شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً في سعر الدولار حيث سجل سعره ارتفاعاً وصل في السوق الموازي«7» جنيهات، بينما وصل سعره في السوق الرسمي للبيع «5.998»جنيه والشراء ب«5.9950» جنيه، هذا الارتفاع أثار قلقاً حاداً وسط الدوائر الاقتصادية والمصرفية والمواطنين حيث أدى ارتفاع الدولار إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل السلطات تتدخل، حيث شنت السلطات الأمنية مؤخراً حملات مكثفة تجاه تجار العملة نتج عنها القبض على عدد كبير منهم، وتجميد أرصدة«40» تاجر عملة، مما أدى الى إنخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني بعد ما وصل سعر الدولار في السوق السوداء الى سبعة جنيهات، تلك الحملات كان لها اثر واضح في تدني سعر صرف الدولار حيث شهد سعر الصرف منذ امس الاول انخفاضاً ملحوظاً عما كانت عليه العملة في السابق جراء تلك الإجراءات التي اتخذت للمحاربة والحد من النشاط في السوق الموازي بغية خفض سعر العملات الاجنبية الاخرى والتي قادت الى انخفاض سعر شراء الدولار الى«6.2»جنيه بينما وصل بيعه الى «6.4»جنيه، بجانب انخفاض الريال السعودي الى «1.620» جنيه، وسعر البيع «1.630» جنيه. وفي ذات السياق اعتبر خبير اقتصادي ومسؤول بوزارة المالية فضل حجب اسمه ارتفاع أسعار الصرف بالسوق الموازية أمراً غير مبرر، بل نجم عن هواجس لبعض التجار، ورجح بقوله آن الأوان لكي تتخذ الدولة إجراءات حقيقية لإحلال الواردات وتقليل الصادر بصورة جدية وان تتحكم في سعر الصرف الرسمي، وهناك سعر آخر موازٍ لا يمكن التحكم فيه ولابد من إيجاد معالجات لسعر الصرف لتشجيع الاستثمارات المباشرة بالبلاد ومن جانبه توقع نائب الامين العام السابق لاتحاد الصرافات عبد المنعم نور الدين في حديثه لنافذة المهاجر ان تظل اسعار الدولار غير ثابتة مالم يستقطب بنك السودان المركزي موارد نقد اجنبي في شكل قروض أو هبات او زيادة حصيلة الصادرات الأمر الذي يجعل المعروض اكثر ويؤدي الى هبوط تدريجي في الأسعار، علماً بان ارتفاع سعر الدولار محكوم بالعرض والطلب، مبيناً ان ما حدث من ارتفاع في الايام الماضية وخاصة بعد توقيع الاتفاق مع دولة جنوب السودان بعض الذين الدولار اتخذوا ملاذاً آمناً لعملاتهم لاعتقادهم بدء ضخ البترول الذي يؤدي إلى هبوط أسعار الدولار بعد ضخ البترول. مشيرًا إلى أنه حدث العكس الامر الذي زاد الطلب على النقد الاجنبي وارتفعت الاسعار كما في السابق.وفي سياق متصل قال الخبير الاقتصادي والمصرفي محمد ابراهيم محسي في حديثه ل«النافذة» إن سعر الدولار يخضع ويتاثر بسياسة العرض والطلب وهي عملية واضحة ليس بها غموض، واضاف ان المشكلة الحقيقة التي تواجه تذبذب سعر الدولار ما بين انخفاض وارتفاع هو عدم وجود موارد للدولار من الخارج وكان الاعتماد الكلي على البترول فقط لذلك اختفى الدولار نهائياً، واصبح السوق الاسود هو الرائد في هذا المجال. واكد الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية د.عصام الدين بوب ان سياسات الدولة هي التي خلقت السوق الموازي حيث انهار الجنيه بفعل هذه السياسات وقال ان السوق الموازي خلق نوعاً من العملة الاجنبية حتى أصبحت سلعة مثل اي سلعة استهلاكية، واصفاً ذلك بتخبط السياسات الاقتصادية التي لم تحسب قدرة الدولة على تزويد السوق الموازي للعملات الاجنبية.