إن تاريخ نشأة هذه المدينة يعود إلى ما قبل عهد الأتراك عام 1821حيث قامت هذه المدينة بشكل مجتمع رعوي المجالس المنوط بها إحداث التنمية الريفية والتعليم، والصحة والخدمات الاجتماعية وتمثيل الجهاز التنفيذي برعاية الخدمة المدنية بكل مكوناتها من موظفين وعمال وفي ظل هذا النظام الإداري تم إنشاء مجلس ريفي الحوش عام 1954 وأول من الضباط الإداريين محمد أحمد حسين شرفي وفتح الرحمن البشير وحسن صالح وسيف الدين الزبير محمد الملك والمرحوم موسى المبارك، وهذه منطقة مليئة بالغابات الرعوية فيها القطاع النباتي ومناطق الساڤنا الغنية، ونجد قبيلة الكواهلة تشكل الحضور الأكبر في المنطقة، كما توجد كل القبائل السودانية وهي مدينة سياسية من الدرجة الأولى منذ القدم وعبر الأجيال بدأت هجرات من شمال السودان وخاصة من قبائل الجعليين والشوايقة والدناقلة بحثًا عن كسب العيش في هذه المنطقة وسميت بهذا الاسم لأن مؤسسها أحمد أبكر سكن في تلك المنطقة وهي عبارة عن غابة وقام بتحويشها خوفًا من الحيوانات المفترسة.. وتحدث ل (الإنتباهة) الأستاذ مصطفى أحمد حسن وهو من أهالي الحوش قائلاً إن سكان المنطقة يبلغ عددهم حوالى 350 ألف نسمة ينتشرون في أكثر من 200 قرية في الناحية الغربية قرية الشريف مختار والشبونات والفحل والدوحة والكتير ودجمعان والطيارة والطباخة والدباسين والكجرة ومن الناحية الشمالية قرية ود مقبول وعشير والرميتاب والقضيديم والوسط وأم تريبات وطبقة وود نعمان و15 خلوة ومن أشهرها خلوة مسيد ود نعمان عوض جادين وخلوة الشيخ حمد النيل وخلو ودرادات وخلوة الشيخ البشير في البرياب، كما توجد عدد من المساجد يصل إلى 150 مسجدًا ومن أشهرها مسجد الفكي الفضل في ودنعمان ومسجد ود تميم في الحوش ومسجد حمد النيل في الفوايدة ومسجد البرياب العتيق، كما توجد عدد من المدارس 85 مدرسة أساس و14 مدرسة ثانوية بجانب رياض الأطفال، ويوجد مستشفى تخصصي تعليمي واحد في المنطقة، إضافة إلى مستشفيات ريفية في كل من أم تريبات وودمقبول والرميتاب وبها مراكز صحية وتوجد أيضًا ثلاثة مستوصفات، أما في مجال الطرق فتمت سفلتة طريق بين سنار وودمدني بطول 23 كليو وتوجد في المنطقة 6 محطات وقود، إضافة لبعض الكليات منها كلية الصحة والعلوم البيئية جامعة القرآن الكريم ومن المعلوم أن مدرسة الحوش الوسطى شيِّدت عام 1954م وقد تم تحويلها إلى جامعة العلوم الصحية التابعة لجامعة الجزيرة ويمارس فيها العديد من النشاط الاقتصادي بالمنطقة، خاصة النشاط الزراعي، وتعتبر الحوش أهم مركز نشاط زراعي في الجزيرة حيث يوجد بها القسم الجنوبي لمشروع الجزيرة وينقسم إلى قسمين هما قسم الحوش والحاج عبد الله، ثم النشاط التجاري والحرفي وعدد من الأعمال الأخرى التي تعتبر مصدر دخل للسكان في المنطقة، أما النشاط الصناعي فقد باءت كل المحاولات بقيام صناعات تعتمد على المواد الخام الزراعية في المنطقة مثل الدقيق وغيرها بالفشل، ويتطلع أهل المنطقة إلى قيام صناعة التقاوي بدلاً من استيرادها من جنوب إفريقيا وتركيا ومصر وأيضًا قيام مصانع للسماد والمدخلات الزراعية كافة؛ لأن قيام مثل هذه الصناعات يحد من الهجرة إلى المدن ويخلق سوق عمل محلي ويشجع على الاستقرار في الريف، أما أسواقها فكانت قبلة للمتسوقين يأتيها الناس ومن أشهر الشخصيات الشريف الحسين الهندي الذي كان نائبًا لدائرة الحوش في الديمقراطية الثانية وكان وزيرًا للمالية ووزير الحكم المحلي والشخصية الأخرى الشريف زين العابدين الهندي الذي كان نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للخارجية في عهد الديمقراطية الثالثة، وكذلك الراحل أحمد عبد الحليم الذي كان سفير السودان لدى جمهورية مصر العربية، وفي عهد حكومة الإنقاذ مثال شرف الدين بانقا وعمر عبد المعروف الذي كان وزير الدولة بمثابة وزير الدفاع في مجال الرياضة فلا يخفى على أحد لاعب الهلال الراحل والي الدين محمد عبد الله وفي مجال الاقتصاد الراحل فتح الرحمن البشير له إسهاماته العديدة مثلاً في مجال التعليم والإدارة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأيضًا عمل ضابطًا في مجلس ريفي الحوش في منتصف الخمسينيات وتم نقله إلى بلدية أم درمان ومن أشهر إنجازاته شارع العرضة. مشاهير الصحافة الأستاذ موسى يعقوب وإسماعيل شفانة وعصام الصولي والأستاذة زحل الطيب محمد أحمد وموسى عثمان بابكر والعديد من الصحافيين الآخرين، وفي مجال الثقافة نجد الأستاذ مكي عباس من أبرز المثقفين السودانيين الذي تخرج في كلية غردون وعمل معلمًا في بخت الرضا وأسس جريدة الرائد وأول من بادر في العمل الصحفي بالبلاد.