اتسمت العلاقات السودانية القطرية الأزلية بالتطور في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وخاصة المجال الاستثماري حيث لجأت الشركات القطرية إلى تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية في البلاد في شتى المجالات سواء كانت في المجال الزراعي وإنشاء المدن السياحية فضلاً عن الاستثمار في مجال العقارية والصرافة والثروة الحيوانية، وسوف يكون هناك مستقبل طيّب وظاهر للشركات القطرية للاستثمار في السودان في الفترة المقبلة، ويعود ذلك للإرادة القويّة لدى القيادة في البلدين لتطابق الرؤى بينهما، لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك وخلق فرص واضحة و شراكات إستراتيجية واستثمارية ناجحة، حيث قدر الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار السوداني حجم الاستثمارات القطرية الحالية في البلاد بأكثر من «ملياري» دولار وتوقع أن تقفز إلى أكثر من «3» مليارات مع دخول قطاعات جديدة كدخول شركة قطر للتعدين والتي سوف تعمل في «7» مربعات ومتوقع أن تستثمر بأكثر من مليار دولار في هذا المجال، وقال الوزير إن الاستثمارات القطرية في السودان تتسارع بوتيرة عالية في مجالات مختلفة متوقعاً أن تشهد هذه الاستثمارات طفرة كبيرة في السنوات المقبلة مع دخول مستثمرين جدد من القطاع الخاص الذين زاروا السودان مؤخرًا، ولفت إلى أن الاستثمارات الخليجية هي الاستثمارات الرئيسة في السودان إلى جانب استثمارات الاستثمارات الصينية والتي تحتل المرتبة الأولى في قائمة المستثمرين إضافة إلى استثمارات ماليزية وتركية وأوروبية وروسية وباكستانية وهندية وعربية وفي حديث صحفي سابق للسيد حمد بن جوهر آل محمد العضو المنتدب وعضو مجلس رجال الأعمال القطري السوداني أن العلاقات القطرية السودانية تشهد تطوّرًا ملحوظًا في المجال الاقتصادي، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من دخول الاستثمارات القطرية للسودان، لافتًا إلى أن قطر تعهّدت بإعطاء السودان النصيب الأكبر من استثماراتها على مستوى القطاعين العام والخاص، وأضاف أن قطر والسودان تتجهان إلى تجاوز تحدّيات الاستثمار في البلدين عبر الدخول في شراكات وتكتلات اقتصادية من شأنها خدمة مجتمع البلدين تنمويًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، وخدمة البشريّة، خاصّة أن الفاو وضعت السودان من بين ثلاث دول يُمكنها تحقيق اكتفاء العالم من الغذاء وهي: (السودان استراليا وكندا). وفي ذات السياق قال الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم د. محمد أحمد الجاك في الفترة الأخيرة اتجه السودان لجذب الاستثمارات الأجنبية، والاستثمارات القطرية على وجه الخصوص، وتعتبر قطر من أهم المصادر للاستثمار إذا حسب ذلك على نطاق العالم العربي، فدولة قطر تهتم كثيراً باستثماراتها في السودان نسبة لما هو متوفر من مواقف، فالتجربة القطرية في مجالات الاستثمار كانت ناجحة جداً في العديد من البلدان وهذا انعكس على خلق بيئة استثمارية مستقرة بحكم مشاركتها في حل بعض القضايا المرتبطة بالتنمية والاستقرار في السودان، والاستثمارات في قطاع الصناعة والزراعة ليست بالحجم الذي يتوقعه السودان، ويمكن لقطر أن تستثمر بأموال كبيرة أكبر ما هو عليه الآن في هذه القطاعات، ولكن بالرغم من ذلك فإن مجالات الاستثمار القطرية في السودان مجالات مهمة جداً، واعتقد ان الاقتصاد في المدى البعيد سوف يستفيد منها، ولا شك أن الاستثمارات القطرية تفيد السودان كثيراً خاصه في مجال السيادي خاصة في مجال البترول والغاز، وتنشيط الأسواق ويمكن لقطر أن تلعب دورًا كبيرًا بحكم وجودها في اتحاد دول الخليج، وهذا ما يحتاجه السودان والاستثمار في قطاعات كالسياحة والتجارة والبنيات الأساسية وتوليد الكهرباء ومراكز الاتصالات، واعتقد أن تجربة الاستثمارات القطرية في السودان تكون نموذجًا لجذب استثمارات عربية وخليجية وتكون إضافة للنجاحات التي حققتها في السودان، وتوقع الجاك تدفق المزيد من الاستثمارات لأن الدولة هي التي تقف وراء دعم المستثمرين وإرسالهم للسودان خاصة للمناطق المحتاجة إلى تنمية ولكي تعيد الاستقرار في تلك المناطق.