مليون من التبريكات والتهاني نبثها لكل من ساهم عيناً أونقداً أو بشخصه في تحرير «أب كرشولا».. وتأتي تهنئتنا متأخرة على الصحف لأن صحيفتنا هذه كانت موقوفة عقاباً لها على شنو ما عارف؟! وتهنئتنا طبعاً تشمل جيشنا العزيز وإسناده من الدفاع الشعبي والشرطة بأنواعها والأمن الوطني.. طيب يا جماعة... الآن تحررت أب كرشولا.. وقال ناس «القوات النظامية» إنهم لن يتوقفوا عند هذه النقطة ولكنهم سوف يقومون بالتمشيط بحثاً عن جحور الخونة والمارقين.. حتى لو دخلوا جحر ضبٍ خربٍ ولهذا فإن علينا أن نجعل مهمتهم سهلة وواضحة وأن ندعمهم فيها ولا نعطلهم بقرارات سياسية ... يعني بالعربي الفصيح.. وبرضو بالعربي بتاع جوبا لا نريد أن يطل علينا أحد المسؤولين أو «الحادبين» على الجبهة الثورية وقطاع الشمال ليقول لنا إن «التفاوض» يجب أن يتم.. أو يقول لنا «عليكم الله فاوضوهم» أو يقول لنا «إن قطاع الشمال والجبهة الثورية هم أحد روافد وتيارات الظلم الاجتماعي والاقتصادي في البلاد وعلينا أن نقبل بالواقع الماثل ونفاوض «الجماعة ديل».. يا جماعة «الحكومة قالت » و«الجيش قال» و«نواب الرئيس قالوا» و«مساعدو الرئيس قالوا» و«الأحزاب الوطنية قالت» وناس«الدفاع الشعبي قالوا» و«الشرطة قالت» و«منظمات المجتمع المدني قالت» و«الرجال قالوا» و«النسوان قالن» و«البنات والأولاد قالوا» وحتى «شُفّع المدارس قالوا»... كل هؤلاء قالوا إنهم لا يعترفون «بحاجة» اسمها قطاع الشمال ولا حاجة اسمها الجبهة الثورية ولا حاجة اسمها «حركات التمرد».. يعني يا جماعة بالعربي بتاع جوبا يجب أن نقاتل «الناس ديل» إلى أن ينهزم أحد الطرفين.. فإن هزمونا يكون «حلال عليهم» أن يجوسوا خلال الديار وكان أمراً مقضياً.. وأن يخربوا ما شاء لهم التخريب.. وأن يقوم ناس عرمان وعقار والحلو بذبح كل من يقدرون على ذبحه بنفس الطريقة التي فعلوها في أبو كرشولا والتي يتداول الناس فيلماً عنها هذه الأيام... وإن نحن هزمناهم فإن جيشنا وقوات إسناده ودفاعه الشعبي يمنعهم الوازع الديني والإيمان والإسلام أن يحيدوا عن وصية النبي الكريم في الحرب فلا يمثلوا بالجثث ولا يقتلوا شيخاً ولا امرأة ولا يقطعوا شجرة ولا يفسدوا مواقع المياه... على أن بعضنا بالطبع في الجانب الموازي هذه الأيام يطربهم السماع «لجلالات» القوات المسلحة التي تبثها قناة السودان الرئيسية والتي يبدو أنها القناة الوحيدة التي تشعر بآلام الاحتلال وفرحة الإجلاء وتقدم لنا برامج مليئة بالدفع والتشجيع ونقل الأخبار التي تثلج الصدور بينما بعض القنوات الأخرى التي يُفترض أن فيها دماء سودانية ليس لديها غير الغناء بدون توقف ولسان حالها يكاد يقول «الشريف مبسوط مني». ومن أمتع الأناشيد و«الجلالات» التي يشدو بها ناس الجيش فيلهبون حماس من يستمع إليهم الجلالة التي تقول «عَدُونَا كان تخلُّو أنحنا ما بنخلُّو».. ومن المؤكد أن بعضنا سيترنم طويلاً خلال الأيام والشهور القادمة قائلاً «عَدُونَا كان تخلُّو أنحنا ما بنخلُّو».. وعدونا هم الطابور الخامس والخلايا النائمة سواء كانت جنوبية أو شمالية ومؤيدو الحركة الشعبية والحركات المتمردة ومناصرو الجبهة الثورية سواء كانوا في الأحزاب «الما وطنية» أو في الخدمة المدنية أو في قطاع الإعلام وكل المندسين والمخذلين في القرى والمدن. ونقول أخيراً إن الأمر لم يعد يحتمل الصبر والتهاون.. فإما أن يهزمونا أونهزمهم.. يعني بالعربي الفصيح «يا نِحْنَا يا هُمْ» يعني بعربي جوبا «يا هو أنتكم «في» ده يا هو كلام تاع أنا «ما في» وإنتكم «مافي» ياهو ده كلام تاع أنا «في» و«عَدُونَا كان تخلُّو أنحنا ما بنخلُّو».. ومن بعد ذلك فلتدخل أمريكا على جماجم أهلنا وأولادنا ونسائنا وليستعد عملاء الجبهة الثورية والأعداء لاستقبال اليانكي ورعاة البقر والإسرائيليين في بلاد السودان وعلى الإخوة المصريين أن «يشيلوا شيلتهم» فالجبهة الثورية وقطاع الشمال أعداء لله والعروبة والإسلام ومن ورائهم أمريكا وبنو صهيون.