في الحلقة الأولى من حوارنا مع الدكتور ماجد عبد ربه والتي تناولنا فيها المرض الذي يسببه فيروس «كورونا» تحدث الدكتور حول الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي كما تحدث عن الأوقات التي تظهر فيها هذه الأمراض إضافة إلى الفرق بين الربو والحساسية والأمراض الصدرية التي تظهر في موسم الحج والعديد من الموضوعات التي تختص بالأمراض الصدرية ونواصل حوارنا في هذه الحلقة ونتناول جانبًا آخر من جوانب فيروس «كورونا» وطرق الوقاية والعلاج حاوره بالرياض: ياسر حامد ** هل هناك أدوية معينة للوقاية من هذه الأمراض الفيروسية؟ دائمًا نقول إن الوقاية خير من العلاج، لكن الوقاية لها اتجاهان: الوقاية العامة باتباع التعليمات مثل غسل اليدين وتغطية الفم أثناء السعال وعدم البصق على الأرض، التهوية والتغذية السليمة وهي أشياء ترفع المناعة الى جانب عدم استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بالغير. أما الأمصال التي تؤخذ كل شخص له منظوره، بعضها قد يقلل الإصابة مثل مصل الحمى الشوكية والأنفلونزا، ونحن من المفترض ألّا نعمِّمه ويجب أن يأخذها أصحاب المناعة الضعيفة مثل مريض السكر والكلى لو أصيب بأي عدوى تتفاقم لديه وبالتالي يمكن إعطاؤه أمصال، أما الأدوية المضادة للالتهابات والفيروسات واستخدامها بشكل مناعي سيُضعف من قيمتها إذا أردنا استخدامها في العلاج، والاستخدام بشكل وقائي يعطي فرصة للجراثيم لكي تأخذ منها مناعة وبالتالي نفقد أحد الأسلحة التي نستخدمها وقت الحاجة إليها، ويجب أن تستخدم لمريض تم تشخيصه بعد إجراء الفحوصات، وتستخدم بالشكل السليم وفي الوقت السلم، أما أسلوب الدعاية التي تكون للأدوية هي شركات مافيا بعيدة عن الطب، وهي أشياء تخص شركات الأدوية، ومن مصلحتهم إشاعة الخوف والرعب بين الناس، والناس ليس لديها معرفة ودراية لذلك تسارع الى الشراء وفي الأخير لا داعي لها. ** هل الفيروسات التي تحذر منها منظمة الصحة العالمية حقيقية؟ بعضها فيه جزء من الحقيقة وجزء من الخيال، الجزء الحقيقي هو طبيعة الفيروسات المنتشرة في الجو عندنا والتي تصيب الجهاز التنفسي متعددة وتتبع لعائلات من ضمنها فيروس الأنفلونزا وفيروس البرد العادي، هذه الفيروسات بطبيعتها ضعيفة وهشة وسهل جدًا أن يتغلب عليها الجهاز المناعي لجسم الإنسان العادي، وهذه الفيروسات المعدية تعطي الجسم مناعة على المدى البعيد من حدوث نفس المرض، وجرت العادة أن تتحرك منظمة الصحة العالمية خلال مارس وأبريل بحكم الأجواء في أوروبا وهي فترة نشاط الفيروسات ويبدأ البحث عن الفيروس المتوقع انتشاره في الشتاء القادم وتقام عليه بعض الدراسات ويستخرجون مصلاً ويتم توزيعه بعد الإعلان عنه وأن هذا المصل للفيروسات التي ستنتشر العام القادم، الكل يبدأ في شرائه وتخزينه.. ** نعود الى فيروس كورونا الذي يشغل بال الجميع هذه الأيام، حدِّثنا عن هذا الفيروس؟ نحن هنا في مستشفى الفلاح سبق أن قمنا في سبتمبر الماضي بعمل محاضرة كما جرت العادة للعاملين والأطباء وندعو لها بعض المرضى، وكانت عن الأنفلونزا العادية والفرق بينها وبين أنفلونزا كورونا، وكان في هذا التوقيت هناك حالتان فقط، واحدة منهما لقطري بعد رجوعه من المملكة وتفاقمت حالته وتم تحويله الى دولة أوروبية وتم فحصه ووجدوه يحمل فيروس كرونا وهو فيروس جديد بالنسبة لهم، والحمض النووي الخاص به غريب، وتوفي المريض القطري، بعد أن حدث له فشل تنفسي، وهناك حالة في الرياض ظهرت شهر أبريل العام الماضي وأعلنوا عنها في شهر يوليو وكان وقتها داخل علينا الشتاء، وفي هذا التوقيت بدأ الخوف من انتشاره مع موسم الحج، وتحدثت بعض النشرات عن إحصاءات غير دقيقة لأنها لا تشمل كل الحالات لأن هناك حالات تصل إلينا كأطباء بحمى وتشخص على أنها أنفلونزا أو برد عادي وتخف، ونحن لا نعلم عنها شيئًا ربما تكون كرونا لأن الفحص الخاص بها صعب، وفي حالات كثيرة اختفت وفي بعض الحالات لم تختفِ بسهولة في بعض الحالات مع العلاجات اخفت وبعضها لم يأخذ الأدوية وخفت أيضًا، ونحن هنا نفتقر لفن الإحصاء، لكن يجب علينا أن نأخذ بالأسباب وبنشر الوعي العام والوقاية العامة. ** هل يوجد علاج لهذا لفيروس كورونا؟ عندما يكون هناك فيروس جديد لكي تعمل مصلاً تحتاج الى 6 أشهر، ولكي تقوم بتجربة هذا المصل على الحيوانات تحتاج الى 6 أشهر أخرى، ولكي تقوم بتصنيعه وأخذ موافقة منظمة الصحة العالمية تحتاج الى «6» أشهر أيضًا، ولكي يصبح متاحًا في السوق تحتاج الى سنتين على الأقل. ونحن لا نقف مكتوفي الأيدي الى حين وصول المصل. ونسمع بأن الشركة الفلانية في خلال ثلاثة أشهر ستقوم بتوفير المصل وأي واحد حضر فلوسه وهي كلها مبالغ تذهب لجيوبهم هم، والصحيح لكي نعمل مصلاً واقيًا لابد أن يأخذ وقتًا في التجهيز والتجربة على الحيوان والمتبرعين ثم يتابعون أعراضه الجانبية قصيرة المدى ثم الأعراض طويلة المدى ثم يطرح في السوق للاستخدام، أما بشكل عشوائي فهو أمر غير مستحب. ** هل هناك مناطق غير السعودية ينتشر فيها كورونا؟ أول حالة ظهرت هذا الفيروس كانت في هولندا وهم لديهم معامل ونجحوا في التعرف عليه عن طريق الحمض النووي ورسموه وطابقوا حالة القطري معه وأثبتوا انه كرونا وطابقوا الحالة التي توفيت في الرياض أيضًا، والفيروس ممكن يكون في أي مكان في العالم وليس له مكان معين وخصوصًا نحن في عصر العولمة ولا يوجد مكان آمن من الكرة الأرضية، ويمكن أن ينتقل عن طريق المسافرين ولا تقدر تحد من انتشار الجراثيم وهي ابتلاء من الله وهي ليس لها وطن.