لوقت قريب ظل سعر الدولار في زيادة مستمرة بسبب السياسات المتبعة من الدولة بجانب خروج نفط الجنوب والذي كان له الأثر الكبير على ارتقاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني حيث أثر بصورة كبيرة على زيادة الأسعار بمختلف أنواعها بصورة كبيرة، ومؤخرًا توقع بنك السودان المركزي انخفاض سعر الدولار لأقل من «5» جنيهات خلال الأيام القادمة مؤكدًا استقرار سعر الجنية السوداني حيث توقع نائب محافظ بنك السودان بدر الدين محمود أن تشهد أسعار السلع انخفاضًا لارتباطها بالدولار والتضخم وكشف عن ارتفاع احتياطي المركزي من النقد الأجنبي لاحتياطيات تكفي البلاد للأربعة أشهر القادمة خاصة مع ازدياد تدفقات النقد الأجنبي على البلاد، فيما أكد عدد من التجار بالسوق الموازي انخفاض السعر ما بين «6,320 » جنيهًا و«6,300 » للبيع وأرجع التجار الانخفاض بعد الإعلان عن ضخ النفط إضافة لقرارات بنك السودان الأخيرة والتي قضت باستلام التحاويل بالعملة الأجنبية ومن خلال حديث بنك السودان تفاءلت العديد من الأوساط أن يسهم الانخفاض في استقرار الوضع بالبلاد فيما رأت بعض الأوساط أن الانخفاض لن يستقر خاصة لعدم استقرار الوضع الاقتصادي بالبلاد حيث توقع عدد من التجار أن يعاود الدولار الارتفاع مرة أخرى خاصة أن الانخفاض لم يتخطَّ حاجز الجنيه. ومن المعلوم أن الدولار شهد خلال الفترات الماضية ارتفاعًا ملحوظًا رغم سياسة الدولة التي اتبعتها لمعالجة المشكلة باتباع البرنامج الثلاثي الذي يهدف للمحافظة على التوازن الاقتصادي لتحقيق برنامج الإصلاح المالي لمعالجة اقتصاد ظل متهالكًا ويعاني من شح الموارد و تمدد وسيطرة السوق الموازي لتحديد سعر الصرف للعملات الأجنبية لا سيما الدولار الذي سجل إبان الفترة الماضية ما يقدر بنحو «8» جنيهات في تطور ينذر بخطورة بالغة، حيث أصبحت هي السوق الفعلية الرئيسية للحصول على العملة الصعبة في البلاد بالرغم من محاصرتها من قِبل الجهات المختصة بحظر التجارة غير الرسمية في العملة بعد أن بلغ السيل الزبى ليطول أثر ارتفاع الدولار بصورة مباشرة في حركة وجذب الاستثمار بفقدان المصارف الرسمية السودانية القدرة على توفير دولارات أمريكية. بالرغم من السماح للمصارف التجارية بتداول الدولار دون التقيد بالسعر الرسمي والتي اعتبرت حظر التجارة غير الرسمية للعملة أسهم بصورة كبيرة في انخفاض أسعار الدولار، ومن جهته توقع الخبير الاقتصادي أحمد مالك خلال حديثه ل «الإنتباهة» أن تشهد أسعار الدولاراستقرارًا خلال الأيام القادمة موضحًا أن الانخفاض الآن حقيقي مشيرًا أن الاتفاقية الأخيرة ستسهم في توفر العملات الحره إضافة لدخول كمية من أموال الاستثمارت الخليجية للبلاد مع ارتفاع أسعار المدخلات مشيرًا أنه يعادل ارتفاع أسعار البترول، وطالب بضرورة معالجة السياسات المالية السالبة بمحاربة الأسواق العشوائية والصفقات المشبوهة لافتًا أن ارتفاع الدولار في الفترة السابقة غير حقيقي لارتباطه بالمضاربات بجانب وجود خلل في الاقتصاد لضعف حجم الصادر وارتفاع الوارد للبلاد أما الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي د. محمد الجاك فيرى خلال حديثه ل «الإنتباهة» أن انخفاض الدولار يرتبط بتوقعات الاتفاق على تنفيذ مصفوفة الاتفاق بين الجنوب والشمال مشيرًا إلى أن المتعاملين في سوق النقد الأجنبي يعيشون حالة من التردد في عملية البيع والشراء وذلك لعدم وجود رغبة من جانب الطرف الآخر ومن ثم يحاولون تخفيض السعر، وأكد أن الانخفاض ناتج من عوامل نفسية أكثر من كونها اقتصادية مرتبطة بالعرض والطلب لجهة عدم تصدير كميات حتى اللحظة من بترول الجنوب عن طريق الأنابيب السودانية ومن ثم عدم توفر إيرادات لعملات أجنبية نتيجة لصادر البترول، وقال إن ذلك يحتاج إلى وقت، وأوضح أن الهبوط في السعر مرتبط بتوقعات مرهونة بأحداث جديدة طارئة، وتوقع أن يشهد سعر الدولار تذبذبًا في الفترة المقبلة..
