قال تقرير نشره موقع «فويس أوف أمريكا» أمس إن محافظة البيبور التي تقع على الحدود مع إثيوبيا قد أصبحت خالية من السكان الذين فروا من مجازر التطهير العرقي التي تقوم بها جوبا ضد المواطنين، بعد أن تم إجلاء موظفي الأممالمتحدة منها، وقال ريتشارد فيرمان منسق عمليات منظمة «أطباء بلا حدود» أمس للموقع من بروكسل، إن التوترات الأمنية أجبرت المنظمة على إخلاء موظفيها منذ ثلاثة أسابيع، وأضاف أن المنظمة ليست الجهة الوحيدة التي تعرضت لعمليات نهب الممتلكات والمواد الغذائية، وأن هذا ليس ما يقلق المنظمة بقدر المحاولات المتعمدة لتدمير البنية التحتية للمنشآت والمتمثلة في حرق كابلات الكهرباء وإتلاف الأدوية وحرق الصيدلية ومكيفات الهواء، حيث أصبح المستشفى غير صالح للعمل، الأمر الذي يعرض حياة ما يزيد على «100» ألف مواطن للخطر جراء غياب الرعاية الصحية، في وقت أعربت فيه الأممالمتحدة عن قلقها إزاء الأوضاع الأمنية المنفلتة بدولة الجنوب خاصة التقارير الواردة عن انشقاقات وتمرد عناصر بجهاز الأمن والجيش التابع لجوبا، فضلاً عن عدم الانضباط وسط الجنود، وقال دينغ كول وزير الحكومة المحلية بولاية جونقلي الذي كان يشغل منصب المحافظ إبان عمليات النهب والتدمير، إن الحكومة تعمل على كشف الجهة التي تقف وراء عمليات النهب والتخريب، حيث صرح للموقع قائلاً: بعد مغادرة المواطنين للمنطقة عقب هجمات ديفيد ياو ياو بقي عدد من قوات الشرطة والسجون، ونحن نشك في أنهم المسؤولون عن الهجوم. وكان رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت قد حذر أمس الجنود المتمردين وعناصر الأمن المتفلتة من عواقب سوء الانضباط، مطالباً إياهم بالوقف الفوري لعمليات العنف ضد المدنيين، وجاء التحذير في اعقاب تزايد موجات العنف ضد المدنيين في ولاية جونقلي وولايات أخرى بدولة الجنوب. وقال كير في بيان شديد اللهجة حصلت «سودان تربيون» على نسخة منه، إن الحكومة لن تتسامح مع المتورطين في عمليات نهب ممتلكات المواطنين أو المنظمات الإنسانية، وأكد على نية الدولة محاسبة قوات الأمن الضالعة في عمليات النهب والقتل بحق المواطنين في الدولة الوليدة، وكانت قوات من الأمن والجيش قد قامت الأسبوع الماضي بقطع الطرق نحو بور حاضرة ولاية جونقلي حيث قاموا بنهب المواطنين وضربهم وقتلهم وتعذيبهم بحجة تأخير دفع الرواتب، كما أعرب كير عن استيائه من استمرار عمليات القتل والتدمير بالرغم من إعلانه العفو الرئاسي، حيث عبر في بيانه عن عميق حزنه واستيائه لمقتل الجنرال كولر بينو الوزير بوزارة الحياة البرية وخمسة ضباط آخرين على يد عناصر من الحمر التابعة لقوات الأمن، واصفاً بينو بالضابط المتفاني في عمله، فيما قال موقع «ذا ويرلد» الأمريكي في تقرير بعنوان جيش دولة الجنوب ينهب ويقتل شعبه، إن الدولة الوليدة تعاني تمرداً داخلياً عميقاً، في وقت يمارس فيه الجيش عمليات نهب واعتداء سافر على المواطنين، في وقت أكدت فيه سيلين بيرفج المسؤولة بمنظمة اللاجئين العالمية هروب المواطنين من منازلهم بسبب عمليات النهب والتدمير التي قامت بها قوات الجيش الشعبي على المنازل والمستشفيات، وبالرغم من إنكار الجيش الشعبي للواقعة، إلا أن شهود عيان أثبتوا تعرض قوات الجيش الشعبي للمواطنين والمرضى.