كما ألفنا دومًا ان صدر الوطن السعودي الكبير يتسع لكل جنسيات العالم التي تأتيه بحثًا عن لقمة العيش الكريمة، وتتسع قلوبهم اكثر لكل القادمين اليهم على اختلاف مشاربهم، والصورة الشاملة تعطينا مدلولاً واضحًا وصريحًا عن تميز بعض القادمين اليهم، واخص هنا السودانيين الذين يتعايشون ويعيشون بهدوء ودون ضجيج، وهذا ليس ببعيد عن كلمات الاستحسان والاشادة التي يؤكدها الشعب السعودي باسهامات الشعب السوداني في تطور وبناء مملكتهم منذ اكثر من خمسة عقود مضت وكانوا وما زالوا بينهم وينتمون لهم بمشاعر صادقة ومختلفة عن بقية الشعوب التي تأتي للعمل. وتتضح الصورة اكثر من خلال المشاركات في الافراح والاتراح وتقديمهم لصورة جميلة عن طبيعة الشعب السوداني وتعودهم على الصدق والنزاهة وتشبيههم لهم «بالذهب الذي لا يصدأ ابدًا حتى ان انهكهم التعب». الخصال الجميلة التي تصاحب السودانيين اينما حلوا وآثارهم الواضحة في كل المجالات سواء في الجانب التعليمي او الوظيفي تجعلنا نقول ان مجمل المشهد يظل الانسان السوداني من افضل الجنسيات التي عاشت وتعايشت بالمملكة العربية السعودية وهذا سلوك ثقافي نتاج اسبقيتهم المعرفية وعقليتهم المتسمة بالوقار والشفافية ونقاء السريرة، وانهم ثوب ساتر لكثير من العيوب والثقوب الاجتماعية التي تنتج لتداخل الثقافات المختلفة.. وحالة القلق التي يعيشها كثير من السودانيين المقيمين بالمملكة والترقب على خلفية الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية بترحيل المخالفين لنظام الاقامة والعمل، خاصة ان اعدادًا كبيرة منهم لا يعملون مع كفلائهم، كما تسيطر المخاوف على من تبقى منهم الذين أتوا في رحلات الحج والعمرة او الزيارة تدعونا لإرسال نداء عاجل لأولئك الذين باغتتهم الغربة على حين غرة بحتمية النظر لأوضاعهم هذه بعين بصيرة وعميقة حفاظًا على الصورة الجميلة التي رسخت بدواخل الشعب السعودي وحفاظًا على النظم والقوانين لدولة ذات سيادة وعراقة ووطن شامل يجمع الكل..