الشيخ أبوزيد أحمد اسم له وقعه ورمزيته في الريادة الاجتماعية المفيدة كنا نسمع منذ الطفولة في مدارسه ومركزه الصحي ومسجده وأتاحت لنا الأيام عقب ذلك أن نراه على العنقريب الهبّاب بصورة يومية ببرندة دكان العم عبد القيوم محمد أحمد الأفندي المغواري الشهير لدى أهل ودمدني بالأنصاري التي دأب على إطلاقها يا أنصاري ويا أنصارية؟؟ على زبائنه وهو تاجر أوانٍ مشهور بجوار السينما الوطنية بودمدني وهو آخر دكان في سوق مدني بشارع اتجاه واحد الذي هو الآن شارع الكاشف، كان الكثير من أعلام المدينة يجلسون إليه مع قهوة الصباح ويحسم الكثير من الموضوعات إذ هو من شيوخ السوق ورئيس وعضو محكمة عمد ودمدني فما كنا بحكم السن وعدم الجرأة في تلك المرحلة على الحديث معه وكان الفنان الخير عثمان من رواد دكان الأنصاري وبجواره شاعر الجزيرة الكبير كباشي حسونة. إلا أني وحين قرأت ما يلي أعلام ودمدني في كتاب سحارة الكاشف للعم محمود أبو العزائم وقفت على سر اهتمام الناس بهذا الرجل.. ذلك حين قال أبو العزائم إنهم قد هاجموا في جريدة العلم تقريبًا شيخ أبوزيد بأنه يهدي البقرة الحلوب لمدير المديرية ووصموه بأنه مهادن للإنجليز. فاستدعى شيخ أبوزيد أبوالعزائم وكان شابًا حينئذٍ وقال له يا ابن عبد الرحمن أفندي قلتو عني كذا وكذا فكم أتحت لأبناء وطني بهذه المدينة من فرص الدراسة بالداخل والخارج يا ابني أبو العزائم امشوا حاربوا الإنجليز بعداوتهم ودعوني أحاربهم بصداقتي، فأنا أوظّف هذه الصلاة لمصلحة وطني وأبنائه فلتختلف الأسلحة ولكن الهدف واحد!! وكان أبوالعزائم حفيًا بشيخ أبوزيد وأمثاله من العصاميين الذين أُلهموا المواقف بعصاميتهم الفذة قبل المقررات. يرحم الله ذلك الجيل ممثلاً في الشيخ أبوزيد أحمد وعبد القيوم الأنصاري صاحب ذلك الملتقى الذي كنا ونحن أيفاع نسترق السمع إلى «التدامى» وحنتوب الجميلة والذوّاقة عبدالعاطي نمر.