قصة واقعية تكتبها في حلقات فوزية حسين ذهبت في زيارة لمنى بالمستشفى .. بسم الله ماشاءالله .. كانت في كامل عافيتها ، جمال ونضار .. رحبت بي بصوت خافت وابتسامة سعيدة ، قالت أنها بعد يومين ستخرج الى المنزل ، سعدت كثيرا للتحسن الذي لاحظته عليها ، تبادلت معي الحديث ، وهذا شيء لم أتعوده منها ، قضيت معها وقت ممتع وسعيد ، وودعتها على أمل لقاءها في بيتها بعد غدا .... بعد يومين خرجت من المستشفى والحمدلله .. زرتها ورحبت بها في منزلها ، عبرت لها عن سعادتي برؤيتها تعود وتنور منزلها ، وقد لاحظت اهتمامها بابنها الذي افتقدته طوال مكوثها بالمستشفى ، فقد حمله زوجها الى احدى قريباتهم التي تولت رعايته جزاها الله خيرا طوال فترة مكوث منى بالمستشفى ، وكذلك لاحظت أن منى بدأت تعود كامرأة طبيعية ، وإن كانت قليلة الكلام ، ولكنها تحسنت كثيرا عما كانت عليه أولا ... استمرت منى في مراجعة المستشفى ، مع التحسن التدريجي ، وإن كانت من ملاحظة غير تحسنها الواضح، فهي ازدياد وزنها نتيجة لتناولها الأدوية العلاجية ، والتي يجعلها أغلبها كثيرة النوم ، ونهمة الى تناول الكثير من أنواع الطعام .. وللحق فقد بدت أكثر جمالا وحسنا ، وبمرور الأيام كانت تعود تدريجيا الى طبيعتها ... ذات يوم استيقظت ظهرا وأنا مذعورة على صوت طرق عنيف على باب الشقة ، اقتربت من الباب بخوف وحذر ، كان الوقت حوالي الساعة الحادية عشرة ظهرا ، سمعت صوت منى تنادي علي وهي تضرب باب الشقة بعنف .. بسرعة واستغراب فتحت الباب ، فوجدت منى بفستانها حافية القدمين ، كانت تلهث مذعورة وعينيها مليئة بالخوف ، حاولت أن افهم ما بها ، ولكنها كانت تشير الى باب شقتها ، وتحاول جاهدة ان تجمع شتات نفسها وتخرج صوتها الذي ضاع تماما ، كانت تغمغم وتشير ناحية شقتها ، سألتها عن الصغير ، اشارت ناحية الشقة .. ادخلتها وارتديت ثوبي ، خرجت فخرجت خلفي ، توجهت ناحية شقتها .. ولدهشتي وجدت باب شقتها مكسورا ، سألتها ماذا حدث ، كانت قد هدأت قليلا ، فقالت لي بصوت متحشرج : أن اناسا يصرخون في شقتها ويلاحقونها ، ويريدون مهاجمتها وضربها ، نساء ورجال ، وأن زوجها هو من ارسلهم ، لأنه أقفل عليها الباب وأخذ المفتاح معه ، وأنها حتى تستطيع الهرب منهم ، قامت بكسر الباب .. طمأنتها ودخلت وحملت الصغير الذي كان لا يزال نائما ، وحينما نظرت مرة أخرى الى الباب وجدته كأنما فتح بآلة ضخمة .. كان القفل مكسورا ومرمي على الأرض .. هززت رأسي باستغراب وخوف وحزن وأخذت اردد سبحان الله من أين جاءت بكل هذه القوة ؟!! ................. يتبع