أول ما يقابلك عند مدخل مستشفى الأطفال بالأبيض الحمامات التي تنبعث منها الروائح الكريهة إلى جانبها مرافقي المرضى يقومون بغسل ملابسهم في مشهد يدل على مدى الإهمال الذي يعيشه المستشفى خاصة في ظل هطول الأمطار ووجود المياه الراكدة وهي المسبب الأول لتوالد الباعوض والحشرات الناقلة للأمراض ووسط كل تلك المشاهد تجد باعة الشاي والمأكولات والمواطنين الزائرين يفترشون الأرض لا سبيل لهم غير هذه البيئة السيئة، ويرى عددٌ من المواطنين أن الجهات المسؤولة عن تهيئة البيئة ونظافتها لا تهتم بالنظافة، وقالوا إن أكثر ما يؤلم تشدُّد العاملين بالغرفة الخاصة بتذاكر ورسوم الدخول للمستشفى، وأبدى عددٌ منهم استياءهم البالغ من تردي الأوضاع البيئية بالمستشفى، ودعوا إدارة مستشفى الأطفال بالأبيض والمسؤولين بوزارة الصحة الاهتمام بنظافة البيئة؛ لأنها تعد الواقي الأول من الأمراض، وقال آخرون ل (الإنتباهة): إن مستشفى الأبيض للأطفال يعتبر أكبر مستشفى في الولاية ويرتاده المرضى من شتى محليات الولاية المختلفة بل من ولايات مجاورة مثل ولاية جنوب كردفان، وقالت المواطنة «منى أحمد الطاهر»: «إن زحمة العنابر أدت إلى زيادة نسبة الأطفال في السرير الواحد حيث تصل إلى ثلاثة في السرير الواحد وفي بعض الأحيان لا يوجد مكان فيجلس المريض إلى أن يتم تخريج آخرين»، وأشارت إلى أن النظافة غير موجودة والعنبر الذي هي به لم تتم نظافته إلا بعد حديثها المستمر مع عمال النظافة أما المواطنة «آمال التجاني» المرافقة لابنها فقالت: إن المستشفى لا يوجد به أي اهتمام لا نظافة ولا جرعات في أوقاتها حتى إن طفلها لديه جرعة والممرضة حتى الآن لم تمر بعد، أما «ماجدة بدوي محمد» فقالت: إن المستشفى به حمامات ولكنها مغلقة مما أحدث ذلك مشقة في التنقل ما بين الطابق الأعلى إلى الأرضي لاستخدام الحمامات الأرضية التي تقع خارج الباحة الداخلية للمستشفى، وأضافت: «أن الزحمة في مقابلة الطبيب في بداية دخول المستشفى تأخذ زمنًا طويلاً مما يؤدي إلى تعب الأطفال»، وطالب أحد المواطنين حكومة الولاية بالاهتمام بالصحة والمواطن، المواطنة «آمنة علي الطيب» قالت: ليس هنالك اهتمام بالنظافة وتوجد الأوساخ، وأشارت إلى أن الحمامات حسب قولها (بالتذاكر).. فيما قالت «المدير الطبي لمستشفى الأطفال بالأبيض» الدكتورة إقبال إن المستشفى يستقبل كل الحالات بالولاية أو أغلبها، وأضافت في حديثها ل (الإنتباهة) أن الوضع في المستشفى ليس مثاليًا لكن الخدمات الموجودة التي يمكن أن تقدّم للطفل تقدّم عند حضوره، وهنالك مصادر أخرى لمساعدة المحتاجين، وأوضحت الدكتورة إقبال أن هذا الزحام ناتج من ضيق العنابر والمستشفى يحتاج إلى توسعة كبيرة حتى يستوعب الأطفال، مشيرة إلى أن هنالك مقترحات لعمل توسعة ومستشفى كبير وغيرها من التصورات التي تنتظر التنفيذ.. وعن النظافة داخل المستشفى قالت الدكتورة إقبال: إن العمال الذين تعينهم الشركات يحتاجون إلى ثقافة أولاً في كيفية التعامل مع نظافة المستشفى بأقسامها المتعددة التي تحتاج إلى نظافة مستمرة غير متوقفة؛ لأن المستشفى على مدار اليوم يستقبل المرضى، علماً أن نظافة المستشفى تتم عبر شركة متخصصة متعاقدة، وقالت: إن المستشفى يعاني من نقص في كادر الممرضين، مطالبة بتفهم مرافقي المريض ومعرفة أن كل وحدة تابعة لطبيب محدَّد، وطالبت بسد النقص مطالبة بالتقدم للوظائف بالحقل الطبي خاصة أن الوظائف موجودة «على حد قولها». ويرى بعض المراقبين أن مستشفى الأطفال بمدينة الأبيض هو المستشفى التخصصي الوحيد بالولاية لذا لا بد للمسؤولين من الحقل الصحي بالولاية الاهتمام به أكثر، وأوضحوا أن على حكومة الولاية وضع تصور للخروج بهذا المستشفى من التردي المريع الذي يعانيه، واتفق عددٌ من العاملين في الحقل الطبي فيما ذهب إليه المراقبون وقالوا إن هذا المستشفى يقدم الخدمات العلاجية لأطفال الولاية ولا بد من الاهتمام به أكثر من أجل مستقبل مشرق لهؤلاء الأطفال وللبلاد، وقالوا إن الصحة تعتبر من الأولويات وطفل معافى يعني «أمة معافاة» وأصبحت الصحة من الضروريات وحال المستشفى يغني عن السؤال؛ لأن التردي في الخدمات يقابلك من مدخل المستشفى ودعوا الجهات المختصة لتسجيل زيارة لهذا المرفق من أجل الوقوف على أوضاعه السيئة والعمل على معالجتها، وإيجاد الحلول العاجلة من أجل تقديم خدمة طبية متميِّزة لأطفال اليوم وأجيال الغد الذين لا يستطيعون دفع فاتورة المستشفيات الخاصة والعيادات الخارجية.