دهشة عريضة ارتسمت على وجوهنا ونحن على أبواب مدينة طوكر العريقة قبل عام ربما يزيد قليلاً، فعند بوابتها تأتيك رسالة بأن أهل هذه المدينة يعيشون في أوضاع مزرية، لم نكتب شيئًا قبل تلك الزيارة على الرغم أن من حدثونا عن الإهمال في طوكر كثر ومن حدثونا عن نقص الغذاء في طوكر وجنوبها يفوقون عدد أصابع اليدين والرجلين، قبل أن نتوجه لطوكر التي قضينا فيها تقريبًا نصف اليوم توقفنا عند تلك المدينة الرائعة بمبانيها الحكومية والتي أطلقت عليها حكومة الولاية اسم طوكرالجديدة فأدهشتنا بمبانيها ولكن ما أدهشنا أكثر هو عدم وجود «قرى نموذجية» في تلك الطوكرالجديدة، مما رسم عشرات من علامات الاستفهام حول هذا الأمر، عمومًا تلك زيارة وانتهت رغم ما واجهنا فيها من غضب وعدم رضاء من حكومة الولاية لعكسنا ما يدور في طوكر «ست الاسم» التي تعاني كثيرًا في تردي خدماتها، ويعاني أهلها من الفقر ونقص الغذاء، وبعد أكثر من عام يتحدث الجميع هذه الأيام عن نقص الغذاء والجوع ونقص مياه الشرب وانعدام الخدمات في طوكر وجنوبها، وقال عضو المجلس التشريعي بولاية البحر الأحمر حامد إدريس في تقرير نشرته صحيفة الصحافة الأسبوع الماضي إن المواطنين يعيشون في أربعين قرية جميعها تعاني من الجوع نسبة لفقدانهم أراضيهم الزراعية بسبب انتشار شجر المسكيت، وقال حامد إنهم راجعوا حكومة الولاية وأطلعوها على ما يجري في المنطقة ولكنها لم تتحرك، ونفس هذا الحديث كرره نائب تشريعي البحر الأحمر في الصحافة عدد أمس الأول وزاد عليه حديثه عن تردي الأوضاع الصحية، وقال إن الأهالي يواجهون خطر الموت جوعاً. إن معاناة أهل طوكر ليست بجديدة على المركز أو حكومة الولاية، فمنذ سنوات وأهلنا في طوكر وجنوبها يعانون من تردي الخدمات ونقص الغذاء في وجود مشروع دلتا طوكر الذي تفوق سمعته خارطة السودان، ولكنه أُهمل بكثافة من الدولة ولم يجد الدعم اللازم من أجل إعادة النشاط الاقتصادي لطوكر وجنوبها، ولو استغلت حكومة الولاية خصوبة أراضي هذا المشروع واستطاعت كذلك نظافته من شجر المسكيت واستغلال هذه الأشجار في صناعة الفحم لاستفاد الاقتصاد القومي وكذلك الولائي ولكن في ظل إهمال حكومة الولاية للمشروع وإنسان تلك المنطقة فمن المؤكد أن الكوارث لن تنقطع من طوكر وإنسانها.