بتشريف السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ولفيف من الوزراء وقادة القوات المسلحة ومحافظ بنك السودان وعدد مقدر من مديري البنوك والمؤسسات المالية دُشِّن قيام المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر، وهي المؤسسة المالية المتخصصة في توفير التمويل الأصغر لمنسوبي القوات المسلحة في الخدمة وفي المعاش.«اتكاءة محارب» وثقت الاحتفال في هذه المساحة. إن العقيدة التي يدخل بها منسوبو القوات المسلحة لشرف الجندية تجعل من كل حامل سلاح يدافع به عن مكتسبات الأمة مشروع شهيد أو جريح أو الذود بثمرة شبابه لهذا الشرف.. لذلك وبمبادرة كريمة من وزارة الدفاع في سعيها لإدماج العاملين الحاليين والسابقين بها في القطاع المالي والمصرفي وتمكينهم من الخدمات المالية وغير المالية التي تقدمها برامج التمويل الأصغر باعتبارها واحدة من الأدوات الفعالة للتقليل من حدة الفقر وزيادة الإنتاج وتوسيع وتجويد مظلة التمويل الأصغر لتستهدف بخدماتها ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة الموجودين في الخدمة والذين تمت إحالتهم للتقاعد وكذلك أسرهم وذلك بتوفير الفرص التمويلية والتدريبية بجانب الخدمات الأخرى. اهداف المؤسسة الوطنية للتمويل الاصغر تتمثل أهداف المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر فيما يلي: 1/ المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق توفير فرص العمل الحر لمعاشيي ومنسوبي القوات المسلحة وأسرهم. 2/ العمل على إنشاء نشاطات اقتصادية مدرة للدخل لمعاشيي ومنسوبي القوات المسلحة وأسرهم في مناطق إقامتهم للعمل على إعادة الاستقرار والتوطين في الريف. 3/ تبني المشروعات الجماعية ذات العائد المجزي مما يمكن التمويل الأصغر من لعب دور أكثر فعالية لصالح معاشيي ومنسوبي القوات المسلحة وأسرهم. 4/ التنظيم والتجمع لأنشطة التمويل الأصغر في وحدات كبيرة ذات حجم اقتصادي كالتعاونيات والحاضنات ومراكز الخدمات المشتركة.. إلخ، للاستفادة من اقتصاديات الحجم الكبير وفرص التمويل واستخدام التقنية الحديثة. 5/ تشجيع وتمويل المشروعات التي تتكامل مع الأنشطة الصناعية المتوسطة والكبيرة للقوات المسلحة وفق مناهج سلسلة القيمة والمقاولة من الباطن. 6/ تيسير وصول خدمات التمويل الأصغر المالية وغير المالية للزبائن من معاشيي ومنسوبي القوات المسلحة وأسرهم وذلك عن طريق التحويلات الإلكترونية والفروع المتحركة والوكالات الريفية والوسائط وغيرها. 7/ تشجيع الادخار عن طريق حفز المدخرات الصغيرة للاستفادة منها في تأمين مستقبل زبائن التمويل الأصغر. ولاستخدامها كموارد إضافية وبالطريقة التي تتلاءم وطبيعة نشاط المشروعات الصغيرة والصغرى. 8/ العمل على التدريب الفني لمعاشيي ومنسوبي القوات المسلحة وأسرهم للمساهمة في تطوير أساليب العمل وزيادة الإنتاجية ونقل التقانة. 9/ العمل على التحول من التعامل على الأسس النقدية البحتة المعتمدة على أسس التمويل التقليدي إلى أسس التمويل المعتمدة على الثقة في الزبون والمبنية على جودة المشروع. 10/ المساهمة في نشر ثقافة العمل الحر بين منسوبي القوات المسلحة وأسرهم. الرئيس يتحدث قال المشير عمر البشير رئيس الجمهورية كلمات يجب أن يعيها القائمون بأمر إدارة هذه المؤسسة الوليدة حتى تسير على هدى وبصيرة وتسهم إسهاماً واضحاً في توفير التمويل الناجح والذي يساعد في خلق فرص العمل ويزيد الإنتاج ويحارب الفقر. وتحدَّث رئيس الجمهورية عن دور هذه المؤسسة في توزيع الدخل وذكر حديثاً قوياً عن تركيز التمويل لدى بعض الذين يموِّلون بمبالغ تفوق حجم ورأس مال هذه المؤسسة وهذه إشارة قوية للبنك المركزي والبنوك للحد من تركيز التمويل، وأشار أيضاً إلى التدريب وبناء القدرات الذي أسهم فيه البنك المركزي حتى قام بتدريب ألف موظف على التمويل الأصغر ودفع بهم للمصارف ليتولى إدراج التمويل الأصغر وفي ذلك إشارة واضحة إلى ضرورة مد ورفد هذه المؤسسة بعدد مقدر من هؤلاء الذين تدربوا على أسس ونظم التمويل الأصغر وذلك ضماناً لنجاح المؤسسة حتى تسير في الطريق والخط الذي رُسم لها.. وهذا حديث طيب إذ أن بعض المشروعات الصغيرة والمزارع التي تمت لبعض المعاشيين لم تُتح الفرصة للإدارة القائمة عليها بتولي زمام إدارتها بشكل كامل مما جعلها تُدار بواسطة شركات كبرى بعيداً عن مشاركة أصحابها في إدارتها أو خلق «مؤسسة» جسم يترتب له قانون لإدارة هذه المشروعات الصغيرة وأصبح المعاشيون ليسوا على مقربة من مشروعاتهم بل تتولى جهات أخرى ذلك ولا يعود للمعاشيين شيء يُذكر. بل ظل كثير منهم لا يعلم عن مؤسسته شيئاً، وأصبح هذا النموذج «القديم» نموذجاً لا يحقق الغرض المؤمل فيه ، ولكن قيام هذه المؤسسة والتي وُلدت بأسنانها وبدعم من وزارة المالية والبنك المركزي وولاية الخرطوم رئيس اتحاد المصارف هذا الحضور والالتزام الذي أعلن من هذه الجهات ضمان لانطلاقها بقوة ولقد أثلج صدري حديث السيد رئيس اتحاد المصارف - مساعد محمد أحمد الذي ذكر تجربة تمويل البنك الفرنسي الذي كان مديراً عاماً له في تمويل المعاشيين من القوات المسلحة والتزامهم بالسداد بشكل كامل والأخ مساعد مدير بنك التنمية الصناعي لديه نافذة تمويل أصغر الآن في برج المعاشيين وهذه شهادة للإخوة المعاشيين في حسن التزامهم وسداد ما عليهم من التزامات مالية عند حصولهم على تمويل من المصارف وهذه شهادة يجب أن يعتز بها. عودة لحديث رئيس الجمهورية وعودة لحديث السيد رئيس الجمهورية عن تركيز التمويل حيث قال إن بعض الممولين يهربون إلى خارج البلاد بعشرات الملايين من الجنيهات وجزء من هذه الأموال التي تمنح ربما لشخص واحد كفيلة بتسيير هذه المؤسسة التي من المؤمل أن يستفيد منها آلاف الناس، وهذا حديث يمثل درساً مفيداً للمحلية الاقتصادية حول توزيع الدخل بين فئات المجتمع وفئة العسكريين عموماً لا تنعم إلا بالشيء القليل من «كيكة» التمويل إن لم نقل كيكة الدخل. مدير المؤسسة إننا نشيد بقيام المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر ونشد على أيدي القائمين بأمرها.. ولقد استمعت لحديث مديرها العام الدكتور الشاب وليد شيبون وهو من أكثر الشباب معرفة بأسس التمويل الأصغر، ولقد عكف فترة طويلة للإعداد لقيام هذه المؤسسة على أسس ثابتة تضمن نجاحها إن شاء الله في توفير التمويل الأصغر لهذه الفئة التي تجد من الشعب السوداني التقدير والعرفان وبالتالي يجب وعلى الدوام أن تجد من القطاع المالي الدعم المالي المباشر وهذا ما لمسته من حديث السيد علي محمود وزير المالية ومن الدعم «والخصوصية» وهذا ما سمعته من د. محمد خير الزبير محافظ البنك المركزي وكذلك الاهتمام بشريحة المعاشيين وإتاحة فرص العمل لهم في مؤسسات ولاية الخرطوم وهذا ما ذكره الأخ د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم وما قاله الأخ د. عبد الحليم المتعافي من حديث حول الاهتمام بتسخير التمويل الأصغر نحو الزراعة لأن الأسعار العالمية مستقرة والطلب عال ومتنامٍ.. واقترح على السيد المتعافي أن يفك أسْر حواشات المعاشيين «المأسورة» لدى إحدى مؤسسات القطاع الخاص حتى يستثمرها المعاشيون من خلال توفر التمويل الأصغر لهم بدلاً من الانتظار «365» يوماً لاستلام فقط ألف جنيه إيجار الحواشة. شكراً للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى لإذنه بقيام هذه المؤسسة الداعمة والراعية لأفراد القوات المسلحة في الخدمة والمعاش وهنيئاً للعسكريين بها.