اختصار وتقليل للتكاليف تروي منى إبراهيم المتزوجة منذ ثلاثة أعوام تجربتها قائلة تعرفت على زوجي من خلال العمل وهو شخصية مشهود له من الجميع بحسن الخلق والتدين، لذلك لم أتردد كثيرا عندما طلب مقابلة أهلي بغرض التعارف والخطوبة وقد جاء بصحبة أعيان أسرته وكنت في تلك اللحظات اقف على ترتيبات استقبال الضيوف، وتفاجأت بعمي يخبرني بأن الخطوبة أمر غير منطقي وبها إضاعة للعمر في الخروج بدون جدوى، وطالما اننا نعرف بعضنا جيدا فقد تقرر استبدال الخطوبة بالعقد وقد كان الأمر بمثابة مفاجأة حقيقية وتسلل الغضب الى نفسي في تلك اللحظة لاننا اتفقنا على اشياء محددة، ولكنني اكتشفت بعد ذلك مدى الفائدة التي عادت علينا بهذه الخطوة المباركة التي اختصرت علينا الكثير من العادات والتكاليف لذلك لدي قناعة راسخة بأن العقد مبارك ويختصر العديد من التكاليف الباهظة، وأنصح كل فتاة بضرورة مراعاة العقبات التي تصاحب الخطوبة. صدمة حقيقية وبدوره أكد الأستاذ محمود العاقب الموظف بأنها وسيلة بدأت تلجأ اليها الأسر أخيرا لاعتبارات عديدة ظهرت في المجتمع، وقد عشت هذه التجربة عندما ذهبنا لخطبة أخي الأكبر وتفاجأنا بأهل العروس بتغيير كل الترتيبات للعقد بدلا عن خطوبة وكان المأذون حاضراً ينتظر لحظة قدومنا فقط لإكمال المراسم وكان الأمر بمثابة صدمة خاصة واننا لم نحضر وفي نيتنا العقد لذلك لم نقم بتحضير مستلزمات العقد، كذلك لم يذهب والدي أو أعمامي لان الخطوبة في نظرهم شيء بسيط وعن نفسي هذا السلوك غير مقبول إلا في حالة واحدة اذا كان هناك اتفاق مسبق بين الطرفين ام غير ذلك فهذا ما لا أقبله. خير البر عاجله فيما ترى صفاء أحمد موظفة بأن القضية تصب في خانة سترة الحال أكثر من الاستغلال وعزت ذلك للأحوال الاقتصادية وارتفاع نسبة العنوسة وسط الشباب بصورة عامة بجانب ارتفاع تكاليف الزواج، ولذلك هي اختصار للوقت أكثر من كونها استغلالاً ولكن للاسف الكثيرين يرونه استغلالاً، وهذا بالطبع مفهوم خاطئ لان العقد معترف به في الشرع ومن خلاله يحق للفتاة الخروج معه بصفة زوج وبصورة شرعية والإسلام أوصى بضرورة تسهيل الزواج وتبسيط الإجراءات وقوله خير البر عاجلة أفضل تعبير. اتفاق مسبق ويؤكد متوكل الهادي موظف أن هناك العديد من الأسر التي لا تعترف بالخطوبة ولا يميلون إليها لهذا يختصرون المسافة بعقد القران، وفي اعتقادي أن جيل اليوم أضحى يعي الأبعاد الاقتصادية والتكاليف الباهظة للزواج لذلك نجد أن هناك اتفاقا مسبقا يتم بين الطرفين وأسرهم على اعلان حضورهم بغرض الخطوبة وأنهم تفاجأوا بعد ذلك بنية استبدال الخطوبة بعقد قران، وهذا الجيل بالطبع ليس كالجيل الماضي فطبيعة الحياة أتاحت لهم الفرصة للتعارف مما يسهل من تحويل التعارف إلى عقد قران مباشرة. مولانا محمد أحمد الكباشي قال إن الشرع أباح للخاطب أن يرى من مخطوبته وجهها ويديها حتى يتبين ملامحها ليكون أدعى إلى القبول بينهما والمعروف أن المرأة تصبح زوجة شرعاً بعقد شرعي صحيح والأحاديث الشريفة التي تدل على مشروعية نظَر الخاطب إلى مخطوبته كثيرة منها ما رُوِيَ عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خطَب أحدُكم المرأةَ، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فلْيَفعلْ، قال جابر: فخطبتُ امرأةً فكنْتُ أَخْتَبِئُ لها تحت الكَرَبِ أصول سعف النخل الغِلاظ حتى رأيتُ منها بعض ما دعاني إلى نكاحها فتزوَّجْتُها. فالعقد يبيح لهم الفرصة للخروج مع بعضهم البعض دون رقابة وهي زوجته شرعا ويحق له معاملتها كزوجة لأنه إذا حدث فراق بينهما لا قدر الله تستحق نصف المهر والعديد من الجوانب الأخرى. ونصيحة لكل أب مراعاة مصلحة بناته ووضعه في الاعتبار.