شكلت المرأة وجوداً فاعلاً في صفوف القوات المسلحة وذلك لما تتمتع به من قدرات ومهارات وفنيات وأثبتت ذلك بياناً عملياً عندما انخرطت في سلك الجندية تحمل السلاح وتضمد الجراح ولعل أبرز هذا الوجود ظل متواصلاً جيلاً بعد جيل في السلاح الطبي سابقاً الإدارة العامة للخدمات الطبية (اتكاءة محارب( دخلت هذا العرين لتوثق هذه المسيرة الممتدة والزاخرة بالعطاء. المرأة القوات المسلحة بدأ توسع القوات المسلحة بإنشاء السلاح الطبي وقد كان المستشفى المدني يقدم الخدمات الطبية للعسكريين ولكن نسبة للتطورات الجديدة وبعد مسارح العمليات من المراكز التي بها مستشفيات تم تكوين مستشفيات ميدانية متحركة تابعة للجيش السوداني وقد كان ذلك في عام «1955م» تلى ذلك إنشاء سلاح الطيران في عام «1956م» زاد التوسع فانشأ في السلاح الطبي القسم الخاص بالحريمات. أول تجربة تمت أول تجربة لتجنيد المرأة في القوات المسلحة السودانية عام «1958م» بالسلاح الطبي وفق لوائح وقوانين القوات المسلحة وأول من التحق في هذه المهنة هي فاطمة أبو بكر ثم لحقت بها اثتنا عشر امرأة في نفس العام للعمل كممرضات وقابلات. أولى المجندات في القوات المسلحة تعتبر المقدم فاطمة أبوبكر عبد الله أولى المجندات في القوات المسلحة ولدت بأم درمان عام «1928» تلقت تعليمها الابتدائي بمدرسة مس ميللر (حالياً الموردة( ثم الوسطى بحي الشاطئ ثم الثانوي بمدرسة بيت الأمانة بعد ذلك التحقت بمدرسة التمريض التأسيسية بأم درمان ثم درست كورس البندكس الذي نالت بعده شهادة التمريض العالي في إدارة المستشفيات، تقدمت للعمل بالمستشفى العسكري قبل أن يتم أي إعلان عن إدخال النساء في هذا المجال إلا أنه وللحاجة الماسة لعلاج أهل الضباط وافق اللواء الشلالي قائد السلاح الطبي في ذلك الوقت على تعيينها لتفتح أول قسم بالحريمات في عام «1958» وكان في مساعدتها خمس ممرضات هن آمنة الزبير، علوية صالح، فتحية حسن، زائدة الحاج، عوضية عبد الله، وقد تلقين التدريبات العسكرية كأي عسكري عادي. مقدم أصلي منحت فاطمة أبو بكر رتبة رقيب أول عند تعيينها ثم درست فترة شهر بالكلية الحربية وتخرجت برتبة ملازم أول ثم تدرجت حتى وصلت إلى رتبة مقدم أصلي. توفيت في «13 مارس 1988م». منحت البراءة بأنها أول ضابطة سودانية في «1/8/1969م» وحازت على وسام الصمود من رئيس الجمهورية 1976. نوط الجدارة من رئيس الجمهورية «1985» وسام الخدمة الطويلة الممتازة المجلس الوطني الانتقالية «1986م» ثم تم تقليدها نوط الامتياز «1991م» من قبل رئيس الجمهورية. داخل السلاح الطبي تواصلت مسيرة أولئك الفضليات ومن داخل السلاح الطبي التقينا عدد منهن وكانت أولى محطاتنا مع مساعد إدارة عواطف عبد الرازق قسم السيد التي التحقت بالعمل في السلاح الطبي يوم «25/2/1978م» قالت تم تجنيدنا كرقباء إدارة في الجيش السوداني لأن مهنة الرقيب إدارة مهنة قاصرة على العنصر الرجالي ولأنها حساسة وصعبة وتحتاج لمجهود كبير وتتطلب صبرًا ودراية فالتحقت بمدرسة الشؤون الإدارية بحري في الدورة «39» في ذات العام في الفترة من (16/9/78 إلى15/3/1979م( وكنا أربع سيدات هن أم الحسن الحاج، سيدة محمد عيسى وعفاف صلاح. وأضافت: درسنا في تلك الفترة الحسابات المالية والنقل والتركات والزيوت والبنزين والمهمات والملبوسات والتعينيات وعموميات الإدارة وقد أثبتنا جدارتنا، في هذا المجال وتم تتابع التجنيد بعد ذلك. وقالت الرقيب إدارة لا بد أن يكون بشخصية أمينة وصادقة مع نفسه والآخرين وأن تكون مسؤوليته عن الأفراد أو ضباط الصف مسؤولية مباشرة وكل ما يتعلق بالمرتبات والسجلات والملبوسات. عسكرية بالميلاد ٭ المساعد كاتب التاية أحمد محمد فرحنا قالت: التحقت بالقوات المسلحة في أواخر عام «1978م» وانخرطت بالعمل المكتبي رغبة في العمل بالقوات المسلحة نسبة لترعرعها داخل القوات المسلحة وتقول كان والدي رحمه الله يعمل بالقوات المسلحة في وحدة الهجانة القيادة الوسطى الأبيض وحرس الحدود اللواء الخامس وغيرها لذلك جرت العسكرية في دمائنا حيث كنا أطفالاً ونهتم بمظهرنا ونتميز بالضبط والربط لما لمسناه من والدنا وجنودنا البواسل. الفخر والإعزاز بالجيش أيضًا فإن القوات المسلحة وعاء يضم كل أبناء السودان ويعمل على حماية البلاد من كل المهددات لذلك نفخر ونعتز بالانتماء لهذه المؤسسة ولهذا العرين الحصين. ونحن بالسلاح الطبي نحمل السلاح ونضمد الجراح ونحسب أننا قمنا بدورنا كاملاً من الناحية الفنية والإدارية والأمنية والتحية والتقدير لمن سبقونا في هذا المجال ونترحم على المقدم فاطمة أبوبكر ومن بعدها من الرائدات في سلك الجندية. في الحاسوب رقيب فني حاسوب إخلاص عوض أحمد بابكر المعمل المركزي قالت: التحقت بالقوات المسلحة في «2005م» بعد أداء الخدمة الوطنية ولما لمسته من انضباط حفزني للانخراط في الجندية وعملت في المختبر المركزي بشبكة الحاسوب وإدخال بيانات المريض بدءًا من رقم التأمين والاسم ثم الفحوصات التي يراد فحصها إلى أن يتم استلام النتائج. مع الرائدات وسوف نواصل في حلقاتنا القادمة بإذن الله الحديث عن رائدات العمل بالسلاح الطبي والذي تم تأسيسه بنحو عشرة سيدات اختار الله منهن إلى جواره تسع بينما ظلت السيدة علوية محمود عبد المولى الوحيدة على قيد الحياة أمد الله في أيامها وبارك جهدها فهي من مواليد أم درمان وتقطن حالياً بالصالحة وأم لبنت توجهنا إليها بدارها العامرة وأخبرتنا بتفاصيل مهمة للتاريخ سوف ننشرها كاملة بإذن الله كما سننشر إفادات خاصة للمرحومة المقدم فاطمة أبوبكر عبد الله.