شهدت جلسة البرلمان أمس جدلاً فقهيًا كبيرًا وحالة من الفوضى والاحتجاجات والاتهامات الجهوية بين النواب على خلفية قرض ربوي ب«25» مليون دينار كويتي من الصندوق الكويتي لصالح مشروع كهرباء الولايات الشرقية مما اضطر رئيس الجلسة هجو قسم السيد للصياح في النواب: «الشكل شنو؟» وللطرق بالمطرقة أكثر من مرة، وفيما ساند «46» برلمانيًا رفض القرض باعتباره لا يشكل ضرورة قصوى، وافق «52» آخرون عليه اغلبهم من نواب الشرق ، وامتنع «9» نواب عن التصويت.وضغط رئيس الجلسة هجو على النواب مستندًا إلى توصية من الآلية الثابتة لدراسة القروض الربوية برئاسة فقهاء دينيين وعضوية المالية ومجمع الفقه والبرلمان، إلا أن رئيس لجنة التعليم بالبرلمان بروفيسر الحبر يوسف نور الدائم شكَّك واعترض على التوصية لغياب إمضاء المختص فقهيًا بالآلية على الرغم من وجود اسمه ضمن الآلية، في ذات الأثناء هاجمت البرلمانية د. سعاد الفاتح كل النواب الممررين للقرض الربوي، وتخوفت من عواقب وخيمة على البلاد، مرجعة ضعف الاقتصاد والفقر لقبول الحكومة للقروض الربوية وخرجت وهي غاضبة مرددة في وجه النواب «يخسي عليكم»، ودعت النواب للخوف من الله بدلاً من الفقر والناس، وزادت: «بتبرروا ل الله الربا»، متهمة الحكومة والنواب الموافقين بالتحايل على الله وعلى القرآن. بدوره هاجم عضو البرلمان عن كسلا أحمد حميد النواب الرافضين للقرض وقال بغضب: «كل المشروعات بالبلاد قامت بقروض فلماذا الاحتجاج عندما يأتي الدور على الولايات الشرقية»، وأضاف: «دا قصد خاص»، وفي ذات الاتجاه تساءل عضو البرلمان عن القضارف محمد حمد الأزرق: «لماذا سكتوا كثيرًا على القروض الربوية التي أُنشئت بها كثيرٌ من المشاريع »، وفي ذات الاتجاه طالب زعيم المعارضة بالبرلمان إسماعيل حسين بتسمية الأشياء بأسمائها بعيدًا عمَّا سماه ب«الغَبَشَة»، وذكَّر النواب بيوم القيامة، وأرجع تضاعف ديون السودان إلى الربا، واتهم الحكومة بالفقر في أخلاقيات إدارة المال العام، وكان رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر قد دفع بخطاب لرئيس مجمع الفقه الإسلامي د. عصام البشير مستفتيًا إياه حول القرض.