الداخل لحوادث مستشفى الأطفال أول ما يقابل عند المدخل الحمامات والمياه المتدفقة منها والروائح الكريهة والأوساخ، وعدد من مرافقي المرضى يقومون بغسيل ملابسهم في الساحة المقابلة لمدخل حوادث الأطفال مما أدى إلى تلوث البيئة وتوالد البعوض والحشرات الناقلة للأمراض. وكشفت جولة «الإنتباهة» داخل حوادث الأطفال عن نقص كبير في عدد العنابر وكان ذلك واضحاً من اكتظاظ الأطفال المرضى بالعنابر المتاحة، ويصل أحياناً العدد إلى أربعة أطفال في السرير الواحد خاصة في الأوقات التي تكثر فيها الأمراض مثل فصل الصيف والخريف، وأبدى عدد من مرافقي أبنائهم بالمستشفى استياءهم الشديد من المعاناة التى يجدونها بسبب قلة العنابر وضيقها، وطالبوا بتوسعة المستشفى حتى يتمكن من توفير الراحة للأطفال المرضى بدلاً من اكتظاظهم في أسرّة محدودة. فيما اتفقت المدير الطبي دكتورة إقبال عبد الرحيم مع من سبقوها في الحديث حول قلة العنابر، وقالت: العنابر محدودة وضيقة وأضافت: ل«الإنتباهة» إن المقترحات والتصورات وضعت من قبل أطباء الأطفال المختصين لبناء مستشفى كبير ومتخصص ومكتمل من كل النواحي الطبية الخاصة بالأطفال مبينة أن هذا المقترح وجد اهتمامًا من الولاية والمركز والآن في انتظارالتنفيذ، وقد اقتُرح مكان سوق محصولات الأبيض مقرًا لمستشفى أطفال متخصص، وأشارت إقبال إلى أن الأمراض التى يعاني منها الأطفال هذه الأيام متنوعة منها الإسهالات والنزلات والحساسية وذلك بسبب فصل الخريف مؤكدة أن أمراض الأطفال مرتبطة بالفصول وتزداد في أوقات معينة مطالبة الأمهات بالاهتمام بالأطفال وأشارت إقبال إلى بعض المشكلات التي يعاني منها المستشفى متمثلة في نقص أدوية الطوارئ عند نهاية الشهر نسبة لتزايد الأطفال المرضى، فيما قال المدير الإداري للمستشفى الطيب النيل أن مستشفى الأبيض متعاقد مع شركة تقوم بالنظافة إلا أنه أشار إلى أن عملها ليس بالصورة الجيدة مناشداً مرافقي المرضى الاهتمام بالنظافة وطرح الأوساخ في الأماكن المحددة لها حفاظاً على بيئة المستشفى.. وشكا مشرف المعمل عوض الكريم من ضيق المعمل مطالباً بالتوسعة، وقال إن جميع المحاليل متوفرة ولا توجد بها مشكلات فقط وأوضح أن بعض الفحوصات النادرة تمثل مشكلة لأن الأجهزة المتخصصة لا توجد بالمستشفى.. وقال إن خدمة المعمل وكل الفحوصات تقدم مجاناً للأطفال. فهل تشهد الأيام المقبلة زيارة المسؤولين في المجال الصحي بالولاية مستشفى حوادث الأطفال بالأبيض للوقوف على ما يعانيه المستشفى من نقص الآن لتوفيره حتى يؤدي خدمة متكاملة للأطفال؟ هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.