منذ اندلاع الحرب في جبال النوبة بين الحكومة والحركة الشعبية في السادس من يونيو 2011م «قبل انفصال الجنوب» بسبب اختلاف الرأي العام السياسي في إدارة أزمة الحكم ووضع خاص بموجب الاتفاق الشامل «2005م» وجاء بعد ذلك ما يُعرف بالمشورة الشعبية وما صاحبتها من إجراءات إحصائية وانتخابية ولم يتم الالتزم بالأسس والقواعد الشرعية وعلى إثر ذلك اندلعت الأحداث المؤسفة التي كانت الشرارة الأولى لاندلاع حرب التطهير العرقي في السودان من قبل الحركة الشعبية، وما يحدث الآن بأبو كرشولا بعد أن نفذت الجبهة الثورية وقطاع الشمال هجومًا كاسحًا عليها ونقلها لأول مرة في تاريخها إلى العمق السوداني بممارسة حملة تطهير عرقي وإبادة جماعية في مدينة أبو كرشولا الواقعة على بعد «350» كليو مترًا في اتجاه الجنوب الغربي من الخرطوم، والذي وصفه المؤتمر الوطني بأنه يأتي في إطار المخطط الصهيوني الذي يسعى إلى تمزيق البلاد.. ورغمًا عن ذلك لم تألُ الجبهة الثورية في دفاعها المستميت عن نفسها ونفيها تعرضها للمواطنين بسوء وتشديدها لجنودها على عدم التعرض للمواطنين أو ممتلكاتهم. ويرى بعض المراقبين أن الانتهاكات التي قامت بها قوات الجبهة الثورية في المنطقة، والتي من بينها استخدام المواطنين دروعًا بشرية، وقتل الأطفال واغتصاب النساء والتي تؤكد المستندات والوثائق ذلك لم تجد أذنًا صاغية وعينًا بصيرة من المجتمع الدولي، فصمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم عار على جبين الإنسانية بما في ذلك الأممالمتحدة المعنية بحماية حقوق الإنسان واللاجئين والمدنيين لم تفعل شيئًا، والتي تتطلب فرض عقوبات رادعة فى مواجهة مرتكبي هذه الانتهاكات والتصفيات العرقية في هذه المناطق. ما يدعو للدهشة أن حملة التطهير العرقي وُجّهت لقبائل بعينها دون غيرها قصدها جنود الجبهة الثورية والتي وصفها الكاتب الصحفي المعروف يوسف عبد المنان بأن فصول المأساة الحقيقية اتضحت في موت الأطفال والنساء عطشًا وهم يهيمون على وجوههم في العراء، ولا يزال سكان القرى حول «أبو كرشولا» يهيمون في الأودية بحثًا عن حصن آمن.. وأكد أنه بدأت تصفية حسابات قديمة بين مكونات «أبو كرشولا»، حيث استنصر كل صاحب «ضغينة» قديمة بالتحرش بالسكان الأسرى، ولم تميِّز الحركة الشعبية في حرب الإبادة التي تقودها ما بين «العرب» و«الحوازمة» وقبائل «تقلي» النوبية.. وقد استهدفت الحركة أولاً قيادات «تقلي»، بعد أن اتخذت منزل أحد القيادات في المنطقة مقرًا لها بعد استهداف خلاوي منطقة «أم بركة» واحتلالها.. ما ترتب على العمليات التي قامت بها الحركة في مناطق أبو كرشولا وأم بركة والله كريم وأم روابة واقع جديد تشكَّل في المنطقة، وهجرة واسعة للسكان وتمدُّد للحركة في مناطق كان يصعب عليها أن تصل إليها في السابق. جرائم الهجوم على أيو كرشولا لم تقتصر على التطهير العرقي بل تعدت إلى اغتصاب طالبات المدارس الثانوية على مرأى ومسمع من ذويهنَّ، واستهداف إرهابيي الحركة الشعبية للعرب دون غيرهم.. وذبح للمواطنين، وبلغ حجم المتضررين من العدوان على أبو كرشولا حتى الآن أكثر من «6» آلاف مواطن ومواطنة بينهم أطفال رضع وتلاميذ صغار وطلاب في سن الشباب والصبا. السؤال الذي يقفز للأذهان: هل صمت واشنطن عن الإدانة يعني مباركتها لهذه المجازر والإبادة الجماعية في جنوب كردفان؟ وهل ترحيبها «عبر صمتها المتواطئ» بهذه المجازر وحملات التطهير العرقي وذبح المواطنين في الخلاوي والمساجد يعد كرت ضغط جديد تلوح به في وجه الخرطوم لتنفيذ مخططاتها الصهيونية التي تدفع بها إسرائيل للدخول للسودان عبر أوسع أبوابه التي لا تجد الحماية الكافية؟... إذن حدث كل ذلك وسط صمت مخجل للمجتمع الدولي.