الجرائم عبر شبكات الاتصالات تطورت بتطور أجهزة الاتصالات نفسها، وكم من فريسة قد وقعت في حبال الاحتيال، تعددت وسائل المحتالين، وتنوعت كلماتهم، ويعزى الشخص الذي وقع في الاحتيال ب«القانون لا يحمي المغفلين» وهدفهم المال والأعراض في صور كثيرة أستطيع أن أقول: « قلّ أن تجد شخصاً إلا وتعرض لجرائم احتيال ونصب». بعضهم من شبكات خارجية يقومون بالاتصال بأرقام عشوائية يقولون مثلاً أنت الفائز معنا بقيمة «10000» دولار للاستلام اتصل على الرقم «000» غالباً ما يكون الرقم عالمياً يضطّر الشخص لتنزيل رصيد ما قيمته «10» جنيهات ينفد الرصيد قبل انتهاء المكالمة يضطّر لمعاودة الاتصال بتغذية رصيده بقيمة «20» جنيهاً، وأخيراً تذهب الثلاثون جنيهاً وتبقى الحسرة والندامة حالهم كسراب يحسبه الظمآن ماء ويبقى حلم من أحلام اليقظة بعد أن يوزع المال لتحسين الوضع المعيشي وتحقيق رغبات المفلسين ويتحقق المثل الشعبي «ما على المفلسين إلا التمني». الجريمة الأخرى وهي جريمة عقائدية يستخفون بها أصحاب عقول البسيطة، يدخلون عليهم من باب حب النبي صلى الله عليه وسلم، مستغلّين حب الشعب السوداني للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، يعملون باسم الدين يتظاهرون باسم الولاية والصلاح، والدين منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، في الحقيقة هم على قسمين احتيال بخبث ودهاء أو سحر ودجل، والثانية أقبح لأنه كفر بالله عز وجل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعون يوماً». والأمر ليس بالسهل أن تجاري شخصاً حتى يدخلك في غرفة مظلمة أو يطلب منك إحضار شنطة للذهب بعد أن يقول لك لقد رأيناك البارحة في جلسة كنا نذكر الله عز وجل فيها كثيراً، ورأيناك من المقبولين وقد يأمرك بقراءة القرآن وقراءة الفاتحة وسرعان ما يقودك في كلمات وهمهمات لأسماء الجن واستحضارهم في الوقت والساعة، ويقول لك إنها من قبيل الأسرار، وقد يصل بالبعض لمرحلة يرى فيها الذهب لكن إمتلاكه إلا أن يحضر دماً يجعله على كتاب الله والعياذ بالله، وبعضهم يأمرك بذبح تقرب لغير الله عز وجل، وهذا كله بمكالمة هاتفية تقود الإنسان لسخط الله واللعن والطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل، والقسم الآخر يتضح لمن له أدنى بصيرة لأنه قبل أن يستلم أو يقبض مالاً يحول لشخص المحتال مبلغاً من المال ويقوم المحتال الذي تلبّس بالدين بإغلاق هاتفة الجوال «وعلى نفسها جنت براقش». ومن الجرائم أيضاً العبث بالأعراض عند بعض أصحاب النفوس المريضة من الجنسين من شباب يعاكسون، وكذلك شابات تعاكسنه، ولأسف الشديد بعد أن بعن شرفهنّ وحياءهنّ وعفتهنّ وكرامتهنّ. ويتّصلون غالباً بشرائح منشطة عبر شريحة تسمى «تواصل». ولم تنزل بياناتها باسم المالك. ونصيحتي لشبكات وشركات الاتصال، أقول لهم إن الله عز وجل قد كتب الإحسان على كل الشيء احسنوا صنعتكم اوقفوا الشرائح غير المسجلة، وعجبت جداً للقانون الذي أحسبه موفقاً والصادر من الهيئة العامة للاتصالات بسحب الشرائح التي لم تعمل لمدة ثلاثة أشهر، وتشديد الإجراءات فيها مع بطاقة شاهد يمكن الرجوع إليه، وأتمنى أن يكون بالرقم الوطني فقط، وكذلك أيضاً تشديد الرقابة الأمنية للمحافظة على أموال وأعراض الناس. وأخيراً أجهزة الجوالات نعمة إذا أحسنّا التعامل معها وسيرت لما سخرت له، وإلا كانت نقمة تجلب لنا العار والدمار والخراب، وأنبه على أن بعض شبكات الاحتيال يقومون بإرسال رسالة إخطار برصيد من شركة الاتصالات، ويقومون بإرسالها من رقم خاص، إلى الشخص الذي أرادوا أن يحتالوا عليه ويطلبون منه إعادة الرصيد، وفي الحقيقة قد أرسلوا رسالة إخطار برصيد ولم يحولوا رصيداً. والجرائم كثيرة وخطيرة لا أستطيع حصرها في هذا المقال، أرجو الحيطة والحذر.