لا يختلف اثنان أن التأمين الزراعي يعد ذا أهمية قصوى خاصة في ظل الظروف التي يعيشها العالم من ارتفاع أسعار الغذاء بصورة كبيرة حيث تهتم معظم الدول بتوفير مواعين التخزين خاصة الصوامع، ولكن واقع الحال في السودان يختلف كثيرًا مما هو عليه فمن خلال حديث مدير إدارة المخزون بالبنك الزراعي فضل حسن محمد عن تلف «25%» من إنتاج الحبوب بسبب سوء التخزين يؤكد ضعف مواعين التخزين بالبلاد. وقال إن هناك ضعفًا في السعة التخزينية ومفارقات بين حجم الإنتاج الذي بلغ في الذرة وحدها هذا العام «4» ملايين و«300» ألف طن فيما تبلغ السعة التخزينية «650» ألف طن للمخزون الإستراتيجي مما يوضح ضعف اهتمام الدولة بمواعين التخزين والتي قد تساهم كثيرًا في إحداث كارثة حقيقية كتلف المحاصيل الزراعية فالتخزين المحصولي شأنه شأن النشاطات الزراعية الأخرى ويتطلب تفعيل اللوائح الحالية المنظمة له والأرتقاء به، ووفقا للجهات المختصة فإن المخازن والصوامع في السودان كثيرًا ما تفتقر إلى الشروط اللازمة للحفاظ على سلامة الحبوب الغذائية. حيث أكد الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان عبد الحميد آدم مختار أن السعة التخزينية بالدولة يمكن وصفها بالضعيفة مقارنة بحجم الإنتاج بجانب عدم مطابقتها للمواصفات مشيرًا لفقدان البلاد جزءًا كبيرًا من الإنتاج بسبب تلف المخزون، وقال في حديثه ل«الإنتباهة» إن مسألة التخزين تعتبر من المشكلات الرئيسية التي تواجه القطاع الزراعي داعيًا لمعالجة المشكلة عبر دخول القطاع الخاص وتوفير أكبر قدر من مواعين التخزين، ويرى المراقبون أن الارتقاء بتخزين الحاصلات الزراعية يلعب دورًا كبيرًا في دعم الصادرات السودانية وأرجعوا مشكلة التخزين لقصور السياسيات والقواعد واللوائح المنظمة له، وأشاروا إلى أن عدم مراعاة الأسس العلمية في تصميم مواعين التخزين يؤدي إلى تلف وفقدان الكثير من الحاصلات الزراعية المخزَّنة. وأكدوا أهمية الصوامع باعتبارها من مرتكزات الصادر للمحاصيل الزراعية المختلفة لما تملكه من إمكانيات فنية «عداد ونظافة الحبوب الصادرة ووسائل تقنية للمناولة والتخزين والشحن»، واعتبروا التخزين الجيد من أهم الأمور لضمان سلامة الحاصلات الزراعية ووصولها الأسواق العالمية حتى تتوافق مع الاشتراطات التي تتطلبها الأسواق، وأوضح نائب الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان غريق كمبال أن وزارة المالية قامت بإلغاء دور المخزون الإستراتيجي فتم ضمه للبنك الزراعي والذي أدى بدوره لضعف أداء المخزون الإستراتيجي وبالتالي ظهور مشكلة في التخزين بشكل عام مشيرًا لضرورة أن يطلع بدوره الأساسي بشكل كامل، وقال: إذا شهد الموسم القادم كثافة في الإنتاج سيؤدي لتأزم الوضع وهذا يتطلب من الدولة إعادة النظر في التخزين وذلك ببناء صوامع جديدة بمناطق الإنتاج، فيما يصف الخبير الزراعي أنس سر الختم حديث مدير البنك الزراعي بأنه غير حقيقي مبينًا أن كمية الإنتاج الحالية بالبلاد لا تواجه مشكلة في التخزين، وقال إن عدد الصوامع الموجودة بالسودان تكفي لتخزين الحبوب مبينًا أن الإنتاج في الآونه الأخيرة شهد ضعفًا كبيرًا. فيما يرى خبير اقتصادي فضل حجب اسمه أن التخزين يعد جزءًا مكملاً لعمليات الإنتاج الزراعي. وتبرز الحاجة لتخزين الغلال نتيجة للطبيعة الموسمية للإنتاج الزراعي الذي يعتمد على القطاع المطري في السودان. مبينًا أن الوسائل الحديثة وبسعات كبيرة أصبحت أمراً مهماً خاصة بعد زيادة الطلب الاستهلاكي على الحبوب الغذائية والاهتمام المتزايد بقضايا الأمن الغذائي المتمثلة في توفير غذاء صحي في جميع الأوقات وبأسعار في متناول المستهلك، مشيراً لضرورة تخزين الاحتياطي لدرء خطر المجاعات والطوارئ والحروب..