ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة باستخدام الأعشاب سواء للعلاج أو التجميل في كل أنحاء العالم، والسودان شأنه شأن كثير من الدول اتجه لذات الاتجاه وكثرت الإعلانات على مراكز التجميل تحت مسمى العودة للطبيعة.. وفي أثناء تجوالي داخل أروقة سوق بحري لفت انتباهي دكان للعطارة ضاقت أرضه بما رحبت بعدد من الفتيات الباحثات عن الجمال الطبيعي، ولجت إلى داخل المحل من باب الفضول المهني لأقف على حقيقة الأمر فوجدت لافتات كتب عليها كل ما يخطر على البال من مواد طبيعية للتجميل.. حملت أوراقي واتجهت صوب الفتيات اللائي يجلسن في انتظار دورهن مع العطّار لتحكي كل واحدة منهن المشكلة التي تبحث لها عن حل.. كما ختمت جولتي بإفادة من صاحب المحل.. الأعشاب أكثر ضمانًا زهراء «جامعة الخرطوم كلية الزراعة» كانت ضمن الموجودات داخل المحل وافتتحت لنا باب الحديث قائلة: عندما لجأت للتجميل بالأعشاب لقناعتي التامة بأنها تعمل على التغذية الحقيقية والعلاج للجزء المُعالج وبدون آثار جانبية والمقولة الشائعة «أن لكل داء دواء» لكن أغلبية الصيادلة مقولتهم «لكل دواء داء» بمعنى أنه لكل دواء آثار جانبية والأعشاب عمومًا لا مضار لها إذا اُستخدمت بالطريقة التي يصفها العطّار؛ لأن كثيرًا من الأعشاب تكون ضارة إذا استخدمت عشوائيًا وعن تجربتي الشخصية كنت أعاني من مشكلة «دهنيات» ببشرة الوجه والحمد لله النتائج كانت مبهرة مما حدا بي لمواصلة التجميل بالأعشاب.. سوسن «طالبة جامعية» من سكان حي الواحة أم درمان وجدتها تتحدّث مع العطّار عن مشكلة ما بالشعر اقتربت منها وسألتها عن العلاج التجميلي بالأعشاب حيث قالت: كنت أعاني من مشكلة تقصّف وتكسّر في الشعر والحمد لله لجأت للعطارة كخيار أخير بعد أن ملّت نفسي من كثرة التردد على عيادات الأطباء والنتيجة تكلفة باهظة بلا فائدة ظاهرة للعيان لكن الحمد لله أبهرتني النتيجة بالزيوت الطبيعية التي استخدمتها وبالنسبة للبشرة هنالك خلطات وزيوت أيضًا وكلها طبيعية «مئة بالمئة» ونتيجتها مُرضية.. أُفضِّلها حتى في العلاج من ولاية النيل الأبيض «الأستاذة» سعاد النور محمد من جامعة السودان المفتوحة وصادفتها وهي تحمل مجموعة أكياس تحتوي على عدد من المواد الطبيعية واستوقفتها متسائلة وأجابت قائلة: كل هذه الأشياء عبارة عن حلبة وترمس وجردقة ترابية استخدمها للتجميل؛ لأن الكيمائيات لها آثار جانبية خاصة الكريمات وحتى في العلاج أفضّل الكركدي بالعرديب لعلاج الملاريا بدلاً من الكينين.. وقد سبق لي أن استخدمت كريمًا للوجه لكن بمجرّد ايقافي استعماله أسودّ وجهي وعاد أسوأ مما كان عليه من قبل لذا أُفضِّل الطبيعي الذي لا يترك أي آثار جانبية.. وكان لا بد لنا من إتاحة الفرصة لصاحب المحل ليدلو لنا بدلوه السيد حسن الزين حيث قال: العلاج والتجميل بالأعشاب موجود من قديم الزمان ومنذ أن كنت طالبًا بالمدرسة كنت أحرص على وجودي مع جدي بالسوق أيام الإجازات وهو عطّار قديم حيث تعلمت منه العطّارة والاطلاع على كتب الأعشاب «الجمالية والعلاجية» ولا يجيد التعامل مع الأعشاب إلا شخص صاحب دراية؛ لأن بعضها يحوي سُميات نحن أدرى بها وبالنسبة للأسعار فهي قليلة وفي متناول اليد والحمد لله لم يشكُ أي من زبائننا من خلطاتنا وتركيباتنا فهي مضمونة وطبيعية.