على الرغم من التعديلات التي أجرتها حكومة ولاية الخرطوم بشأن حل مشكلة المواصلات التي استمرت لأكثر من عام لم يجد المسؤولون في الدولة حلاً لها، التي أضحت الشغل الشاغل بوضع العديد من المعالجات كتحويل المواقف وبعض الخطوط إلا أن الوضع ظل كما هو عليه في السابق بل زادت من المعاناة، ووجدت العديد من الانتقادات من بعض الجهات ورموا باللوم على الجهاز التنفيذي الذي لم يراعِ لمعاناة المواطنين خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ووجود مواطنين مرضى وكبار سن وأطفال، وأشاروا إلى أن الولاية لا تبني اتخاذ قراراتها بصورة علمية بل تجرب تجريبًا مما أدى لوجود أزمة حقيقية يعاني منها مواطنو ولاية الخرطوم بسبب انعدام المواصلات وقرارات المسؤولين. وأقرّت حكومة الولاية بوجود مشكلات بقطاع المواصلات منذ العام الماضي، حيث أكد وزير التخطيط العمراني والبنى التحتية بالولاية الرشيد فقيري اتجاه الدولة لوضع العديد من المعالجات لمشكلة المواصلات، لافتًا أن عمليات تحويل المواقف وتبادل النقل صاحبتها العديد من السلبيات بجانب ضعف المواعين التي لا تتناسب مع سكان الولاية حيث يستخدم 70% منهم وسائل النقل العام، مشيرًا إلى أن عدد الرحلات اليومية يبلغ 2240 ألف رحلة يومية، مبينًا أن عدد البصات المستخدمة يبلغ 300 بص فقط تعتمد عليها الولاية، مشيرًا أن أكثر من 700 بص تحتاج للصيانة وتوفير الإسبيرات، مؤكدًا أن الخطة تهتدف لرفع الأسطول إلى 400 بص وأبان خلال مخاطبته المنبر الإعلامي لصحيفة الصحافة مؤخرًا أن الولاية حولت معالجة المشكلة باستجلاب عدد من البصات ووضع خطة تشمل مخططًا هيكليًا للنقل والمواصلات تتضمن المعالجات المستقبلية كافة حسب الأولويات، وأشار من ضمن الخطة معالجة مشكلة مواعين النقل لاستيعاب الزيادة السنوية للسكان موضحًا أنه حسب الإحصائيات فإن حاجة الولاية للحافلات في حدود ال 18 ألف حافلة، وقال إن الخطة ركزت على معالجة مشكلات المواقف وتنظيمها بمنع الباعة المتجولين وبعض خطوط المواصلات بإضافة بعض الخطوط الجديدة ومحطات البصات بجانب تأهيل بعض الشوارع وفتح الشوارع المغلقة مبينًا حصر 1665 محطة سيتم عمل علامات إرشادية لتوضيح أسماء المحطات، لافتًا لوضع خطة آنية للمواعين الكبيرة لتغطية المناطق ذات الكثافة السكانية بتوفير 6 قاطرات والاتجاه للنقل النهري بغرض السياحة والنقل العام إضافة لتوفير الترام، ودعا فقيري القطاع الخاص للدخول في مجال النقل، مبينًا أن التشغيل الفردي به سلبيات، فيما أوضح معتمد محلية الخرطوم اللواء م. عمر نمر أن هنالك أخطاء صاحبت تحويل الخطوط البالغة 34 خطًا وقال كان من المفترض أن يتم التحويل بطريقة تدريجية لتفادي الوقوع في الخطأ، مضيفًا سيظل باب المعالجة مفتوحًا للوصول لرضاء المواطنين بوضع العديد من المعالجات التي شملت التنظيم بشكل عام عبر تطبيق القوانين الرادعة لبعض الفئات كالفريشة وإزالة الأكشاك العشوائية، مشيرًا للتنسيق بين الجهات ذات الصلة كافة، ومن جهته أوضح مدير هيئة النقل والمواصلات د. أمين النعمة أن الهدف الرئيس من تحويل المواقف تحسين حركة المواصلات وهو جزء من المخطط الهيكلي لإعادة شبكة المواصلات، مبينًا أن الوضع يتطلب عملاً مستمرًا للوصول للأهداف المرجوة، مؤكدًا أن تحويل المواصلات لموقف شروني أسهم في الانسياب المروري وسط الخرطوم، وقال نتجه لوضع معالجة نهائية بعمل دراسة لمواقف إضافية.
