلْيُرني هذا الرويبضة فيم يكتب وفيم يسعى وفي ماذا أضاع عمره؟! هل أضاعه في عبادة الله أم في كتاباته الضارة والمتخبِّطة التي يصحُّ فيها قول القائل (العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر) بل أقول إن العلم بها يضر!! لقد ظلَّ هو ورفاقه غرباء على أمتهم لذلك لا غرو أن تُنبذ الشيوعية ويُنبذ الشيوعيون في كل ديار الإسلام بعد أن نسي هؤلاء الغرباء على أمتهم وشعوبهم أنه من المستحيل أن تزرع الأرز في جليد الإسكيمو ومن المتعذِّر أن تزرع التفاح في المناخ الإستوائي وأنه ما من سبيل إلى أن تجني من الشوك العنب. لقد شنَّ الرجل حملة على (الإنتباهة) بسبب الإعلان المسيء الذي لم نكابر ونعاند وندافع عن أنفسنا تبريراً لنشره إنما أدنَّاه بأكثر مما أدانوه لكن الرجل انتهز ذلك الإعلان ليهاجمني في عدة مقالات وقال في مقال بعنوان (الطيب مصطفى.. شوف ليك غراب جزو).. قال (أود للقارئ أن يتصوَّر ما كان سينضح به قلم الطيب والرزيقي وسعد عمر والحبر نورالدائم والعشرة الكرام لو نشرت الإعلان (الملحد) جريدة الميدان مثلاً!! إن كفارة الإعلان الفاسق أن تُغلق «الإنتباهة» نفسَها بنفسها بالضبة والمفتاح وإلا تقدَّمتُ أنا حسبةً للمحاكم لتكفيرها لأنها دعت إلى خلطة الأنساب)!! صحيفة الميدان التي ذكرها هذا الرويبضة هي بالطبع صحيفة الحزب الشيوعي التي لطالما كتب فيها منذ عشرات السنين ولكن هل فعلاً ينادي الرفيق عبد الله بإغلاق (الإنتباهة) بسبب ذلك الإعلان أم لأنَّ صدورها يومياً ينزل حمماً على رؤوسهم فيُزلزلها زلزالاً؟! كم عدد الذين يقرأون لهذا الرجل وصحيفته التي تعج بأمثاله رغم أنَّ بعضهم لا يشبهونه ثم بالله عليكم هل يحقُّ لشيوعي أن يهاجم (الإنتباهة) ويصفها بالفسق والكفر ويدافع عن صحيفة (الميدان) التي يُعتبر الكفر والفسق عقيدتها الأساسية التي ظلت تروِّج لها منذ إنشائها وهل نسينا تاريخ الحزب الشيوعي وعداءه للدين وهل نسينا الشيوعي الرويبضة الآخر عرمان واعتراضه حتى على إيراد (البسملة) في صدر الدستور الانتقالي؟! بالله عليكم اقرأوا للرجل وهو يكتب معقِّباً على د. الباقر أحمد عبد الله في مقال بدأه بالهجوم على شخصي الضعيف فقد قال الرويبضة (وخلفيتي التي ألمح إليها الباقر أنني شيوعي والحمد لله وسقط عنده بالضرورة علمي بالدين وهذا مطعن مختلف كلف السياسة السودانيَّة تضعضع حزب للكادحين كان ريحانتها وضميرها).. يا سبحان الله هل رأيتم كيف يفاخر بل ويحمد الله على انتمائه للشيوعية التي رأيتُ كثيرًا ممَّن بقي لديهم شيء من الحياء من الشيوعيين يُنكرونها باعتبار أن الشينة منكورة لكن الشيوعي الأمريكي عبد الله يتباهى بها وقد بلغ الثمانين وبات إلى القبر أقرب بل إنه لا يزال يدعو إلى الحزب الشيوعي ويعتبره ريحانة السياسة السودانية وضميرها!! على أنَّ ما يدعو إلى الدهشة أنَّ الرجل ينفي عن نفسه الجهل بالدين وما درى أن مأخذنا عليه ليس الجهل بالدين فكم من كفار مستشرقين يعطون من علوم الإسلام أكثر من أهله لكن العِبرة ليست في العلم إنما في الاعتقاد الذي يجعل هؤلاء ينحطُّون وينغمسُون في حمأة العلمانية المعادية للإسلام بل نجد كثيرين منهم ملحدين (عديل) ولقد عاصرناهم طوال مسيرتنا الدراسيَّة منذ المرحلة الثانوية وحتى اليوم يكيدون للإسلام ويقيمون التحالفات المناهضة له في كل شعاب الحياة فهل يقف الحزب الشيوعي اليوم مع الإسلام أم أنَّه ظلَّ ولا يزال حرباً عليه متعاونًا مع أعدائه قائدًا لجميع التحالفات التي تستهدفه من لدن مؤتمر أسمرا والتجمع الوطني الديمقراطي وحتى قوى إجماع أبوعيسى وميثاق الفجر الجديد (كمبالا) وميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانية الذي دشنته الجبهة الثوريَّة السودانيَّة بقيادة الشيوعيين عرمان والحلو وعبد الواحد محمد نور بل ومنذ إنشاء الحزب الشيوعي السوداني البغيض. كان بإمكاني أن أستفيض وأنبش كثيراً من الغثاء الذي هرف به هذا المسكين لكن هل يستحق القراء أن أضيِّع أوقاتهم في الرد على رجل يخبط خبط العشواء بعد أن فقد البوصلة الهادية ومرجعيَّة الحق المبين؟ أختم بالآية الكريمة من سورة يونس (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ٭ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) صدق الله العظيم.