سلسلة من الحرائق والنيران شهدتها أنحاء متفرقة من القضارف ألقت بظلال سالبة على عاتق المسؤولين بالولاية وتركت العديد من الأسر والضحايا من المتضررين في العراء يسألون الله الفرج إضافة إلى كثير من علامات الاستفهام والتي تحتاج إلى الإجابة عنها في ظل الخسائر المادية التي لحقت بالأسر المتضررة ولم تقف ألسنة اللهب عند هذا الحد بل امتدت حتى وصلت إلى خسائر في الأرواح.. إنه قضاء الله وقدره، نعم، ولكن أن يصل الحد الى أكثر من «500» منزل في غضون شهرين فقط «مارس/ابريل» الذى لم ينتهِ بعد فكل المؤشرات تؤكد ان هناك قصورًا من قبل ادارة الدفاع المدني بالقضارف بالرغم من جهودها في التصدي بحجة عدم توفر الماء بالمدينة فاحتراق أكثر من «35» منزلاً داخل المدينة وعلى بعد أقل من كلم من مقر وجود إدارة نجدة الدفاع المدني بجانب احتجاجات الأهالي من المتضررين والذين قاموا بإغلاق الطريق تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك تواضع إدارة الدفاع المدني وضعف ادائها بالرغم من الاقرار والاعتراف بعدم توفر المياه بحسب حديث معتمد بلدية القضارف محمد عبد الفضيل السني والذي أوضح في حديثه ل «الإنتباهة» أن هناك ضعفًا للعربات العاملة في إدارة الدفاع المدني إضافة الى ان الولاية تعاني أصلاً من أزمة مياه حادة خلال هذه الفترة حيث أوضح السني أن هناك «500» بلاغ لإدارة الدفاع المدني على مستوى الولاية للحرائق فالأمر يحتاج الى مراجعة شاملة في كل النواحي خاصة فيما يتعلق بالمباني التي تشيد بالمواد الأولية «القش» فهي السبب الأول والأخير لنشوب الحرائق وانتشارها بشكل كبير ومثير يبدو ان حكومة ولاية القضارف كانت خلال الايام الفائتة فى نوم عميق وعليها ان تفيق من غفلتها ومن نومها وتترك السفر والرحلات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وفي ظل الغياب التام لها في الأيام الماضية في وقت يحترق ويكتوي فيه مواطنو الولاية من نيران الحرائق ونيران الأسعار حيث قضت النيران على اكثر من «500» منزل واتلاف اكثر من «200» جوال من الذرة وأكثر من «20» جوال سمسم إضافة الى مبالغ طائلة من الأموال داخل تلك البيوت والمنازل المحروقة وتشريد أكثر من«400» أسرة هم الآن يفترشون الأرض في «صمصم» ويلتحفون أثواب السماء فالحريق الهائل كان بمحلية الرهد بمنطقة أم مثان والذي قضى على «285» قطية وراكوبة خلال الأيام الفائتة والتهم «120» جوال ذرة بجانب «34» رأسًا من الماشية و«20» جوال سمسم وأدى إلى تشريد أكثر من «300» أسرة في العراء فيما هرع والي القضارف بالإنابة الدكتور موسى بشير موسى إلى مكان الحريق ولكن كان وحده هناك، أما المسؤولون في الوزارات الأخرى عشرات فشغلتهم الأسفار والترحال دون أن يجني ثمارها أهالي الولاية الذين يدفعون رواتبهم ولكن كان ديوان الزكاة موجودًا عبر امينه العام عبد الحاكم علي وداعة الله حيث قدم الديوان دعمًا عاجلاً للأهالي من المتضررين كما أعلن عن دعم برنامج إعادة تخطيط القرية والمساهمة في بناء منازل للمتضررين بالتعاون مع محلية الرهد للحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم الزراعية. من جهته وجه الدكتور موسى بشير موسى والي القضارف بالإنابة بابتعاث فريق هندسي وإداري لإجراء ترتيبات مع محلية الرهد لإنفاذ تخطيط المرحلة الثانية لمشروع الرهد بالتضامن مع متضرري حرائق «أم مثان» وتكوين لجنة شعبية لإعادة تخطيط وفتح المسارات والطرق للحفاظ على الممتلكات والأرواح بالمنطقة وقد ادت الحرائق الى حرق وتفحم طفلتين شقيقتين اثر اندلاع حريق هائل شب بداخل منزلهما بحى سلامة البى ببلدية القضارف والذى قضى على «7» منازل، وقال معتمد البلدية محمد عبد الفضيل السنى ان الحريق شب بمنزل المواطن آدم عبد الله قضى على «7» منازل كان بداخل احدها الطفلتان الشقيقتان ترتيل وتبيان بكري محمد إسماعيل مؤضحًا أن أسباب الحرائق دائمًا ما تكون تماسًا كهربائيًا او نارًا كاشفة الى جانب نشوب حريق هائل على «36» منزلاً بحى كرفس بولاية القضارف الايام الماضية ادى لتدمير معصرة بها اكثر من «40» جركانة من الزيوت و«30» ألف جنيه بالمعصرة إضافة إلى حرق «18» الف جنيه بداخل احد المنازل، وابلغ المتضررون الذين قاموا بإغلاق طريق الإنقاذ «السوق الشعبي» «الإنتباهة» أن أسباب الحريق ناتجة من تماس كهربائي ولكن تأخُّر عربات الاطفاء ادى الى تفاقم الحريق الى جانب عدم توفر الماء بحي كرفس الأمر الذي ادى لهياج من قبل المتضررين فقاموا باغلاق الطريق لمدة ثلاث ساعات، ومن ناحيته وجه معتمد القضارف محمد عبد الفضيل السني الهلال الأحمر بعمل خيام للمتأثرين من جراء الحريق ووعد بحل مشكلة المياه التي يعاني منها حي كرفس كل هذا يشير الى اعادة النظر للمباني من المواد الاولية وعلى حكومة الولاية ان تعمل على اعادة المشروع الذي طرح قبل فترة والقاضي بتغيير نمط السكن الى مواد ثابتة والذي تبنته الولاية ونال رضاء اهل الولاية وقد آن الاوان لمراجعة ذلك المشروع الذى يعتبر بمثابة الحلم لاهل الولاية بعد سلسلة الحرائق التى اقعدت الحكومة وارهقتها قبل المواطن الذى فقد المأوى والمال والابناء فهل وعي المسؤولون الدروس والعبر..؟ ام ان الاحداث الجسام التى عانى منها اهالى الولاية واحتراقهم المًا وحسرة وهم يرون ابناءهم وفلذات اكبادهم يروحون ضحايا لألسنة النيران واللهب؟ وهل ستمر هذه الأحداث كغيرها كأن شيئًا لم يكن؟.